شرابة الخرج

ضايقة أن الجميع يقولون عنه أنه شرابة خرج
هوهو موظف قديم بعض الشئ
إذا أمره رئيسه أطاع ,
وإذا قال له أن الشمس تشرق من الغرب قال تماما
وأضاف علي ذلك بأن يقول :
أن البلهاء هم الذين يقولون أنها تشرق من الشرق !!!
إذا أساء له رئيسه بكلمة نابية ضم يديه علي صدره وقال :
حاضر يا فندم
وإذا قال له أن فلانا ( حمار ) , قال :
وهل إدعي أحد غير ذلك
وإذا قال عنه صاحبنا بعد ذلك أنه مجد نشيط ذكي
قال : تمام يا فندم
وإذا صرخ فيه صاحبنا :
كيف يكون حمارا ويكون في نفس الوقت مجدا نشيطا ذكيا
يجيبه : سيادتك قلت كده بافندم !!
-- وانت ملكش رأي
-- أيوة يا فندم
وعندما يعود إلي منزله
كان يعوض ذله أمام صاحبنا
بسلطة مطلقة في بيته علي زوجته وأولاده

ذات يوم تأمل موقفه وتساءل :
لماذا أنا هنا لي صولة وسلطان
وأنا هناك ( شرابة خرج ) تافه
وأوغل الليل وهو ساهر يتأمل موقفه ,
وفي فترة من فترات العزم الطارئ قال
لن أكون بعد اليوم شرابة خرج
وحينما ذهب في الصباح إلي عمله
حيا زملاءه بصورة لم يعهدوها فيه
حياهم بعظمة أو تعاظم
وإذا قدم أحد من زملائه أو أصحاب الحاجات
رد التحية في كبر وعدم اهتمام
وأحس الدهشة علي وجوه زملائه فارتاح للنتيجة
وقال : لن أكون بعد اليوم شرابة خرج

وناداه رئيسه ( صاحبنا إياه ) فاستعاذ بالله من الضعف
وقال هذه هي التجربة الكبري .
ودخل علي صاحبنا الطاووس رافعا الرأس متعاظما
فدهش الرئيس الطاووس وقال إن بالرجل شيئا ...
لا بد أن مسا من الجنون أصابه ولم يعد يصلح للمهمة المطلوبة منه
وقال له : إنت ليه مجبتليش أخبار
زملاءك النهاردة ؟
فسكت ولم يرد
وعلي وجهه بوادر الاستنكار
فقال له صاحبنا الطاووس بصوت كالرعد
محال للشئون القانونية وسلم عهدتك من الأختام ومفتاح الجنة ومحروم من الاشياء التي اختصصتك بها
وعاد يقيم حسابات التجربة وتمتم :

شرابة خرج أحسن !!

.
شرابه خرج

ربنا يسعدك يارب

.