الصلاة المقبولة

الصلاة هي صلة بين العبد وربه وهي قوة للروح والبدن قوة للإرادة وقوة للخلق وقوة للمجتمع لأنها تصلك بالله عز وجل ، تدخل إلى الله بغير باب ، وتقف بين يديه بلا حجاب ، وتكلمه بلا ترجمان ، وتناجيه فتناجي قريبا غير بعيد ، وتستعين به فتستعين بعزيز غير ذليل ، وتسأله فتسأل كريما غير بخيل ، يقول عز وجل في الحديث القدسي :
"قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ماسأل...."
أحبتي الكرام : إن الصلاة المطلوبة والمقبولة إن شاء الله التي يريدها منا الله عز وجل ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان وحركات تؤديها الجوارح بلا تدبر من عقل ولا خشوع من قلب ، ليست تلك التي ينقرها صاحبها نقر الطائر ويخطفها خطف الغراب ، ويلتفت فيها التفات الثعلب ، كلا فالصلاة المقبولة هي التي تأخذ حقها من التأمل والخشية واستحضار عظمة المعبود جل جلاله .
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم :
" إنما الصلاة تمسكن ودعاء وتضرع وتضع يديك فتقول : اللهم ، اللهم ، فمن لم يفعل فهي خداج "
أي صلاة ناقصة
فكم من مصل لايدري مايقول في صلاته وهو لم يشرب خمرا وإنما أسكره الجهل والغفلة وحب الدنيا واتباع الهوى .
ولذلك يقول ابن عباس رضي الله عنه :
ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه .
هذه ـ أحبابي الفضلاء ـ هي الصلاة التي كانت قرة عينه صلى الله عليه وسلم ، والتي كان يحن إليها ويتلهف عليها ويقول للصحابي الجليل بلال بن رباح : أرحنا بها يابلال .. هذه هي صلاة الأنس والحب لله عز وجل ، لاصلاة النقر والخطف والالتفات التي يؤديها كثير من الناس ، وما أعظم الفرق بين من يقوم إليها وهو يقول : أرحنا بها وبين من يقوم إليها وهو يقول : أرحنا منها .
وختاما تعالوا بنا لنستمع وننصت إلى حاتم الأصم وهو يصف حاله في الصلاة ـ صلاة الخشوع والطمأنينة والحياء من الله ـ يقــول : ( إذا حان وقت الصلاة أتوضأفأسبغ الوضوء ثم آتي إلى موضع السجود بسكينة ، فإذا أقيمت الصلاة تمثلت الجنة عن يميني والنار عن شمالي والصراط تحت قدمي وملك الموت فوق رأسي والكعبة بين حاجبي والله مطلع علي فأكبر تكبيرا بتحقيق وأقرأ قراءة بترتيل وأركع ركوعا بخشوع وأسجد سجودا بتذلل وأفترش قدمي اليسرى وأنصب قدمي اليمنى ، وأستحضر الإخلاص مااستطعت وأظنها آخر صلاتي ثم أسلم ولا أدري أقبلها الله أم ردها علي . )
أسأل الله ربي أن يتقبل منا صلاتنا ودعاءنا وركوعنا وسجودنا وأن يجعلها قرةأعيننا ومنتهى حبنا آمين . والحمد لله رب العالمين .

جزاكم الله كل الخير اخي ابو معاذ

وما شدني اكثر هو قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وسلم :
" إنما الصلاة تمسكن ودعاء وتضرع وتضع يديك فتقول : اللهم ، اللهم ، فمن لم يفعل فهي خداج " أي صلاة ناقصة
فكم من مصل لايدري مايقول في صلاته وهو لم يشرب خمرا وإنما أسكره الجهل والغفلة وحب الدنيا واتباع الهوى .

اذ نجد فعلا مجموعة من الناس ماشاء الله يعطون الصلاة حقها
بينما الاغلبة العظمى ينقرونها كنقر الديك كما يقال مبررين ذلك بالحياة السريعة والانشغالات اليومية وقولهم "المهم اننا نصلي" متناسين ان اكثر انشغال للانسان هو دينه والاهم صلاته لانها عماد الدين.

أخي الفاضل وأستاذي المحترم ، لقد تطرقتم سيدي إلى موضوع يعد الركن الأساس من أركان الإسلام ، والذي أذا صلح صلح عمل ابن آدم وإذا فسد فسد عمله
ألا وهو الصلاة ،

والتي هي الفرق بين المؤمن والكافر ، فمن تركها فقد كفر،
والكفر هنا وإن كان كفرا لا يخرج من الملة ، فهو عصيان لأمر الله تعالى ، ولجلال
قدر الصلاة ، إن الله تعالى فرضهاعلينا اسراء برسوله ومعراجه ، فكل الشرائع فرضت على الأرض إلا الصلاة اتت من سدرة المنتهى ، اضف إلى ذلك أنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، ويدخل ضمن هذا احترام المواعيد ، لان الصلاة تؤدى في اوقات مامورون بالإحتفاظ على ادائها على وقتها. كما انها تنهى عن الفحشاء والمنكر .
وما احوجنا سيدي إلى من يذكر النشأ على أداء الصلاة ، ووعيد تاركها .
شكرا جزيلا أخي وأستاذي ، هذه الاضافة أعلم علم اليقين أنكم في غنى عنها
وإنما اوردتها توضيحا للقارئ والمتصفح ليعلم قدر الصلاة من خلال موضوكم
القيم ، وشده للإستزادة من باقي الاعضاء.

جزاكم الله عنا احسن الجزاء ، واتابكم .