صراع الحضارات أم ....تلاقيها

هذا كلام أحد الباحثين ، فما رأيكم فيه ؟

يقول :

والحقيقة, أنّ العلاقة بين الحضارات
علاقة تنافسية, تقوم على الصراع من أجل قيادة العالم. فقيادة العالم, هدف
كلّ حضارة لها صفة العالمية التي تتجلى في عقيدة كلية شمولية تكشف للإنسان
حقيقة الوجود وتبصّره بالغاية من الحياة, كما تتجلى في نظام يعالج مشاكل
الإنسان كلّها.

وأمّا الصراع, فهو جوهر العلاقة بين
الحضارات وأساسها الوحيد الذي لا بدّ منه ولا بديل عنه, لذا فإنّ ما يدعو
إليه بعض الناس من التقاء بين الحضارات وتعايش بينها لا واقع له ولا يمكن
تحقيقه. فالالتقاء أو الوفاق, وهو الشكل النظري للعلاقة بين الحضارات, فكرة
خيالية مناقضة لواقع الاختلاف والتباين بين الحضارات في عقائدها ومقاييسها
وجملة تصوراتها عن الحياة. والتعايش السلمي, وهو الشكل العملي للعلاقة بين
الحضارات, فكرة كاذبة لا واقع لها؛ لأنّ التعايش يكون ضمن منظومة فكرية
واحدة, وتحت جناح قوّة سياسية وعسكرية واحدة. لذلك, فإنّ من يدعو إلى
التقاء الحضارات وتعايشها السلمي يقصد، سواء أشعر بذلك أم لم يشعر، انضواء
مختلف الحضارات تحت جناح حضارة واحدة رائدة هي الحضارة الغربية،[/size]

انتهى كلامه .
ويقول صامويل هانتنغتون:[

"يعتبر التفاعل بين الإسلام والغرب صدام حضارات؛

إذ إن
المواجهة التالية ستأتي حتما من العالم الإسلامي، وستبدأ الموجة الكاسحة
التي تمتد عبر الأمم الإسلامية من المغرب إلى باكستان التي تناضل من أجل
نظام عالمي جديد".

ويضيف
أن النزاع تفجر بصورة متزايدة على الحد الشمالي للإسلام بين الشعوب
الأرثوذكسية والمسلمة، بما في ذلك مذبحة البوسنة وسراييفو، والعنف الجياش
بين الصرب والألبان، والعلاقات الحرجة بين البلغار والأقلية التركية.

]أخى الفاضل : أختى الفاضلة

هل يوجد - بالفعل - صراع حضارات ، وصدام ثقافات،

أم،

يوجد تواصل الحضارات و له اليد العليا ، و له السيادة ،
انتظر ارائكم ،

بسم الله الرحمن الرحيم

" يا ايها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا "

" وإن جنحوا للسلم فاجنح لها و توكل على الله "

" لا إكراه فى الدين "

الإسلام لم يعرف صدام الحضارات - بل حاربه - ، لم يدعو لقهر الأمم - بل عزتها - ،

انظروا إلى وصايا الرسول -
صلى الله عليه و سلم - لقواده و جنوده ، بعدم محاربة الشيوخ و الأطفال و
النساء ، وبعدم إحداث أى إتلاف عام من قطع أشجار ، وإشعال النيران ، ناهيك
عن الحرص التام على الأديرة و الكنائس .

لقد جاء " طُفيل بن عمرو الدوسى " إلى الرسول يستأذنه أن يجبر قومه على الإسلام بالقوة ، فقال له الرسول العظيم :عد إلى قومك و ارعهم و ارفق بهم .

بل انظروا إلى ذلك الموقف العظيم ،

عندما فتح الله بيت المقدس فى عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، ودخل المدينة القديمة ( القدس المسلوبة ) ، وكان يشاهد كنيسة القيامة ، حان وقت صلاة الظهر ، فعرض عليه البطريرك - صفرونيوس - أن يؤديها فى الكنيسة ، فرفض الخليفة عمر بن الخطاب ، أتدرون لماذا ؟

لإن عمر خشى أن يتخذها المسلمون مسجدا لهم بعد صلاته ، ويطردوا منها النصارى ،

فالإسلام لا يعرف الصدام بل الحوار و التلاقى ،

بل تعالوا وتعجبوا معى ،

الروائى الإيطالى " دانتى " - القرن 13 م - يؤلف أعجوبته - الكوميديا الإلهية "المسروقة من المعرى " ويتخيل فيها الجنة و النار حسب زعمه وهواه ويدخل هذا الجنة و يدخل هذا النار ،

أتعرفون ما العجب ؟

فبرغم أنه جعل رسولنا العظيم فى الدركة التاسعة فى النار ، - لعنة الله على دانتى -

إلا أنه جعل صلاح الدين - أعدى أعداء الصليبين - فى غرفة الإنتظار على باب جهنم مع الفارارابى و ابن سينا ،

ما السر فى ذلك ؟

إنه بسبب الموقف التاريخى ل صلاح الدين مع أسرى الصليبين ، فرغم وحشية الصليبين مع أسرى المسلمين ، وسفكهم لأكثر من 50 ألف مسلم فى شوارع القدس - فى يوم واحد مثلما حدث فى الأندلس بعد ذلك -

برغم ذلك ،

دفع صلاح الدين الجزية عن الفقراء ، وعفا منها النساء و الأطفال ،

والأوربيون دائما يخجلون من أنفسهم و أجدادهم كلما تذكروا هذه المواقف ،

الحب ضد الكراهية ، الوجدان لا الأعصاب ، الرحمة لا التعصب .

فما سبب ظهور صراع الحضارات ؟

سأتناوله بالتفصيل - إن شاء الله - المرة القادمة .

مشكور اخي يوسف وهبي

موضوع قيم

صراع الحضارات أم ....تلاقيها 1380583207

موضوع قوى جدا

و فكره عال

و بانتظار تكملة الموضوع بعون الله

شكرا جزيلا لمروكم الكريم
وجزاكم الله خيرا
*************
أثبتنا فى المقال السابق بالدليل أن الحضارة الإسلامية لم تعرف أو تعترف بصراع الحضارات ،
واليوم نتحدث عن أسباب ظهور صراع الحضارات ( من وجهة نظرى )،
و المشكلة أراها تكمن فى عقلية الغرب
نفسه ، تلك العقلية المادية المفطورة على حب التملك والسيطرة ، وسلب خيرات
الأخرين بكل الطرق ، من إحداث الفتن والنعرات القومية داخل الأمة الواحدة ،
أو تغيير نظرة الأمم نحو عاداتها و تقاليدها ومحاولة إشاعة جو من الإغتراب
داخل البلدان بين الشباب بصفة خاصة ،
و الأهم من هذا و ذاك إختلاق العدو و تضخيمه ، المجتمع الغربى لا يستطيع العيش بدون قكرة مقاومة العدو القادم ، ولا يهم كونه ، الشيوعية
صدام ،
طالبان ،
حماس ،....
لا يهم
المهم تسليط الضوء على فكرة العدو ، وهذا العدو المفترض هو الوقود لحياتهم ، والذى بانعدامه تنطفئ جذوتهم وتخبت .
بل انظر فى طبيعة نظرتهم الخاصة إلينا - العرب المسلمين - وهى نظرة كراهية وحقد ، وأظهرت ذلك من قبل فى مقال سابق بعنوان اليوجينيا .
ولنأخذ أول الأمثلة فى العصر الحديث وهى مأساة البوسنة و الهرسك - الإسلام فى قلب أوربا - ،
وللحديث بقية فى هذا الموضوع

» حيرة وقلق " صراع بين العقل والقلب "