سؤال في القران

ما معنى المكي والمدني ؟

لقد جاء سؤالك هبة الله عن الناسخ والمنسوخ في القرآن .
نريد أولا التعريف بمفهوم النسخ في اللغة :
يذكر اللغويون لمادة النسخ عدة معان تدور حول : النقل والاثبات ، والتبديل ، واالتحويل ، والرفع والإزالة . والنسخ هو نقل الشيء من مكان إلى مكان وهو هو ، وقد سميت النسخة نسخة لأنه ينقل الشيء من غيرها إليها. وقد استعمل القرآن الكريم مادة النسخ في هذه المعاني :
اما النقل بالاثبات فقد جاء في قوله تعالى :( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) الجاثية 29 .أي ننقله بعناية ودقة ونثبته في كتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.
وأما التبديل والتحويل فقد جاء في قوله تعالى :( وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون ) . النحل 2
وأما الرفع والإزالة فقد جاء في قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) . البقرة 106.
وأما مفهوم النسخ في الشرع :
وأما مفهومه في الشرع فهو خلاف بين القدامى والمحدثين ، وهو الأمر الذي وسع دائرة الخلاف بين المقرين به والمنكرين له من جهة ، وجعل المقرين به ينقسمون إلى مقل ومكثر فيما نسخ وما لم ينسخ من جهة أخرى . فقد فهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، أن النسخ : هو مطلق التغيير الذي يطرأ على بعض الاحكام فيرفعها بأحكام أخرى تحل محلها. أو يخصص الأحكام بعد أن كانت عامة ، أو يقيدها بعد أن كانت مطلقة ، فالنسخ عندهم يشمل الرفع الكلي، والرفع الجزئي.
وهذا المفهوم أخذ بالمعنى المشترك للفظ النسخ في اللغة.
هذا هو مفهوم النسخ عند المتقدمين ، أما مفهومه عند المتأخرين فهو مفهوم ضيق مقصور على الرفع والإزالة.
فقد عرفوا النسخ بأنه : رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر عنه.
فهذا التعريف قد أخرج تخصيص العام وتقييد المطلق بالاستثناء ، او بالصفة ، او بالحال ، او بالمكان وغير ذلك من أنواع التخصيص والتقييد.
ومن هنا نعلم أن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم ، قد عدوا في المنسوخ أيات كثيرة بحسب مفهومهم الواسع لمعنى النسخ.
وأما المحدثون فقد اقتضاهم التوسع في البحوث العلمية إلى التقسيمات والتفريعات، فأخرجوا من مفهوم النسخ بعض ما كان يشمله اللفظ.
وما فعلوه لا يدل على انهم خالفوا الصحابة والتابعين، أو خرجوا عما قرروه في امر الناسخ والمنسوخ ، فللباحث ان يقسم بحثه إلى قضايا ومسائل حسبما شاء بشرط ان لايخرج عن المفهوم العام للموضوع الذي يبحث فيه.
وهذاالخلاف بين المتقدمين والمتاخرين والذي اقتضاه التطور العلمي لن يغير شيئا من الاحكام الشرعية التي قررها الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم ، ونقلوها الينا بدقة وامانة، ما دمنا نعرف الحقائق التي كانوا يطلقون عليها اسم النسخ ، ونستطيع ان نتبين ما يسمى من بينها نسخا في اصطلاحنا، وما خصه اصطلاحنا المتأخر عن زمانهم باسم آخر.
فالخلاف إذا بين المتقدمين من الصحابة والنتاخرين من الاصوليين اصطلاحي.

اخواني في سورة الفاتحة ، قدمت العبادة على الاستعانة
فإن قيل كيف قدم العبادة على الاستعانة ، والاستعانة مقدمة ، لأن العبد يستعين بالله على العبادة ، فيعينه الله تعالى عليها ، ارجو توضيح ذلك ؟
جزاكم الله خير الجزاء.

أخي جوابا على سؤال تقديم العبادة على الاستعانة .

اقول أن الواو لا تدل على الترتيب ، أو المراد بهذه العبادة التوحيد ، وهو مقدم على الاستعانة على أداء سائر العبادات ، فإن من لم يكن موحدا لا يطلب الاعانة على اداء العبادات.

سؤالكم أخي كم ورد ذكر القميص في سورة يوسف ؟ وما هي الآيات التي ذكر فيها؟
جوابي أخي كالتالي:
ذكر القميص في سورة يوسف ست مرات .
والآيات التي ذكر فيها كالتالي:
وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ
وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ
إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ (26)
إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ (27)
فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28
اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93)
رجو ان اوفق ي لاجواب ،

يقول الله تعالى في سورتي الإسراء والنور :(رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ
مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) .

ما معنى كلمة : "" يزجي "" ؟

أخي لقد ورت ( إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) .


في سورة الحجر

ما الفرق بين الهمزة واللمزة ؟
في الآية الكريمة : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) )

بارك الله فيكم أخي وفي الاستاذ ابو معاد للمتابعة .

مسكينا ذا متربة .
والمتربة هي الفقر ، لأن الفقير لاصق بالتراب فجاءت المتربة من هذا الباب ، وانظر تجد الله تعالى أبان عن العقبة بما يلي : فك الرقاب أي تحرير الأرقاء ، ويدخل فيه طبعاً إنقاذ الضعفاء والمظلومين والمقهورين.

سؤالكم أخي كيف يكون القرآن عربيا وفيه كلمات أعجمية .

اشكركم أخي على هذا لسؤال القيم الذي طالما طرح وقد عثرت على الجواب عنه كالتالي :
في ذكر الألفاظ التي في كتاب الله ولغـــــــــــات العجم بها تعلق
اختلف الناس في هذه المسألة ، فقال أبوعبيدة وغيره أن في كتاب الله تعالى من كلمة لغة ، وذهب الطبري وغيره إلى أن القرآن الكريم ، ليس فيه لفظة إلا وهي عربية صريحة وأن الأمثلة والحروف التي تنسب إلى سائر اللغات أن ما اتفق فيها أن تواردت اللغتان فتكلمت بها العرب والفرس او الحبشة بلفظ واحد ، وذلك مثل قوله تعالى : (( إن ناشئة الليل )) قال ابن عباس : نشأ بلغة الحبشة قام من الليل .
ومنه وله تعالى : (( يوتكم كفلين من رحمته)).
قال أبو موسى الأشعري : كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة .
وكذلك قال ابن عباس في القسورة : أنها الأسد بلغة الحبشة إلى غير ذلك من الأمثلة .
ولا خلاف بين الأئمة في كون القرآن الكريم ليس فيه كلام مركب على أساليب غير العرب ، كما أنه لا خلاف في كونه توجد فيه أعلام من غير لسان العرب . كإسرائيل ، جبريل وعمران وغيرها . والمرجح عند علماء الأصول أنه لا يقال فيها ( معربة ) .
قال القاضي أبو محمد عبد الحق ـ رضي الله عنه ـ
والذي أقواه أن القاعدة والعقيدة هي أن القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين ، فليس فيه لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلامن لسان آخر ، فأما هذه الألفاظ وما جرى مجراها ، فإنه قد كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها بعض مخالطة لسائر الألسنة بتجارات وبرحلتي قريش، وكسفر :
مسافر بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس ، إلى الشام ،
وسفر عمر بن الخطاب ،
وكسفر عمرو بن العاص ،
وعمارة بن الوليد ، إلى أرض الحبشة ،
وكسفر الأعشى إلى الحيرة وصحبته لنصراها مع ونه حجة في اللغة ، فعلقت ( أي هويت وأحبت ) العرب بهذا كله ألفاظا أعجمية غيرت بعضها بالنقص من حروفها ، وجرت إلى تخفيف ثقل العجمة ، واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الصريح ، ووقع بها البيان، وعلى هذا الحد نزل بها القرآن ، فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره ،
كما لم يعرف ابن عباس معنى (( فاطر)) إلى غير ذلك فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ انها في الأصل أعجمية ، لكن استعماها لاالعرب وعربتها فهي عربية بهذا لاالوجه ، وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد، بل إحداهما أصل ، والأخرى فرع في الأكثر ، لان لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا .
الصفحة 36 و 37
من كتاب : المحرر الوجيز
في تفسير الكـــــــــــتاب العزيز
للقاضي أبي محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الاندلسي (481 ـ 546)
تحقيق المجلس العلمي بفاس
الجزء الأول ( 1395 ـ 1975 )

ارجو أن يكون هذا قد أجاب عن تساؤلكم .