دعوة للتسامح

التسامح خلق عظيم من أخلاق الإسلام دعا إليه الإسلام وتحلي به سيد الأنام صلي الله عليه وسلم
قال تعالي (( وقولوا للناس حسنا )) فليست الأخلاق الحسنة ولا المعاملة الكريمة مع المسلم فقط ولكنها مع الناس جميعا ...... ولقد أحسن نبينا صلي الله عليه وسلم معاملة غير المسلم حتي وصفوه قبل البعثة بأنه الصادق الأمين ولم تكن أخلاقه النبيلة وصدقه وأمانته إلا دافعا لهم لان يدخلوا في دين الله أفوجا – لا العنف معهم أو سوء المعاملة
ولقد احترم الإسلام الغير أيما احترام فحرم الاعتداء علي أنفسهم أو أموالهم وكذلك حرم الاعتداء علي دور عبادتهم أو حريتهم قال تعالي (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ))وقال تعالي (( ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ))
وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة )) رواه أبو داود وصححه الألباني
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم (( من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يجد رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة مائة عام ))
فعاش غير المسلمين في كنف الإسلام ورعايته هنا في مصر أفضل من حياتهم في ظل الإحتلال الروماني الذي سبق الإسلام مع أنهم من دين واحد .... وذلك لما عليه الإسلام من خلق كريم شهد به الأعداء قبل الأصدقاء ....وليس هناك دليل علي ذلك أوضح من هذه الكنائس التي تنتشر في ربوع الأرض منذ الفتح الإسلامي ولم يتعرض لها أحد بسوء ولن ينسى التاريخ هذا الموقف الخالد للفاروق عمر بن الخطاب الذي رفض أن يصلي في الكنيسة خشية أن يدعي احد بعد ذلك أحقيته في هذا المكان لان عمر بن الخطاب صلي فيه ...وهذا هو عدل الإسلام الذي يحفظ للناس حقوقهم حتي يدخلوا في دين الله مختارين عن رغبة وحب وإلا فالإسلام ورب الإسلام غني عن العالمين

بل ذهب الإسلام إلي أبعد من ذلك في رعايته بغير المسلم حتي جعل إيذاء الجار سواء مسلم أو غير مسلم نقصانا في الدين والإيمان فقال صلي الله عليه وسلم ((لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه )) أي شروره )
هذا هو الإسلام الحنيف الذي جاء يتمم مكارم الأخلاق ويخرج البشرية جمعاء من ظلمات الجهل والعادات الذميمة إلي نور العلم والمعرفة والأخلاق النبيلة
(والإسلام حجة علي تابعيه وليس تابعوه حجة علي الإسلام)
(والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل)