الكلم الطيب

من النعم التي أنعم الله بها على الإنسان وكرمه بها على سائر المخلوقات الأخرى : اللسان ، وقد أوضح الإسلام كيف يشكر الإنسان هذه النعمة المسداة ، وكيف يستفيد منها ، وكيف يجعل من كلامه الذي يتردد طيلة النهار طريقا إلى الخير المنشود والهدف المطلوب ، فإن أكثر الناس لاينقطع لهم كلام ولا تهدأ لألسنتهم حركة ، فإذا ذهبت تحصي ماقالوا وجدت جله اللغو الضائع والهذر الضار.
ومالهذا الغرض ركب الله الألسنة في الأفواه ، وقد عني الإسلام عناية كبيرة بموضوع الكلام وأسلوبه الحسن لأن الكلام الصادر عن إنسان ما ـ يشير إلى حقيقة عقلية وطبيعة خلقية عالية ، ولأن طرائق الحديث في جماعة ما تحكم على مستواها العام ومدى تغلغل الفضيلة في بيئتها وساحتها ، لذلك ينبغي للإنسان أن يسأل نفسه قبل أن يتحدث إلى اللآخرين هل هناك مايستدعي الكلام ؟ فإن وجد داعيا إليه تكلم ، وإلا فالصمت أولى به ، إذ أن الإعراض عن الكلام الذي لافائدة فيه ـ عبادة كثيرة الأجر العميم ، وذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : "من كان يومن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "
إن الكلمة الطيبة تحفظ الكيان من الخلخلة ، والأركان من التزعزع ، وتديم الصداقة والمودة وتمنع كيد الشيطان أن يفسد ذات البين وعلاقة الأحباب ، لهذا دعا الله إلى الكلام الحسن واختيار الكلمة الطيبة فقال : " وقل لعبادي يقول التي هي أحسن ، إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للانسان عدوا مبينا ."
بمعنى إذا كان هناك كلام حسن وكلام أحسن فالقرآن يدعو إلىالأحسن والأفضل ، والكلمة الطيبة تدل على صفاء قلب المتكلم ونبل طويته وانطواء صدره على محبة الآخرين وإرادة الخير لهم لأن الكلام الطيب لاينبع إلا من قلب طيب (إن الكلام لفي الفؤاد وإنما .. جعل اللسان على الفؤاد دليلا )
وتشمل الكلمة الطيبة كل كلمة حسنة من : ذكر الله تعالى ، والثناء عليه ، والاستغفار ، والدعاء ، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقراءة القرآن ، وإفشاء السلام ، وتشميت العاطس وصدق الحديث ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. كماتتناول كل كلمة تدخل السرور على قلب المؤمن ، وهكذا .
وقد حث القرآن الكريم في كثير من الآيات القرآنية على الكلمة الطيبة واختيار الكلام الحسن ، منها قوله جل جلاله : " قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى "
" وقولو للناس حسنا " " وقولوا قولا سديدا " " وهدوا إلى الطيب من القول " ويقول الحبيب الطيب صلى الله عليه وسلم : "والكلمة الطيبة صدقة " " اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تكن فبكلمة طيبة "
هذه إخوتي الفضلاء همسات وإشارات طيبة وددت أن أذكر بها إخواني وأخواتي علها تكون لنا نبراسا في حياتنا وعلاقتنا مع الآخرين وهي فيما اعتقد لاغنى عنها لكل جماعة تبتغي السلام والسعادة في هذه الحياة . والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

ما شاء الله يا / أبا معاذ
لا فض فوك
line3

فقط لى ملاحظة و اقتراح

=-= الملاحظة أنى وجدت سيادتك تكتب فى موضوع متجدد
و هو نعم الله:
الأمن .. اللسان...
=-= الاقتراح :
هلا كتبت لنا سلسلة متواصلة فى موضوع واحد عن : نعم الله
و ما أقصده ألا تضطر سيادتك لفتح موضوع جديد لكتابة الحلقات المتوالية
بل تضيف الحلقة التالية كإضافة رد لنفس الموضوع
أنتظر ردك استاذى
فإذا وافقتم يمكننا ضم موضوع نعمة الأمن مع هذا الموضوع و تستكمل سيادتكم السلسلة
line3

و فى كل الأحوال
لك بالغ شكرى و تقديرى

أستاذي الفاضل جازاكم الله أحسن الجزاء وأتابكم على هذه المواضيع التي تذكرنا

بالأخلاق الرفيعة والتي من المفروض فينا أن نتحلى بها، وما أحوج شبابنا إلى

تخصيص جزء ولو يسير من أوقاتهم لقراءة هذه المواضيع ، بدلا من ضياع الوقت

الذي سنحاسب عليه ، وقد وصفه خير البرية صلوات الله وسلامه عليه بالغبن

إذ قال : ( ثنتان مغبون فيهما كثير من امتي الصحة والفراغ ) وما اكثر فراغ

اوقات شبابنا ، نرجوا من الله ان يردهم ردا جميلا ، إلى قراءة ما يفيدهم ، لكي

يستفيدوايفيدوا غيرهم . جازكم الله سيدي وكثر من امثالكم ووفقكم لما يحبه

ويرضاه.

شكرا جزيلا لك اخي عبد الله على المرور ومتابعة الموضوع ، كما أشكرك على الملاحظة والاقتراح القيمين ، وسأعمل جاهدا بإذن الله بتوجيهك النير .

» من جوامع الكلم
» اروع الكلم
» من جواهر الكلم
» تراجم
» الغرس الطيب