ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها
(صاحبة بيت في الجنة لا صخب فيه لا نصب)
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى ب قص ، كانت تدعى في الجاهلية "الطاهرة " ، وكانت قد ذكرت وهي بكر لورقة بن نوفل فلم يقض بينهما نكاح ،
روي أن رسول الله
لما بلغ خمسا وعشرين سنة قال له عمه ابو طالب : أنا رجل معيل لا مال لي ، وقد اشتد الزمان ، وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام ، وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في تجارتها ، فلو ذهبت إليها وقلت لها في ذلك لعلها تقبل ، وبلغ خديجة ذلك فأرسلت إلى النبي
في ذلك ، وقالت : أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك ، فخرج عليه الصلاة والسلام مع غلامها ميسرة ،
ولما رجع
بالتجارة من الشام وربحت التجارة الدرهم أربعة دراهم ن قالت نفيسة بنت منبه ، أرسلتني خديجة دسيسا إلى محمد
فقلت : يا محمد ما يمنعك أن تتزوج ؟
فقال : ما بيدي ما أتزوج به .
فقلت : فإن كفيت ذلك ودعيت إلى المال ، والجمال ، والشرف ، والكفاءة .
ألا تجيب ؟
قال عليه الصلاة والسلام : فمن هي ؟
قلت : خديجة .
قال : وكيف لي بذلك ؟
قلت : علي، فأنا أفعل .
فذهبت إلى خديجة فأخبرتها فأرسلت إلى النبي
أن ائت ساعة كذا وكذا وصنعت طعاما وشرابا ودعت أباها ـ والصحيح أنه عمها ـ وهو عمرو أخو خويلد والعرب تسمي العم والدا فإن أباها خويلد مات قبل حرب الفجار ، ونفرا من قريش فطعموا وشربوا ، وحضر ابو طالب ورؤساء مضر ، فخطب ابو طالب فقال :
الحمد لله الذي جعلنا من درية إبراهيم، وزرع إسماعيل ، وضئضيء معد وعنصر مضر ، وجعلنا من سدنة بيته ، وسواس حرمه ، وجعله لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا ، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله من لا يوزن به رجل إلا رجح به ، فإن كان في المال قلا ، فإن المال ظل مائل وأمر حائل ، ومحمد قد عرفتم قرابته، وقد خطب خديجة بنت خويلد ، وبذل لها ما آجله وعاجله من مالي كذا ، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل جسيم.
فلما أتم أبو طالب خطبته تكلم ورقة بن نوفل فقال :
الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت، وفضلنا على ما عددت ، فنحن سادة العرب وقادتها ، وانتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد احد من الناس فخركم وشرفكم ، وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم ، فاشهدوا علي معاشر قريش باني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله على أربعمائة درهم .
ثم سكت ورقة بن نوفل ، فقال أبو طالب : قد أحببت أن يشركك عمها ، فقال : عمها عمرو بن خويلد ،
اشهدوا علي يا معشر قريش أني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد ، وشهد على ذلك صناديد قريش .
وأم خديجة هي فاطمة بنت زائدة بن الأصم. تزوج
خديجة وله من العمر أربعون سنة وبعض أخرى ، وله خمس وعشرون سنة .
كانت مدة إقامتها معه
أربعا وعشرين سنة وخمسة أشهر وثمانية أيام، خمس عشرة سنة منها قبل الوحي والباقيات بعده . إلى أن توفيت وهي ابنة خمس و ستين سنة . ولم يكن يومئذ يصلي على الجنائز. ولا خلاف في انها اول امراة تزوج بها
ولم يتزوج قبلها ولا عليها ، وكانت وفاتها قبل الهجرة بثلاث سنين، ودفنت بالحجون ، وولدت له
أولاده كلهم ، ما عدا إبراهيم فانه من مارية القبطية.
لنا عودة في الموضوع القادم بحول الله إلى ذكر أبناء خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها من محمد