( 1 ) يـا عــــراق . . هـل تقبلين اعتذارنا ؟ إسـلام شمس الدين
يا عراق . . يا أرضاً طيبةً . . دنّسنا طهارتها يا زهرةً على شاطئِ الفراتِ . . اغتلنا براءتها يا طفلةً عابثةً باتت تلعقُ دمعتها يا عراق . .يا عروساً تنتظرُ الفرحةَ سنوات . . تحتملُ الغربةَ سنوات . . تحتبسُ الحسرةَ سنوات تحلمُ بالفارسِ يخطفها فوقَ الفرسِ المسحور . . تحلمُ بليالي العرسِ و بالطرحةِ و بعقدِ زهور . . تحلمُ بالصبحِ يطاردُ وجهَ الليلِ المذعور . . تحلمُ بالحقِ . . بالعدلِ . . بالخيرِ . . تحلمُ بالنور تحلمُ . . و تحلمُ . . وتحلم ثم تصحو . . فلا فرس ولا فارس . . لا صبحَ و لا فَرْحَ و لا عرسَ و لا حُور تصحو على ضحكاتِ المغتصبين . . على أنّاتِ المنتسبين على أسواطِ الجلادِ تمزق كلَ وتين تصحو على الحلمِ الأخضرِ يتكّسر. . يتناثر كشظايا البلور
( 2 ) يا عراق . . الآن جئناكِ . . جئناكِ مطأطئ الرؤوس
جئناكِ شاخصي الأبصار جئناكِ مسربلين الذلة و العار جئناكِ - يا عراقُ - نعتذر . . فهل يُقبلُ اعتذارُ الخائنين ؟ جئناكِ - يا عراقُ - نعتذر . . فهل يُقبلُ اعتذارُ الخائبين ؟ جئناكِ - يا عراقُ - نعتذر . . فهل يُقبلُ اعتذارُ العاجزين ؟ يا عراقُ . . جئناكِ نعتذر . . فهل تقبلين اعتذارنا ؟
( 3 ) آه يا عراق . . كلنا خناكِ . . كلنا بعناكِ . .
كلنا سقناكِ للمسلخِ الكبير . . لمخالبِ الصقور . . للنخاسين في سوقِ الضمير ينزعون سترك الحرير ينهشون عرضك الطهور يعرضون جسدك في المزادِ . . ولا مغيث . . لا مجيب . . لا مجير فلتستغيثي يا عراق . . استغيثي - كيف شئتِ - استجيري - كيف شئتِ - أصرخي - كيف شئتِ - لن نجيب . . لن نجيب . . لن نجيب .. فنحن يا عراقُ مهمومون . . نحن يا عراقُ مشغولون . . نطالعُ اغتصابك عبر الشاشات . . نمضغُ الحروفَ و الألفاظَ و الأبيات نحللُ . . و نهللُ . . و نكيلُ اللعنات ننعي شرفك المسلوب نبكي لبنك المسكوب نرقصُ بالبنادقِ في الدروب . . ثم نغرقُ في سُبات نحن يا عراقُ مهمومون . . نحن يا عراقُ مشغولون . . نمارسُ الرجولةَ بين بعضنا البعض نشهرُ أسيافَ البطولةِ في وجهِ بعضنا البعض نناحرُ بعضنا البعض نلعب أدوارَ الثائرِ النبيل و الفارسِ الأصيل و الداعيةِ الجليل نحاربُ بالربابةِ و الخطابةِ والعواء بكلِ مفردات الفُحشِ و السبابِ و الهجاء نقذفُ من نشاء . . نشتمُ من نشاء . . نلعن ُ من نشاء . . وكلنا . . كلنا في الذلِ سواء
( 4 آه يا عراق . . كم هي تافهةٌ كلماتنا . .
كم هي تافهةٌ أشعارنا . . كم هي تافهةٌ أفكارنا . . خطايانا أكبر من أعذارنا أعناقنا أقصر من أسوارنا ألفاظنا أقوى من أسيافنا فلا تعاتبينا يا عراق . . لا تحملينا ما لا طاقة لنا به فنحن عاجزون . . عاجزون . . عاجزون لا تصدقينا يا عراق . . فنحن كاذبون . . كاذبون. . كاذبون نحن - يا عراقُ - كالطبول . . أجوافنا فارغة عقولنا فارغة كُتبنا فارغة نرعدُ ولا مطر نصرخُ ولا خبر نحرثُ ولا ثمر ننتصرُ ولا حرب فكلنا في السلمِ ( صلاحُ الدين ) وكلنا في الغزوةِ ( كعب )
( 5 ) آه يا عراق . .
يا قلعةَ الأحزان يا قبلةَ الوجدان يا منبتَ الفرسان سقطتِ . . سقطتِ . .و أسقطتِ آخر أوراقِ التوت سقطتِ . . و أسقطتِ آخر أقنعةِ الزيف سقطتِ . . فكلنا الآن يبكي عليكِ فهل لنا بعدكِ من يبكي علينا ؟
( 6 ) يا عراق . . جئناكِ - نعتذر . .
فلا تغفري لنا لا تسمعي لنا لا تنظري لنا حتى الموت . . لا نستحقه فلا تمنحيه لنا
صبـاح الحـرب يـا بغـداد -- الشاعر يـاسر قطـامش
صبــاح الحــرب يــا بغــدادْ و مــا أخبـــارهُ بــن زيــــادْ و مــا اخبـــاره الحجــاجُ .. و الـسـفــــاح و الـجـــــلاد و هل ما زال طير الفجـرِ.. مصلــوبــاً علـى الأوتــــاد و هل ما زال بـوم الشـرِّ.. ينعق فـى دجـى الأوغـاد
*** صبــاح النـــار و الحســرهْ و مــا أخبـارهــا البـصـــرهْ و كيف سحـائب الخيــراتِ مــا عـــادت بهــا قـطــــره و مــا للنـخـــل مـجــــروحٌ و كـــل ثـمـــــاره مُـــــــره و مــا للنفـط لــم يشـعــل بطقـس عـروبتـى ثـــــوره
*** صبـاح الحــزن يــا دجلـــهْ و يبكـى القلـب و المقـلـهْ فتنبت مـن دموعى عنـدَ.. شطــك كالسـنـــا قبـلـــه فــاهـــديـهــــا لـعـنـتــــرةٍ ليهــديـهــــا إلـــى عبـلـــه فتـزرعـهـــا بخـــارطـتـــى لتصبح فـى دمـى شعلـه
*** صبـاح الكـــرب يــا كـوفــهْ أراكِ الـيــــوم مكتــوفــه ! و بين جمـاجـم الأحــزانِ.. فـى التــابــوت ملفــوفــه فتبكــى كــربـــلاء عليـكِ.. و الاحـــلام مخـطـــوفــــه وأعزف من أسى الأحانِ.. فـى عينـيـــك معــزوفـــه
*** صبـاح الخـوف يـا مـأمــونْ وكيف حبيبتـى ميسـون ؟ و أين النفط ؟ أيـن التمـرُ.. أيــن التيــن و الـزيـتــون ؟ فــــلا ليـلــى تطمئنـنـــى علـى الأطفـــال إذ يبكـون و لا الفرســان قـد عــادوا و لا زيـــــــد و لا زيــــــدون
*** صبــاح الغيــظ و الغضــبِ و كيـف قبــائــل الـعـــربِ و أيـن مضـى أبــو جهـــلٍ ليبحـث عـــن أبـى لهـــب ويجلس ف مقاهى الشجبِ للتـهــديـــد بــــالـخـطـــب و يصنــع مـــن مفـــاخــرهِ سيـوف القـش و الحطـب
*** صبـاح الرعـب و الاخطــارْ و بـاع البحتـرى الأشعــار! تــراه سيخلـع الـدينــــارَ.. حتــى يلبــس "الـــدولار" تراه سيرتضـى جاكليـنَ.. كى ينسـى بهــا "جلنــار" تــراه سيـرتــدى (جينــزاً) غـــدا و يدخـن السيجــار؟
*** صبـاح المــوت يــا بـــوشُ و ديـك الظلــم منـفــوشُ! أمــام خـطـــاك كــابــوسٌ و بــالظلـمـــات مـفــروش و إن هــديتـى لــو فــزتَ.. بعــد الحــرب "شاكـوش" بـــه ستحـطــم الــدنـيــــا لتعـبــدك الخفــــافـيـش!!
رقص نـانسي .. و صـرختى --- مهـا صـادق
صرخت عراقية وقالت فى زمن النخاسة من سيحمى بكارتى قلت الرجال قالت رجال تنتهك أعراضهم خلف قضبان كالصبايا فى زمن النخاسة و النجاسة و الضلال من سيحمى عورتى من رجس أشباه الرجال لم يبق غير خوفى وسؤال لمن أهدى ثوب عرسى أصبح حلمى حزيناً بين أطلال النهاية فى سوق الجوارى باعوا الحلم البرىء أى حلمِ بعد هذا نرتجيه ؟ لم يبق على شاطىء دجلة الحزين سوى الطحالب و العناكب و الأنين و سحابات الموت تلف أرجاء المكان فى زمن التخاذل و التنطع و الهوان فى زمن اللصوص و تجار النضال مابين جلاد و تاجر و فاجر الكل فى بلادى يحمل اسم ثائر هتكوا بكارتى و انتهكوا المقابر والمنابر يا حلمى المصلوب جهراً فى فضائيات عروبتى عيونكم لا تفرق بين رقص نانسى و صرختي يا حلمى المصلوب جهراً فى فضائيات عروبتى عيونكم لا تفرق بين رقص نانسى و صرختي
على بغـداد فلتبكِ البواكى --- الشـاعر حسّـان حـويـش
شهـقـة المـوت أم أنيـن القيــود؟ تـثـقل الليل في عـراق الرشــيد أم نـحيـب النـخيـل يـبكي رجـــالاً مـن بقـايــا تـاريخــنا الـمــــوءود ؟ أم عـويل النســاء تـنــدب مجـــداً غـاله الحقد تحت قصر السجود ؟ تـعصـب الجــرح نخلـة ، و نخيــلٌ ينـزف الدمـــع مـن بقـايـا الجـريـد كشّـــر البـغي عـن نواجـذ غـــدر و تـبــدّى في حـقــــده المـعهود ما لهذا المسـعور يشـحـذ نــابـًا ؟ يشتهي الفتك يالــه مـن حقــود! يـا ضيــاع التـاريخ بـغـداد تلــظـى بلهـــيـب ، و أمتـي في رقـــــــود يـاهوان الأمـجـاد بـغـداد تسـبـى من علــوج و شــعبنا في هجــود قـد خذلنــا بـغــداد جـبـنـاً و لـؤمـاً فذبحنا ( حســـيننا ) مـن جديــد أمــــقـــام الـعــراق بــيـن ذويـــه ( كمقام المسيح بين اليــــهود؟!) سامحيـنا بغـــداد حـيـن صمــتـنـا فاستبـاح البـاغــون إرث الجــدود خـطب بغــداد غـائـر في فــؤادي جــرح بغــداد نــازف مـن وريـــدي ما استكانت بغـداد، نحن استكنّا فغــرقنا في وحــل عصــر العبيـد يـا سرايا الجـهـاد و الفـتح هـبي جــاوز الظـــالمــون كل الحــــدود و انهـضي الـيـوم من ركام جـراح أدمــت القــلب مــن زمــان بعيــد ربّ فجــر يلــوح في غسق الليـــ ـل ، و بــرقِِ بين الغيــوم الســود يـا عراق الشـموخ كنـت وســامـاً صاغه المجـد مــن دمــاء الشهيد يـا عراق الشمـوخ قـد كنت طوداً أتـنـال الفــؤوس مـن جلمـود ؟ !! يا عــراق الشموخ مجدك سـطـرٌ خطّـــه الله فـوق ســفـر الخلــود فلمـــاذا صمــتّ ذلاً ؟ و قـبــــــلاً كـنـت نـــدّاً لــداويـــات الــرعـــود هـل لـنا يــا عـــراق جــولـة ثــــأر للثـكالى مـن الطــــغاة اليهــود ؟ فـأرى النخــل شـــامخاً يـــتحدى بـإبـــــاء .. و عــــزة .. و صـمــــود أسمعيني بــغــــداد زأرة لــيـــثٍ تشـعل الثــأر في صـــدور الصـيد يـتـهـــاوى لـهــولـهـــا جــبــــروت عن شفا المـوت ماله من محــيد إيــه ِبـغــــداد زمـجــري و أرينـي صولـة الليــث فـي فجــاج البــيـد زغرد الجـرح في صـدورالنشامى فاسـتفاقت أسيـافـنا من رقــــود إنــه الثـــأر ســوف يـأتي مدمّـى بشبا السيف ..تحت خفق البـنود لم تـزل يـا عــراق حـصنــاً عصـيـاً يقهـــر الغــــزو بـــاقتـــدار أكيــــد شـرف للعـــراق أن يــزحم النجـــ ــم ، ســمّــواً بعنفـوان الأســــود