[انتشر الإسلام طوال التاريخ بأخلاق المسلمين لابأقوال المسلمين ، معظم الذين نشروا الإسلام لم يكونوا دعاة محترفين ، بل كانوا أناسا عاديين ، كانوا تجارا وصناعا وحرفيين ، فمن الذي الذي نشر الإسلام في أندونيسيا وماليزيا والشرق الأقصى وكوريا الجنوبية وغيرها من البلاد الأخرى ؟؟ نشره تجار من حضرموت من تجار اليمن، رأى الناس فيهم أخلاقا وإخلاصا وتبتلا لله رب العالمين ، كانوا يرونهم كلما دخل وقت معين ذهبوا وتنظفوا وتطهروا وغسلوا الوجوه والأيدي والأرجل ووقفوا صفا واحدا بخشوع وأدب ونظام وانتظام ، فتأثروا بهم فسألوهم من أنتم ؟ فقالوا : نحن مسلمون ، قالوا : وما الإسلام ؟ فعرفوهم بالإسلام على قدر مايعرفون ، ليسوا فلاسفة ولاعلماء متخرجين من جامعات أو مراكز إسلامية ، فأحبوا هذا الدين ودخلوا فيه ، بالخلق الحسن بالقدوة الصالحة بالمعاملة الصادقة بالسلوك المستقيم .
إن أغلظ حجاب حاجز يحجز العالم عن الإسلام اليوم هم المسلمون أنفسهــــــم ، فالإسلام جميل ونظيف إذا قرئ في الكتب ، ولكن حينما يرى الناس هذا الإسلام في أهله يقولون : لماذا لم ينفع أهله ؟ لماذا لانرى مادعا إليه الإسلام مؤثرا في حياة أهله ؟ الإسلام دعا إلى النظام ولكن بلاد المسلمين يضرب بها المثل في الفوضى وارتباك الحياة ، دعا إلى النصرة والتعاون وليس هناك فردية أو تخاذل أكثر مما في بلاد المسلمين ، دعا إلى القوة فما بال المسلمين ضعفاء ؟ دعا إلى العلــــــم
وإلى التقدم ونجد بلاد الإسلام صورة للأمية والتخلف .
أسلم مرة أحد الغربيين عن طريق ماقرأ عن الإسلام في الكتب وظل في شوق إلى أن يرى الإسلام في دياره ، فعزم على أن يحج بيت الله الحرام ، وجاء فعلا إلى موسم الحج ورأى مارأى من الفوضى والتسيب وسوء الأخلاق والعنف في المعاملة وأشياء أخرى غريبة ، مع أن الله تعالى يقول في الحج : " فلا رفث ولا فسوق ولاجدال في الحج " فرأى بعينيه غير ماعرف فقال قولته المشهورة : الحمد لله الذي عرفني الإسلام قبل أن أعرف المسلمين .
إنه حينما يسوء خلق المسلم وينحرف سلوكه يكذب في القول ويسيء في العمل ويخادع الآخرين ويغش ويهمل في أعماله ويخون في معاملاته ، هذا لايسيء إلى نفسه فحسب بل يسيء إلى الإسلام ، ويرتكب جريمتين : جريمة في حق نفسه ، وجريمة في حق الإسلام الذي ينتسب إليه.
ومهما تكن عند امرئ من خليقة .. وإن خالها تخفى على الناس تعلم
إخوتي الأعزاء : إن بذرة الخير اصيلة في الإنسان ، وشارة الصلاح دفينة في النفس ، وقد تعرب عن نفسها حين تواتيها فرصة العطاء لتخبر أن وراءها الخلاق الكريم الذي يعلم السر وأخفى .
فما احوج الأمة إلى أناس اتقياء أصفياء أمناء أنقياء تشرف بهم الأرض ، ويسعد بهم المجتمع ، ويكونون قدوة في الخير والصلاح للآخرين ، فيستحقوا بذلك الخيرية التي وردت في قول ربنا جل جلاله : " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكروتؤمنون بالله ."[/color][/size]
السبت 3 مايو 2008 - 18:02
