الطوفان العظيم..
لقد ارسل الله نبيه نوح عليه السلام
الى اهل العراق وهو يعتبرثالث الانبياء من بعد ادم
(شيث،ادريس ،نوح)
ظل يدعو قومه طوال مدة950عاما
وما امن معه الاقليل ويقال ان عددهم كان80شخصا
والله اعلم
فلما استيئس سيدنا نوح من قومه وعلم ان الكفر قد اعمى ابصارهم
وغلف قلوبهم
دعا ربه قائلا
(قال ربى ان قومى كذبون-117-فافتح بينى وبينهم فتحا ونجنى ومن معى من المؤمنين)
سورة الشعراء الايتان117،118
فاوحى الله اليه ان اصنع الفلك
واجمع فيها من كل زوجين اثنين
ومن امن من اهلك
ومن امن معك من المؤمنين
وعلامة ركوب نوح السفينه وم معه وتحركهم هى
فوران التنور اى خروج الماء من الفرن الموجود فى منزل نوح عليه السلام
وانهمر الماء من السماء وتفجر من باطن الارض
وكان الطوفان العظيم
الذى اختلف المؤرخون حوله
هل كان عاما ام خاصا:
سنسرد اولا ادلة من قال انه كان انه كان عاما
فهم يرون ان الطوفان كان عاما وانه اهلك
كل من وما على وجه الارض الا نوح ومن معه
ويحتجون على ذلك بالايه(وقال نوح ربى لانتذر على الارض من الكافرين ديارا)
سورة نوح الايه26
اى لاتترك احد على وجه الارض من الكافرين،وديارا من الاسماء المستعمله
فى النفى العام،يقال
ما فى الدار ديارا :اى ليس فى الدار احد
-الراى الاخر وهم من قالوا بان الطوفان كان خاصا
وانه عم المنطقه التى التى كان يعيش فيها نوح وقومه،اما بقية الارض فلم يعمها الطوفان
ويسوقون لرايهم العديد من الادله:
1-ان الايه (ربى لاتذرعلى الارض من الكافرين ديارا)
لاتعنى بالضرورة عموم الارض وانما قد تستعمل
من باب اطلاق الجزء على الكل على سبيل المجاز
وقد شاع ذلك الغرض فى القران الكريم لاسيما
فى سورة يوسف الايه55(قال اجعلنى على خزائن الارض...)
وفى اية اخرى من نفس السوره يقول تعالى
(وكذلك مكنا ليوسف فى الارض)
ومما لاخلاف عليه ان سيدنا يوسف كان بمصر
والمقصود بالارض فى الايتين الكريمتين انما هى ارض مصر وليس عموم
الكرة الارضيه
وتاكيدا للمعنى فنذكر قول الله تعالى فى سورة الاسراء
الايه76(وان كادوا ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها)
والمقصود بالارض هنا هى ارض مكه
لذا فيكون معنى (ربى لاتذرعلى الارض من الكافرين ديار)
اى على ارض القوم الذين ارسل اليهم نوح وهم اهل العراق
2-ان دعوة نوح كانت خاصهالى قومه فقط شانه فى ذلك شان جميع الرسل
والانبياء وان النبى الوحيد الذى كانت دعوته عامه هوسيدنا محمدصلى الله
عليه وسلم
3-كما ان الفاعدة الشرعيه التى جاء بها القران تنص على ان الله لايعذب
قوما حتى يبعث فيهم رسولا
(وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)سورة الاسراء ايه15
واذا كان نوح فىالعراق فكيف يعذب الله ويغرق اهل
مصر والشام وشبه جزيرة العرب وغيرهم
بسبب كفر اهل العراق قوم نوح
لذا يؤكد اصحاب هذا الراى وعلى راسهم د.رشدى البدراوى
ان الطوفان لم يشمل الكرة الارضيه كلها
بل كان قاصرا على المنطقه التى عاش فيها قوم نوح
وبعض المناطق المجاوره لها
اما باقى المناطق فلم يشملها الطوفان
(وهذا لايقللمن قدر المعجزه بل لعله يزيد من اعجازها).
والله الموفق
اللهم انفعنا بما علمتنا
وعلمنا بما ينفعنا
وزدنا علما
امين