تجربتى مع اللجان الشعبية

يوميات مع اللجان الشعبية

لم نكن نتصور ابدا انة سياتى يوم على مصر وتعيش هذة الايام المرعبة

لم يكن يتصور احد فى يوم من الايام ان تخلو شوارعنا من الامن فى الوقت الذى كنا ننام وابوابنا مفتوحة

فمصر دائما كانت بلد الامن والامان وما تزال باذن الله لانها محفوظة من رب العباد

يوم الجمعة الدامى فى ميدان التحريروحرق مراكز الشرطة واخراج المساجين وانتشار البطجية فى ربوع مصر كلها

كانت هناك حالة من الذهولبين المصريين لما حدث خاصة بعد انسحاب الا من من الشارع

سمعنا استغاثات من جميع محافظات مصر من ترويع واطلاق نار وغيرة عبر التلفزيون

وما ذلنا لا نصدق ما يجرى فهى حالة لم نعهدها ولم نالفها فى بلدنا

وبفطنة المصرى وعبقريتة تشكلت لجان من اغراد الشعب لحماية البيوت والاماكن الحساسة والعامة فى البلد وتسلح كل فرد بما لدية من اتى بعصا ومن اتى بسكين
ووقف الشعب يدافع عن نفسة فى مواجهة طوفان من الخارجين على القانون فهكذا يتجلى عنصر الشهامة فى المصرى وقت الازمات

تجمع الناس من شباب وكبار واطفال امام بيوتهم وشوارعهم ليحموا اموالهم واولادهم واعراضهم

خرجنا فى تلك الفتلرة العصيبة علينا جميعا الى المساجد ونادينا فى مكبر الصوت لتجميع الشباب من اهل الحى

وقسمنا انفسنا الى مجموعات تكلف كل مجموعة بمكان

اقمنا متاريس على نواصى الشوارع وامام العمارات بالتعاون مع من تبقى من رجال شرطة على المعاش اوخفراء لديهم سلاح نارى

لمواجهة اى خارج على القانون يحاول ترويع الامنين

علمت ان الخوف شىء بشع ليس على نفسى ولكن على اولادى وبيتى وعرضى ماذا افعل امام من يحمل سلاح الى او رشاش

لان معظم السلاح سرق من الشرطة والسجون

وعلمت ان نعمة الامن لا تضاهيها نعمة وصدق المولى اذ قال ولنبلونكم بشء من الخوف واجوع ونقص من الانفس والثمرات

فالمد لله الذى قال شىء من الخوف اى مقدار من الخوف وليس كل لخوف

لاحظت فى تلك الايام الصعبة ان الكل يحب بعضة فلا احد يسب احد ولا احد يتطاول على احد بل ان القلوب كانت مؤلفة

فى تلك المحنة وانا لا اسميها محنة من وجهة نظرى بل كانت منحة من الله حتى نعود الى مصر وتعود مصر لنا التى افتقدناها لسنين طويلة

لاحظت ان الكل يريد ان يشارك فى حماية بلدة وحماية اهلة وبيتة حتى الذى لم يشارك كان يدعم باكل وشرب وتشجيع بكلمة طيبة

الطريف هوا ن الشباب حولوا الاكمنة الى حلقات سمر وفكاهة فكان كل يؤدى دورة من ياتى بالخشب للتدفئة ومن يسوى لنا الشاى على نار الخشب

كانت كخلية نحل الكل يعلم دورة فيها

كنت اقوم بالمرور عل الاكمنة واشجع الشباب على ان الثواب عند الله كبير جدا

رغم انها كانت فترة صعبة بحق ولكن كنت احس بالسعادة رغم التعب وعدم النوم من المغرب حتى طلوع الشمس

فالاحساس بالخوف شىء رهيب

حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم

بناء على توجيهات الاخ الكريم عبدالله مدير المنتدى الكربم

كتبت شىء من تجربتى مع اللجان الشعبية وان كانت الاحداث كثيرة فى هذا المقام

ولكن ذكرت شىء من اشياء كثيرة ودروس تعلمتها من هذة المحنة

لا اراكم الله مكروها

اخوكم ابو احمد

فعلا أخى / أبو أحمد

أحببت أن تقدم لنا التجربة

لكنى ازددت شغفا للمزيد

فكلامك العفوى المسترسل شائق جدا

و التجربة كل منا مر بها بطريقة أو بأخرى

فأتمنى و أناشدك

أن تزيدنا من تجربتك

و من حكاياتك و يوميات تجربة اللجان الشعبية

بارك الله فيك

و حمى الله مصر و بلاد العرب و المسلمين

و حفظنا الله جميعا

و شكرا لك أخى لاهتمامك بعرضى المتواضع

حياك الله اخى الكريم

اقول ان فكرة اللجان الشعبية فرضتها الظروف فلم نكن نتصور ان ياتى يوم ونقوم بدور هو من اختصاص اجهزة الامن

ولكن ما حدث من هروب جماعى للشرطة وترك السلاح فى ايدى المساجين والبلطجية وفتح السجون امام القتلة وتاجرى المخدرات والسارقين

كل هذا شكل هاجس فظيع من الخوف عند الناس ومن هنا ولدت فكرة احمى نفسك بنفسك

كان اروع شىء فى الموضوع هو اللحمة بين فئات كتيرة من الشباب والاولاد

تعرفت على شباب كنت اظن انة ليس لة هدف لكن هذة الازمة كشفت حقائق كنا نغفل عنها ونفتقدها فى شبابنا

وجدت الكل مطيع للاوامر وتنفيذها بدون اعتراض كبير او صغير لا احد يناقشك فى امر اتخذتة سواء من حيث التكليف بحراسة مكان معين اوبالمرور على مكن معين

او احضار اخشاب للتدفئة او ماء للشرب

لدرجة ان بعض الاصدقاء اطلقوا على مدير الامن كان يوجد بين الشباب من لم اتصور ان اكلمة فى يوم من الايام

بسبب سلوك معين او استهتار من نوع ماء او حتى عدم ذهابة الى مسجد ليصلى ولكن

وجدتنى اتقرب اليهم وكانوا ينفذون ما اقولة بل الاكثر من ذالك ان هذا الشباب الغير سوى

هم كانوا الاكثر استجابة للعمل وتحمل البرد والسهر حتى الصباح لدرجة ان البعض يقول دول صيع ووخدين على كدة

لكن كان الرد منى علية قاسيا قلت لة نحن فى احتياج لهم الان وفعلا كانو يفرحون عندما اقول لهم ان مصر محتاجلكم

ههههه

من باب الترغيب

من الافت للنظر ان الشباب اخترعوا فى هذة الاثناء شىء يصدر صوت كصوت مدفع رمضان

عبارة عن ماسورة وعلبة راجون او فليت ويضعون بداخلها ما يسمى بالكربون حسب الدارج لديهم

واشعال النار بها فتصدر صوتا عاليا كالطلقة
وبالتقرب من هذا الشىء وفحصة وجدتة نوع من الحجر الذى يحتوى على مادة الاثيلين

اذا اضيف لة بعض اماء

حتى ان احمد قالى انا عايز واحدة يا بابا

مرت الايام بطيئة فى هذة الفترة العصيبة وكنا نسمع عن استيلاء البلطجية على المحل الفلانى وقتل الشخص الفلانى

وسرقة سيارة بعد استدراج صاحبها الى مكان بعيد بحجة توصيلة

كان يوجد اعتداء بالحريق على اكشاك الكهرباء بغرض قطع الكهرباء ودى حصلت معانا

لكن كان يوجد خدمة من بيننا تسمى الخدمة السيارة اى انها غير ملتزمة بمكان ورات النار فى بدايتها حول كشك الكهرباء

وعلى الفور تم التعامل معها وتوصيل خراطيم مياة من المسجد المجاور واطفائها

كانت اللجان تقوم بتفتيش جميع السيارات المارة بعد المغرب حتى الصباح والتاكد من لوحاتها المعدنية وارقامها ورخصة السائق و

ورخصة السيارة وكان يتم ذالك بحرص شديد خشية من ان يكون من بداخلها مسلح

مرت الايام وتواجد بعد ذالك عناصر من الامن مش بالكثافة المطلوبة

لكن تم انصراف الشباب لاشغالهم وعاد شىء من الهدوء مرة اخرى

حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم

وتقبلوا وافر تحياتى

ابو احمد

أعيد و أكرر شكرى لك أخى / ابو أحمد

يظهر المعدن الحقيقى عند الشدائد

و رب ضارة نافعة

حفظ الله كل عين سهرت تحرس فى سبيل الله

و جعلها عينا لا تمسها النار بعون الله

حديثك ممتع أخى ولا يمل

تقبل شكرى و تقديرى

اشكرك اخى الكريم

وكل عام وامنتدى بخير بكل اغضاءة ومشرفية

سلمك اللة وعافاك

تحياتى