:-909-:
بسم الله الرحمن الرحيم قد حان الأوان لان اوفى بعهدى معك يا استاذ عبد الله
لو كان حضرتك تتزكر فعند انضمامى الى المنتدى و عدتك بان اشارك بموضوع عن عبد الملك بن مروان و هذا هو الموضوع:
" عبد الملك بن مروان "
إعداد
محمد فتحي
2008
المقدمة:
سوف نتناول في هذا البحث دراسة موجزة عن إحدى الشخصيات البارزة في التاريخ الاسلامى، التي كانت لها فضل في فتح كثير من البلاد و نشر الإسلام فيها، و لها الكثير من الأعمال التي أدت بدورها إلى نصرة الإسلام و المسلمين، هذه الشخصية ترجع للعصر و العهد الأموي، ألا و هي " عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة "، و هذه الشخصية الحاكمة نركز فيها على نشأته، و كيف كان إعجاب الصحابة و من حوله به إلى أن شاب و كبر و تولى الخلافة بعد أبيه مروان و هو يبلغ من العمر (39) سنة و قضى في الحكم (21) سنة.
و سوف نعرف كيف كان ينظم أمور دولته، و من ثم نتناول الخلافات التي كانت بينه و بين عمرو بن سعيد الملقب بالأشدق – و الذي امتنع عن البيعة له – من جانب و خلافاته مع أخيه عبد العزيز من جانب آخر، حيث كان يسعى لنقض معاهدة أبيه و إقصاء أخيه عبد العزيز من أجل تولية ابنه الوليد.
ثم و بعد ذلك نلقى الضوء على الفتوحات الإسلامية في عهد عبد الملك:
(أ): الفتوحات في شرق البحر المتوسط .
(ب): إرسال إمدادات إلى زهير في برقة.
(ج): الخلافات مع الروم.
و قبل هذا كله سنتكلم عن بيت عبد الملك و زوجاته و أولاده، و كذلك إنجازات عبد الملك في مجال تطور الإدارة و النظم الإدارية-النظام النقدي-إحصاء السكان و تقدير الضرائب-إصلاح الجيش-البناء و التعمير-و أخيرا" سياسة الفتوحات.
كما سنبين موقف الشعراء من عبد الملك و مدحهم له، و أخيرا" وفاته حيث توفى في 86 من الهجرة/705م؛ و في الملحق نعرض خريطة توضح اتساع الدولة الأموية، و ثم و بعد ذلك الخاتمة، و أخيرا" المراجع التي اعتمدت عليها في جمع مادة هذا البحث.
M.F.N
الموضوع:
*بسم الله الرحمن الرحيم*
عبد الملك بن مروان بن الحكم الاموى (26-86 هـ) – (646-705م) من أعاظم الخلفاء الأمويين و دهاتهم، كان واسع العلم متعبدا" ناسكا"
*اصل الأمويين*
ينسب الأمويين إلى أمية الأكبر بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي و هم ينتسبون إلى قبيلة قريش التي كانت لها نفوذ واضح قبل الإسلام وبعده
*من هو عبد الملك*
هو عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبى العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة..، ولد سنة 26من الهجرة بالمدينة، وأمه عائشة بنت معاوية بن الوليد بن الوليد بن المغيرة بن العاص بن أمية، و لما شاب كان عاقلا" و حازما" أديبا" لبيبا" و كان معدودا" من فقهاء المدينة
نظر إليه أبو هريرة -رضي الله عنه- وهو غلام، فقال: هذا يملك العرب !! في مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وولد عبد الملك في أول عام من خلافة عمه ( عثمان بن عفان ) رضي الله عنه، حفظ القرآن الكريم، وسمع أحاديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من عمه عثمان بن عفان، و أبى هريرة، و أم سلمة، و معاوية، و ابن عمر - رضي الله عنهم أجمعين-.
و كثيرا" ما كان عبد الملك في طفولته المبكرة يسأل أباه و عمه و من حوله من الصحابة عن سيرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيجيبونه بما يثير دهشته، و يزيد من إعجابه بعظمة الإسلام، و لكنه وهو في العاشرة من عمره رأى مقتل خليفة المسلمين ( عثمان بن عفان ) فترك
ذلك أثرا" حزينا" في نفسه، ولكنه تعلم منه الدرس، وهو أن يتعامل مع المشاغبين و المعتدين بالقوة والحزم.ثم لازم الفقهاء والعلماء حتى صار فقيهًا، سئل ابن عمر -رضي الله عنه- ذات مرة في أمر منأمور الدين فقال: (إن لمروان ابنًا فقيهًا فسلوه) وقال الأعمش: كان فقهاء المدينة أربعة: سعيد بن المسيب وعروة وقبيصة بن ذؤيب وعبد الملك بن مروان، وكان لا يترك الصلاة في المسجد، حتى سمي حمامة المسجد لعبادته ومداومته على تلاوة القرآن
*بيت عبد الملك*
o تزوج عبد الملك:-
1- ولادة بنت العباس بن جزء العبسى، فولدت له الوليد و سليمان و مروان الأكبر.
2- عاتكة بنت يزيد بن معاوية، فولدت له يزيد و مروان و معاوية و أم كلثوم.
3- أم هشام بنت هشام بن إسماعيل الخزومى، فولدت له هشاما".
4- عائشة بنت موسى بن طلحة التيمى، فولدت له أبا بكر و اسمه بكار.
5- أم أيوب بنت عمر بن عثمان بن عفان، فولدت له الحكم.
6- أم المغيرة بنت المغيرة بن خالد المخزومى، فولدت له فاطمة.
7- شقراء بنت سلمة بن حليس الطائي.
8- ابنة لعلى بن أبى طالب.
9- أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر.
و لعبد الملك من الأولاد: عبد الله، و مسلمة، و المنذر، و عنبسة، و محمد، و سعيد الخير، و الحجاج.
*خلافته*
تولى عبد الملك الخلافة بعد أبيه بعهد منه (65-86)ه-(685-705)م، و كانت الأحوال
في البلاد الإسلامية على غاية من الاضطراب، فلعل عبد الملك بن مروان لم
يكن يملك حين وصل إلى الحكم أي غاية سياسية واضحة غير استعادة الاستقرار الذي عرف في عهد معاوية و ذلك عن طريق انتهاج السياسات ذاتها؛ و تلك كانت بالفعل لمصلحة السوريين و منالواضح أنها كانت سبب تأيدهم لمروان و عبد الملك.
كانت سنة (75)ه-(685)م نقطة التحول في عهد عبد الملك، ففي هذه السنة هزم ابن الزبير و البربر و بذلك توفر له الوقت و القوة للانصراف إلى معالجة مشاكل العراق
*علاقة عبد الملك ببقية أفراد الأسرة الأموية*
سار عبد الملك بن مروان على خطى الخليفة الاموى الأول (معاوية بن أبى سفيان)
في مجال الاستعانة بأفراد أسرته في إدارة دفة الحكم و قيادة الجيوش الغازية و إدارة الحج و ما شاكل ذلك من مهمات؛ فكما أن معاوية استعان ببعض أفراد البيت الاموى في ولايتي مكة و المدينة، و هي الولايتان اللتان يعول عليهما في الحفاظ على الأصول و النسب من أمثال مروان بن الحكم و عبد الرحمن بن خالد بن العاص و سواهما.
و كما أن معاوية ولى حج المسلمين إلى بعض أفراد أسرته و ولى قيادة جيوشه لابنه يزيد و بعض أفراد أسرته... فقد سار عبد الملك على نفس النهج، و كان اعتماده على رجالات من أسرته يمضحونه الود و يمضحهم الثقة من أهم مظاهر سياسته في الإدارة الداخلية لدولته.
- و من مظاهر حنكة عبد الملك و سياسته الماهرة تجاه أهل بيته الذين كان يخشى معارضتهم لحكمه أو طمعهم في استيلاب الخلافة منه، سياسته اللينة و المتسامحة تجاه خصمه الأقل خطرا" من ( عمرو بن سعيد ) ألا و هو ( خالد بن يزيد بن معاوية ).
- و يتضح لنا من هذا العرض لسياسته الماهرة تجاه أفراد أسرته الأموية أنه كان يفرق بين من
كان له مطامع و تطلعات خطيرة و بين من كان ليس له مثل هذه المطامع و التطلعات، فكان يبعد هؤلاء، و يدنى أولئك، و كان يريد إظهار أبنائه بمظهر القادرين على تسليم
السلطة بعده، فأوكل إلى و لي عهده إلى الوليد كما فعل ( معاوية بن أبى سفيان ) من قبل في قيادة بعض الجيوش الغازية، كما أوكل الأمر نفسه إلى ابنه عبد الله.
-و كان عبد الملك في أول عهده بالسلطة يعتمد على إخوته في إدارة الولايات الكبرى، و لذا سلم أخاه ( بشر بن مروان )
ولاية العراق، و عبد العزيز ولاية مصر، و في العام 85 للهجرة بايع عبد الملك بعد أن خلا له الجو من كل معارض لابنه الوليد و من بعده لسليمان و جعلهما ولى عهد المسلمين و كتب بيعته لهما إلى البلدان فبايع الناس إلا قلة من المعارضين؛ و قد سار عبد الملك بذلك على النهج الذي سار عليه أبوه من قبل حين ولاه.
*الخلافات زمن عبد الملك*
(أ):الخلافات مع عمرو بن سعيد الملقب بالأشدق:
يعتبر الخلاف بين عبد الملك بن مروان و عمرو بن سعيد الملقب بالأشدق من أهم الخلافات التي نجمت بين أفراد البيت الأموى زمن هذا الخليفة، و كان عمرو بن سعيد من كبار رجالات البيت الأموي و أمه عمة عبد الملك بن مروان و شغل مناصب عديدة و هامة قبل ذلك، منها ولاية الحجاز زمن يزيد بن معاوية و كان له دور بارز في الصراع على الخلافة بعد و فاة يزيد و ما جرى في مؤتمر الجابية و مرج وراهط و يقال أنه امتنع عن البيعة لعبد الملك حيث آلت له الخلافة فصار أهل الشام فرقتين: فرقة مع عبد الملك و أخرى مع عمرو بن سعيد.
(ب): خلع عبد العزيز بن مروان:
يذكر الطبري في أحداث عام 85 للهجرة عزم عبد الملك على نقض بيعة أبيه مروان بن الحكم لأخيه عبد العزيز من بعده و يؤكد أن عبد الملك كان يعد العدة للقيام بهذا العمل لولا نصحه بعض المخلصين من رجاله أمثال( قبيحة بن ذؤيب) و قد شجع ( روح بن أتباع )
مستشار عبد الملك و ثقته الأولى، الخليفة على القيام بهذا العمل و يبدو أن ( الحجاج بن يوسف الثقفي ) عامله على العراق قد شغل دورا" بارزا" في حض عبد الملك على خلع أخيه عبد العزيز و البيعة لابنه الوليد.
للموضوع بقية تابعونا:
M.F.N