أحبتى فى الله اخوانى الأعزاء وأخواتى الفاضلات : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان أمتنا الى الآن لم تعرف ربها حق المعرفة وهذا هو سبب ماترتكبه المجتمعات الاسلامية من
مخالفات دينية ومايرتكبه أفراد هذه المجتمعات من معاص وذنوب . فلابد لكل انسان أن يطرح
على نفسه عدة أسئلة ليتعرف على حاله مع ربه : هل أعرف ربى ؟ هل أحب ربى ؟ هل رضيت
بربى وعن ربى ؟ نعم أعلم أنها أسئلة مريرة ولكن لابد أن نطرحها ولابد أن نعرف ربنا قال -
جل وعلا- ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ). وقال -سبحانه -
وتعالى (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا
شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) وقال -جل وعلا- (
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23)
هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ). والآيات فى هذا المعنى كثيرة وجليلة . وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى
الأشعرى أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال : (إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض
القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار، قبل عمل الليل ، حجابه النور
، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) .وفي صحيح مسلم من حديث
أبى هريرة أن حبراً من أحبار اليهود جاء يوما إلى النبي –صلى الله عليه وسلم - وقال : يا
محمد إنا نرى عندنا في التوراة أن الله تعالى يجعل السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع
، والماء والثرى على إصبع ، والشجر على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع ثم يهزهن ،
ويقول : أنا الملك ، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه – تصديقاً لقول
الحبر – وقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم - قول الله تعالى : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )
(الزمر/67) .والأحاديث فى هذا المعنى كثيرة وجليلة أيضا فلابد لنا أن نتعرف على خالقنا على
جوانب رحمته وعظمته وقدرته وقيوميته لابد أن نتعرف على ربنا بصفات كماله وبأسمائه
هو أول هو آخر هو ظاهر هو باطن ليس العيون تراه
هو خالق هو رازق فى الأرض وفى السماء اله
الشمس والبدر من آثار قدرته والبر والبحر فيض من عطاياه
الطير سبحه الوحش مجده الموج كبره الحوت ناجاه
النمل تحت الصخور الصم قدسه والنحل بهتف حمدا فى خلاياه
الناس يعصونه جهرا فيسترهم العبد ينسى وربى ليس ينساه
فهيا بنا لنعرف ربنا . جزيتم الجنة .