وجاء الامتحان

كلما جاء هذا الموسم ــ موسم الامتحانات ــ وشاهدت الطلبة منكبين على دروسهم مجدين ومجتهدين ومترقبين لهذا اليوم يوم الامتحان ، خائفين ماذا سيفعل بهم ؟ كلما رأيت ذلك ذكرني بالامتحان الأكبر يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين ، يوم يدخل السادة والكبراء والفقراء والأغنياء والذكور والإناث والعرب والعجم والحكام والمحكومون .. إلى قاعة الامتحان فيسألهم رب العالمين عن كل صغيرة وكبيرة ، هل غرسوا فهم يجنون ؟ أم فرطوا وأضاعوا فهم يتحسرون ويندمون يوم لاينفع الندم ؟
إن الطالب المجدّ يعدّ ليوم الامتحان من أول العام ، يجتهد ويستذكر ويراجع وينتبه ، حتى يجني الثمرة في النهاية نجاحا وفلاحا وتفوقا يبشّـر ويهنّأ به ، لكن العاجز الكسلان يتبع نفسه هواها ويتمنى على الله الأماني .
كذلك الناس في الآخرة هناك من يعد ٌّ للحساب عدته ويتهيأ ليوم الامتحان الأكبر ، وهناك من يغفل عن هذا اليوم ولا يعد له أي حساب .
إن امتحانات الدنيا أحبتي في الله تهون لأن الامتحان يمكن أن يعوض ، يمكن ان يكون له دور ثان ، يمكن أن يعيد السنة ويستدرك مافات ومامضى ، لكن امتحان الآخرة لاتدارك فيه ولا استدراك .
أسأل الله أن يوفقنا للإجابة الصحيحة عند السؤال يوم الامتحان الأعظم يوم يعز المرء أو يهان ،
كمانسأله جلت قدرته أن يجعل النجاح حليف كل طالب وطالبة وأن يرزقهم العلم النافع والعمل الصالح .