عن اليوم السابع
تجده جالسًا فى غرفته التى هى فى الأساس عبارة عن ممر لا يزيد طوله على المترين ونصف المتر وعرضه متر واحد، تراست جوانبه بمئات الكتب فى شتى المجالات، لو أنطق الله تلك الكتب لحدثتك عن تاريخ فتحى مصطفى عبده، أكبر طالب بكلية طب قصر العينى، والجامعات بمصر والعالم.
تستقبلك نظرات فتحى الذى أكمل عامه الرابع والسبعين وكأنه يعرفك منذ سنوات، يقبل رأسك ويسألك "كيف حالك؟" كما لو كنت أحد أحفاده، على الرغم من أنه غير متزوج، ما من طالب قطن المدينة الجامعية بالقاهرة منذ عام 1964- والذى التحق فتحى فيه بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة- إلا ستجده يعرف فتحى.
يحكى لى بكلمات امتزجت بها ثقافات شتى، أنه من مواليد شهر فبراير 1939 بكفر الشيخ، التحق بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة عام 1964 أى منذ 53 عاما، ويقيم بالمدينة الجامعية للطلاب منذ ذلك الحين وحتى الآن، معتبرا حياته هبة للعلم واتساعا لمداركه فى كل المجالات وعلى رأسها الطب.
معرفة الطالب المسن بالعديد من قيادات جامعة القاهرة على مدار تاريخ دراسته جعلت إدارة الجامعة تستثنيه فى عدد مرات الرسوب بالجامعة وتعيده إلى المدينة الجامعية كل عام بعد صدور قرارات إخلاء بحقه.
لا يجد الدكتور فتحى كما يناديه طلاب المدينة الجامعية غرابة فى قضائه بكلية الطب 53 عاما دون أن يتخرج لكونه فى السنة النهائية هذا العام، معتبرا طول فترة دراسته فى الطب هى ثقافة وتعلم من أجل التعلم "وليس من أجل شهادات بالية"، حيث اطلع على مئات الكتب فى العديد من المجالات كالتاريخ والسياسة والأدب والجغرافيا والطب.
وجدنا فى مكتبته العديد من الكتب طبعة 2013، والتى تتحدث عن الطب فى شتى تخصصاته، علاوة على العديد من كتب كليات الطب على مستوى الجامعات المصرية، وأدهشنا بقوله أنه يقوم بقراءة كتاب صغير كل يوم ولا يجد متعته إلا وهو بين السطور.
على الرغم من كبر سنه وتقدمه فى العمر إلا أنك تجده مفتول العضلات رياضيا قوى الجسد لممارسة رياضة كمال الأجسام والتى حصل بها على العديد من البطولات المحلية والعالمية، مثل حصوله على بطولة القوات المسلحة للياقة البدنية عامى 1961 و1962 على التوالى وبطولة الجمهورية عام 1969 وبطولة الجامعات عام 78 وبطولة الأساتذة لكمال الأجسام فى أفريقيا عامى 1997 و2006.
بذاكرة حديدية وكأنها حدثت بالأمس يقول الدكتور فتحى إنه شارك فى حرب 1967 تاركا كلية الطب وقتها مؤقتا للتطوع بالجيش.
"أنا حضرت ملك و4 رؤساء لمصر ولله الحمد"، بهذه العبارة أجابنى فتحى حينما بادرته بسؤال عن من عاصرهم من الرؤساء وما أزهى فترة حكم عاشها، وقال إنه عاصر فترة حكم الملك فاروق وكان صغيرا ولكنه كان يدرك ما حوله، وعاصر فترة محمد نجيب وكان صبيا، وشارك فى حرب 67 فى عهد عبدالناصر، وكانت فترة حكم السادات من أزهى فترات حكم مصر، على حد قوله، متهما حكم مبارك بالفساد وعشق الدنيا، واتهم الرئيس الحالى محمد مرسى بأنه قدم للغرب أسوأ صورة عن الإسلام والمسلمين.
الإثنين 10 يونيو 2013 - 16:18
