أحبائى..... اليوم موعدنا مع معلومة جديدة فى سلسلة معلومات منتقاة من الدين والحياة والتى يقدمها لكم فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله شرف الدين الكراديسى
ومعلومة اليوم بعنوان : " نحري دون نحرك يا رسول الله"
يتعرض المصطفى صلى الله عليه وسلم .. بأب...
ي هو وأمي ، إلى حملة تشويه خسيسة ورخيصة
إنه صلى الله عليه وسلم ،( سماء شاهقة )، ولا يضيره عليه الصلاة والسلام ، كما يقول الشيخ علي عبدالخالق القرني .. لو تحولت أوروبا كلها إلى ( زبالين ) ، وحاولت أن تثير حوله ( الغبار) . سيعود الغبار إلى حلوق الزبالين ، ولن يضر السحاب ، نبح الكلاب
فلابد أن ندافع عن نبينا صلى الله عليه وسلم .. آخر شيء بقي لنا لم يعتدوا عليه ، بل صاروا يعتدون عليه : احتلوا أوطاننا ، وقتلوا أطفالنا ، وانتهكوا أعراض أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا .. ومن بقي من رجالنا ، وضعوهم في معتقلات ، تضج منها الحيوانات !!
اللهم إنهم قد ظلمونا ، وجاروا علينا ، وآذونا في أنفسنا ، وأهلنا ، وأعراضنا ، وأوطاننا .. ثم اجترأوا على مقام نبيك ، وصفيك من خلقك .. فافرق بيننا وبينهم ..!!
وفداء النبي صلى الله عليه وسلم يستوي فيه الذكر والأنثى . هذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ضربت مثالاً رائعاً في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بلسانها عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : '' السَّامُ عَلَيْكُمْ '' ، قَالَتْ عَائِشَةُ فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ : '' وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ '' ... الحديث . أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ .
فالمرأةُ المسلمةُ مطالبةٌ بنصرة النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها ، في مدرستها ، في عملها ، في أواسط أخواتها المسلمات ... تسطيعُ أن تستخدمَ أحد اللسانين ... الجارحة أو القلم ، وكلّ واحد منهما له تأثيره ولا شك .
ويمكننا القول أن الأمة الإسلامية في العصر الحديث قلَّما قابلت حدثاً كان له مثل هذا التأثير في القلوب والنفوس، والأقوال والأفعال، والمواقف والمبادئ، ولا عجب في ذلك فالأمر يتصل بالرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ، نبي الصدق { والذي جاء بالصدق وصدَّق به } سورة الزمر :33، ونبي الرحمة { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } سورة الأنبياء : 107، ونبي الشفاعة العظمى والمقام المحمود { ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً }سورة الإسراء : 79 ، ( سيّد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مُشفَّع ) [ رواه مسلم ] ، النبي المصطفى والرسول المجتبى الذي لا يصح لنا إسلام، ولا يثبت لنا إيمان إلا بالإيمان بنبوته، وصدق محبته، والإقرار بعظمته، والاتباع لسنته، فله في قلوب المسلمين المكانة العظمى والمحبة الكبرى، يجددون بها ما كان عليه أسلافهم من الصحابة رضوان الله عليهم كما وصفهم واحد من أعدائهم، وهو عروة بن مسعود الثقفي حيث قال:" أي قوم والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملكاً يُعظمه أصحابه ما يُعظّم أصحاب محمد محمداً،والله إن تنخَّم نًخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحدّون النظر إليه تعظيماً له" [ رواه البخاري ] ، وكانوا يفدونه بأرواحهم ولسان حالهم ومقالهم يجسّد مقالة أبي طلحة الأنصاري يوم أحد: " نحري دون نحرك يا رسول الله"، فلا مجال للتعرض لمقامه، أو الانتقاص لقدره صلى الله عليه وسلم
وفى الختام أقول : " كم من محنة في طيها منحة " ... فمثل هذه المحنة تحمل في طياتها منحاً عظيمة يجب علينا التنقيب عنها و استثمارها , يجب أن نستثمرها في تذكير الناس بفضل هذا النبي الكريم و سيرته العطرة و تبليغهم دعوته و تعليق القلوب بحبه و تعظيمه و توقيره و وجوب إتباعه و تقديم كل ذلك على آبائنا و أبنائنا و أنفسنا و جميع محبينا , و أن نستثمرها في هداية أولئك الحيارى الباحثين عن القدوات الرياضية و الغنائية و السينمائية و العلمانية ... و غيرها عربية و غربية ,,,, يجب أن نقول لهم إن هذا النبي الكريم هو قدوتكم ... هو أسوتكم ... هو سبيلكم للرقي و التقدم .... و وصول أعلى المراتب الدنيوية و الأخروية .
إخوانى : إن الله قادر على أن ينصر نبيه، وأن يكفيه المستهزئين، ولكن الله يبتلينا بهؤلاء وغيرهم ليتميز منا الخبيث من الطيب، وليعلم الغافل واللاهي، والصامت والشامت، ثم يحاسب كلا بما فعل.
فاللهم احشرنا مع نبيك محمد يوم لا ينفع لا مال و لا بنون وشفعه فينا يارب العالمين .
هذا وبالله التوفيق وإلى لقاء أخر إن شاء رب العالمين .