أدب الاستئذان

من أخص صفات الأمم المتمدنة أن تكون لهم في علاقتهم ببعضهم آداب عالية وعادات حسنة يسيرون عليها ويلتزمون بها .
وقد وجه الإسلام أتباعه من المؤمنين إلى أدب عال ورفيع تصان به الحرمات ، وتستر به العورات ، وهو: أدب الاستئذان والتحية ، ذلكم أن الإسلام يريد أن يقيم مجتمعه على صفاء النفوس وتبادل الثقة ونظافة الظاهر والباطن .
ومن هذا المنطلق ــ أحبتي الفضلاء ــ أوجب القرآن الكريم على كل من أراد أن يزور إنسانا في بيته أن لايدخل حتى يستأذن ويسلم على أهل البيت .
جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يارسول الله : إني أكون في بيتي على الحالة التي لاأحب أن يراني عليها أحد لاوالد ولا ولد فيأتيني آت فيدخل علي ، فكيف أصنع ، فنزل قول الله تعالى يؤدب المؤمنين بهذا الأدب العالي الرفيع : "ياأيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون .. "
والاستئناس عبارة عن الأنس الحاصل من جهة المجالسة ، وقد يأتي بمعنى الاستعلام والاستكشاف .
إن الاستئذان على البيوت يحقق للبيوت حرمتها التي تجعل منها مثابة وسكنا وأمنا واطمئنانا ، ويوفر على أهلها حرج المفاجأة والضيق بالمباغتة والتأذي بانكشاف العورات ، وهي عورات كثيرة ، إنها ليست عورات البدن وحدها ، وإنما تضاف إليها عورات الطعام وعورات اللباس وعورات الفراش التي قد لايحب أهلها أن يفاجئهم عليها الناس دون استعداد وتهيؤ واستقبال .
ومن الآداب السامية أن يستأذن المرء على المحارم ، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وقال يارسول الله : أأستأذن على أمي ؟ فقال : نعم ، قال الرجل : إني معها في البيت ، فقال صلى الله عليه وسلم : إستأذن عليها ، فقال: إنها ليس لها خدم غيري ، أفأستأذن عليها كلما دخلت ؟ قال : أتحب أن تراها عريانة ؟ قال الرجل : لا.قال: فاستأذن عليها .
هذا هو أدب الإسلام أيها الإخوة الذي لم يغفل أية ناحية ترفع الأمة وتهذب من أخلاقها إلا وحض عليها .
أكتفي بهذا القدر وأضرب لكم موعدا آخرأحدّثكم فيه عن أوقات الاستئذان وأنواعه والحكمة منه ، فانتظروني .

شكرا / أبا معاذ
رائد حديقة الإسلام
موضوعك يا أخى غايه فى الأهمية
أنتظر بقيته على شغف
فإننى ذو هم به
و جزاك الله خيرا على ما تمدنا به من علمك الذى وهبه لك العلام
و اعذرنا عن عدم المتابعة الدقيقة لك
لكنك أكبر من انتظار الشكر على كل مشاركة
فأجرك عند الله وهو خير المانحين
أدب الاستئذان 1126

بارك الله فيك أخي عبد الله ، مشكورا على مرورك الكريم ، وأنتم أهل الجزاء والفضل ، فقد صدقت في رجائك حقا ، فأجرناجميعا على الله عز وجل وهو خير المانحين .

جزاكم الله كل الخير اخي ابو معاذ
كانت لي اسئلة وسارجؤها حتى تتمة الموضوع ان شاء الله
في انتظار البقية بشوق

بينت السنة النبوية أن الاستئذان ثلاث مرات ؛ فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( الاستئذان ثلاث : بالأولى يستنصتون ، وبالثانية يستصلحون ، وبالثالثة يأذنون أو يردون . ))
والحكمة من الاستئذان حتى لايقع نظر الطارق على عورات الناس ، وفي الحديث : إنما جعــــــــــل الاستئذان من أجل النظر .
وأما التحية والسلام على أهل البيت ــ أهل الدار ـ فهو من أجل المحبة والمودة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :(( أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ! ))
وقد أرشد إليه القرآن الكريم فقال عز وجل في سورة النور : " فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة .. "
هذا هو أدب الاستئذان في الإسلام خارج البيوت ، وهناك آداب الإسلام داخل البيوت ، فالأطفـــــــــال المميزون الذين لم يبلغوا الحلم يدخلون بلا استئذان ، إلا في ثلاثة أوقات تنكشف فيها العورات عادة ، فهم يستأذنون فيها ، وهذه الأوقات هي : الوقت قبل صلاة الفجر حيث يكون الناس في ثياب النوم عادة ، أو أنهم يغيرونها ويلبسون ثياب الخروج . والوقت الثاني : وقت الظهيرة عند القيلولة حيث يخلعـــــــــون ملابسهم في العادة ويرتدون ثياب النوم للراحة ، والوقت الثاث : بعد صلاة العشاء حين يخلعون ملابسهم كذلك ويرتدون ثياب الليل .
في هذه الأوقات الثلاثة لابد أن يستأذن الصغار المميزون الذين لم يبلغوا الحلم ، كي لاتقع أنظارهم على عورات أهليهم ، وهو أدب يغفل عنه كثير من الناس في حياتهم المنزلية ، مستهينين بآثاره النفسية والعصبية والخلقية ، ظانين أن الصغار قبل البلوغ لاينتبهون لهذه المناظر .
بينما يقرر النفسيون اليوم ــ بعد تقدم العلوم النفسية ــ أن بعض المشاهد التي تقع عليها أنظار الأطفال في صغرهم هي التي تؤثر في حياتهم كلها ، وقد تصيبهم بأمراض نفسية وعصبية يصعب شفاؤهم منها .
وإلى هذا كله يأمر القرآن الكريم موجها خطابه للمؤمنين في سورة النور : "ياأيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات : من قبل صلاة الفجر ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن بعد صلاة العشاء ، ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم .. "
ذلكم إخوتي الفضلاء هو أدب القرآن وأدب الإسلام الذي يريد أن يبني أمة سليمة الأعصاب، سليمة الصدور، مهذبة المشاعر ، طاهرة القلوب ، ولتبقى الأسرة المسلمة في منأى عن المفاسد التي تعج بها المجتمعات الأخرى التي تفتقد هذه الآداب العالية والمبادئ السامية .
سائلين الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ماجهلنا .

جعله الله في ميزان حسناتك استاذ ابو معاذ على ما تذكرنا به وتعلمنا اياه

وكما قلتم لقد استسهل الناس كثيرا من الامور في حياتهم الاسريه التي يظنوها اشياء صغيره ولكن عواقبها وخيمه

اطيب الامنيات

شكرا لك أخي الملائكي على مروركم الكريم ، ونفعناجميعا بما نقول ، وجعلنا ممن يقولون فيفعلون ويفعلون فيحسنون ويحسنون قيقبل منهم .
مع فائق التقدير والاحترام .

شكرا لك أستاذنا الجليل
من باب الاستزادة ..
هل لك أن تدلنا على الصواب فى الحالات التالية:
1 - هل إذا أحدنا بيته و طرق الباب ثلاثا و لم يستمع ردا أن يقتحم بيته ؟
2 - هل من الأدب طرق أبواب الناس فى أوقات متأخرة من الليل؟
3 - هل من باب الأدب أن ننادى على أصحاب البيوت بأسماء سيدات المنزل
خاصة من جاب الأطفال الذين ينادون مثلا / يا فاطمة يا فلانة باسمها مجردا ؟
4 - هل على شئ إذا سمعت المنادى و هو غير مرغوب به ألا أجيب ندائه ؟
5 - كيف التعامل مع الضيف الثقيل الذى لا يعى معنى أدب الزيارة فيثقل على أهل البيت؟
line3

يكفى ذلك و لك شكرى و تقديرى

مرحبا أستاذنا
يبدو انك انشغلت عنا بمشاغلك
و نسيت فى زحمة عملك و نشاطك البارز بالمنتدى ان ترد على تساؤلاتى
لعل المانع يكون خيرا
مع دعواتى لك بالتوفيق