أهمية التوحيد فوائد من سورة قريش

لقد امتنَّ الله ـ تعالى ـ على قريش بما أنعم عليهم من نعم الاجتماع، والائتلاف، والرزق، والأمن، فقال ـ سبحانه ـ: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [سورة قريش: 1-4].

تفسير قوله تعالى: (لإيلاف قريش)
الإيلاف على ما قال الخفاجي مصدر: ألفت الشيء وآلفته من الإلف
وهو كما قال الراغب : اجتماع مع التئام.

فقوله سبحانه: (لِإِيلافِ) من التأليف، والتأليف من معانيه الجمع والاجتماع، فـ(تأليف القلوب) أي: الجمع بين القلوب، (تأليف كتاب): أي جمع موضوعات الكتاب وضم الموضوعات إلى بعض، " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ" [النور:43] أي: ثم يجمع بينه .

معنى الآية تذكير قريش بنعمة الله عليهم إذ يسر لهم ما لم يتأت لغيرهم من العرب من الأمن من عدوان المعتدين وغارات المغيرين في السنة كلها بما يسر لهم من بناء الكعبة وشرعة الحج وإن جعلهم عمار المسجد الحرام وجعل لهم مهابة وحرمة في نفوس العرب كلهم في الأشهر الحرم وفي غيرها .

و هذا الإيلاف كان سببا جامعا لأهم النعم التي بها قوام بقائهم .

وهذه النعمة وإن كانت سابقة للامر بالتوحيد لكنها تدل على انها سبب ونتيجة ، يعني :
الحق سبحانه يستدرجهم بربوبيته لهم فما هذا الإيلاف إلا منه سبحانه ثم أمرهم بعبادته فإن فعلوا فإنه يتم عليهم النعمة وتأملي في آية الذاريات ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، مآ أريد منهم من رزق ومآ أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )

ما هي العبادة ...........؟

" فليعبدوا " ، العبادة هي الطاعة التامة المبنية على معرفة بالله عز وجل ، الذين يعرفون صفاته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ونعوت جلاله... يحجزهم ذلك عن أن يعصوه أو يخالفوا أمره أو ينتهكوا حرماته، فمن هنا تظهر أهمية معرفة الله تبارك وتعالى؛ فكلما كان العبد أكثر معرفة بالله كان أكثر طاعة وخشية لله.

.... والعبادة التي أمروا بها عبادة الله وحده دون إشراك الشركاء معه في العبادة لأن إشراك من لا يستحق العبادة مع الله الذي هو الحقيق بها ليس بعبادة أو لأنهم شغلوا بعبادة الأصنام عن عبادة الله فلا يذكرون الله إلا في أيام الحج في التلبية على أنهم قد زاد بعضهم فيها بعد قولهم : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك .

نخلص من هذه الآيات الثلاث :

أن تأليف قلوب المؤمنين وجمع الكلمة والمواقف من التوحيد :

قال تعالى: " لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ" [الأنفال:63]، فكلمة التوحيد هي التي تجمع، وإذا أردنا أن نجمع القلوب على أساس القومية أو الوطنية، أو المصالح المشتركة، أو العدو المشترك، أو الأرض، أو التراب أو الطين أو غير ذلك؛ فوالله لا تجتمع، لا يجمعها إلا عقيدة التوحيد التي تجعل الأمة كلها من أولها إلى آخرها يداً واحدة وجسداً واحداً وقوة واحدة .

والله اعلم بمراده

نكمل بإذن الله فيما بعد نعمة الأمن والرزق والنصر

و ما كان صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان

» أهمية الأنتساب الى السلف
» أحاديث لا تصح في التوحيد
» التوحيد والايمان بالغيب
» التوحيد اولا لماذا ؟؟؟
» حقيقة التوحيد