وجاء موسم الامتحان

كلما أقبلت مواسم الامتحانات ، ورأيت الطلبة والطالبات والتلاميذ والتلميذات منكبين على دروسهم ، منهمكين في مذاكرتهم ، مشغولين بيوم آت لاريب فيه ، هو : يوم الامتحان ، يوم يعز المرء فيه أو يهان ــ كلما رأيت هذا المشهد ورأيت هذا الانشغال وهذا الجد والحزم والحيطة والحذر وترقب هذا اليوم بقلق وخوف ـ ذكرني ذلك بامتحان أكبر وأعظم يغفل عنه كثير من الناس ويهملونه ولا يلقون له بالا ولا اهتماما ، ذلكم هو الامتحان الأكبر، هو امتحان يوم القيامة ، فيدخل الناس جميعا إلى قاعة هذا الامتحان ، فيسألون عن كل صغيرة وكبيرة ، وشادة وفادة .
أحبابي الفضلاء : إن امتحانات الدنيا مهما تكن نتائجها تهون ، فالناس يشغلون بها كل الشغل ، ينشغل الطلب وأهله ، وينشغل الأولاد والآباء والأمهات ، تنشغل الأسرة كلها بهذه الامتحانات ، وتسر وتفرح إذا كانت النتيجة حسنة ، وتساء وتحزن إذا كانت النتيجة سيئة ، فبيت فرح مسرور ، وبيت آخر آس حزين ..
ولكن لماذا يكون السرور ولماذا يكون الحزن ؟؟
السرور لأن الإنسان قد اجتنى ثمرة اجتهاده وجده ، فمن حقه أن يفرح ، ومن حق أهله أن يفرحوا معه . وآخر قد جنى نتيجة تفريطه وإهماله ، فمن شأنه أن يحزن وان يساء ومن شأن أهله كذلك .
فامتحانات الدنيا تهون ، لأن الامتحان يمكن أن يعوض ، يمكن أن يكون له دور ثان ، ويمكن أن يعيد السنة ويستدرك مافات ومضى ، لكن امتحان الآخرة لاتدارك فيه ولا استدراك .
هناك يوم لاشك فيه يمتحن فيه المكلفون جميعا عربهم وعجمهم ، ذكورهم وإناثهم ، غنيهم وفقيرهم ، حكامهم ومحكومهم ، شريفهم ووضيعهم ، فهم جميعا يمتحنون ويسألون عما كانوا يعملون ، وعما أعدوا وأحضروا لهذا اليوم ، فماذا قدموا لهذا اليوم ؟ هل زرعوا فهم يحصدون ؟ هل غرسوا فهم يجنون ؟ أم فرطوا وأضاعوا فهم يتحسرون ويندمون حين لاينفع الندم ؟
اليوم عمل ولا حساب ،وغدا جزاء ولا عمل . الدنيا مزرعة الآخرة ، فمن أراد أن يحصد غدا فليزرع اليوم ، وليقدم لنفسه قبل أن يأتي يوم لاينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، يوم لاغش فيه ولا خداع ولا حيل . إذا كان الناس يغشون في امتحانات الدنيا ويتعاون بعضهم عل الإثم والعدوان ـ فليس في امتحان الآخرة غش وليس فيه مساعدة ، فلا الصديق يساعد صديقه ، ولا الأب يساعد ولده ، ولا الزوج يساعد زوجته ، بل كل إنسان مشغول بنفسه في ذلك اليوم ، " يوم يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته ــ أي زوجته لأنها تصاحبه طيلة الحياة ــ وبنيه ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه "
إخوتي الكرام : أكتفي بهذا القدر وأضرب لكم موعدا آخر أحدثكم فيه عن بعض مشاهد هذا الامتحان يوم لقاء الله تعالى ، سائلا ربي جل جلاله أن يوفقني وإياكم للأجابة الصحيحة عن أسئلة يوم الامتحان الأعظم يوم لقائه وأن يثبتني وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة إنه رحيم ودود .

أخي الكريــــــــــــــم....

رجف قلبي في هذه المقولـــــــــــة(فامتحانات الدنيا تهون ، لأن الامتحان يمكن أن يعوض ، يمكن أن يكون له دور ثان ، ويمكن أن يعيد السنة ويستدرك مافات ومضى ، لكن امتحان الآخرة لاتدارك فيه ولا استدراك . )

فعلا لقد صدقــــــــــت....لم نتفكر نحن الطلاب بأن هنالك أعظم وأسمى وأصعب من هذه الإمتحانات ....وفقنا الله وإياكم في عمل الصالحات.....

وزادنا شوقا للرؤيته....

وجاء موسم الامتحان 903291

» وجاء الامتحان
» وجاء العيد ...
» قبل و أثناء الامتحان ,,,, نصائح
» اول طالبة ترفض خلع الحجاب فى الامتحان
» أدعيه عند الاستذكار وأداء الامتحان...