حسن الخلق

حدد النبي صلى الله عليه وسلم الغاية الأولى من بعثته والمنهاج المبين في دعوته بقوله : (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))
فالابتعاد عن الرذائل والتطهير من سوء القول والعمل هو حقيقة العقيدة الحقة والعبادة الخالصة ، فالصلاة الواجبة ـ مثلا ـ ليس المراد منها القيام والجلوس والركوع والسجود وانتهى الأمر ، بل أوضح الله الحكمة من إقامتهافقال : " وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " وقد جاء في حديث يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل :
" إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ولم يستطل على خلقي ولم يبت مصرا على معصيتي ، وقطع النهار في ذكري ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة ورحم المصاب " إن الخلق الإسلامي قيمة إسلامية كبرى وشارة حضارية عظمى ، الخلق الإسلامي
الرفيع الذي امتدح الله به سيد الخلق محمدا صلى الله عليه وسلم حيث قال :
"وإنك لعلى خلق عظيم " حقا إنه لعلى خلق عظيم .
والخلق ـ إخواني الفضلاء ـ هو سمة الإسلام البارزة ، وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه : (( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )) ويقول فيه صلى الله عليه وسلم : (( إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون ))
فالخلق إذن من الأمور التي تقرب العبد المسلم يوم القيامة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا أردت أن تكون أقرب مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فعليك بحسن الخلق ، الذي هو الشجاعة ، والكرم، والسخاء، والصبر، والعطاء والحلم، والأناة، والرفق ، والصدق والعدل ، والوفاء ، والبر ، وما إلى ذلك من أنواع الأخلاق الإسلامية المعروفة ، وبضدها طبعا أخلاق أخرى رذيلة وذميمة جاء الإسلام ليحاربها ويقاومها ــ من حسد وبغض في غير الله ، وشح وبخل ، وغش ، وغيبة ونميمة ، ومكر ، وكبر ، وكذب ، وما أشبه ذلك ــ
لاتحسبن العلم ينفع وحده .. مالم يتوج ربه بخلاق
وإذا رزقت خليقة فاهنأ.. فقداصطفاك مقدر الأرزاق
العلم غيث والأخلاق تربته .. إن تفسد الأخلاق تذهب نعمة المطر
إبليس أعلم أهل الأرض قاطبة .. والناس تلعنه في البدو والحضر
إن الأخلاق الفاضلة هي الدعامة الأولى لحفظ كيان الأمم ودوامها واستقرارها ، لذلك نرى الباحثين والفلاسفة قد اتفقت كلمتهم على ضرورتها للفرد والمجتمع ، للفرد لصالح نفسه وللمجتمع في جملته ، إذ أن الأخلاق أساس كل مجتمع ، من أجل ذلك كانت رسالة الأنبياء : الحث على الأخلاق الفاضلة ، وجاء القرآن الكريم مشددا على الاستمساك بها لأنها هي التي تحقق الفوز والنجاح للفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة .
وإنما الأمم الأخلاق مابقيت .. إذا هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
أسأل الله أن يحسن أخلاقنا وأن يهذب نفوسنا ، وأن يجعلنا اقرب منزلة من صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم في عرسات القيامة . آمين .

أخي الفاضل واستاذي المحترم ، ما أحوجنا إلى حسن الخلق ، واين الخلق في شبابنا الذي لا يرعوي في شتم وسب بدعوى أن الصغير يزعجه والكبير يقلقه وكل من أمره باحترام المارة إلا ورد عليه دون وازع ديني ولا أخلاقي ، وقد صدق الشاعر القائل :

إنما الامم الاخلاق ما بقيت ,,,,,,,, فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
وقد ذهبنا فعلا وواقعنا الأخلاقي ، نرجوا من الله أخي أن يردنا ردا جميلا
جزاكم الله أحسن الجزاء وأتابكم .