[/center
اجتمع النصب بالياء و الرفع بالألف في قوله تعالي : "إنْ هذان لساحران " الآية 62 سورة طه .
في هذا الموضع قراءات :
[center]
القراءة الأولي : و هي تشديد النون من (إنَّ)و(هذين )بالياء و هي قراءة إبي عمروو
هي جارية علي سنن العربية فإنَّ (أنَّ) تنصب الاسم و ترفع الخبرو (هذين) اسمها منصوب
بالياء و( ساحران ) الخبر مرفوع بالألف .
القراءة الثانية : و هي تخفيف النون (إنْ) و (هذان) بالألف و توجيهها : أن الأصل
(إنَّ هذين ) فخففت إنَّ بحذف النون الثانية و أهملت كما هو الأكثر فيها إذا خففت وارتفع ما
بعدها بالإبتداء و الخبر و الألف فارقة و نظيره قولك :
إنَّ زيداً قائمٌ فإذا خففت إنَّ فالأفصح أن
تقول
إن زيدٌ لقائمٌ . القراءة الثالثة : و هي (إنَّ) بالتشديد و (هذان) بالألف و هي مشكلة ولأن (إنَّ)
المشددة يجب إعمالها فكان الظاهر الإتيان بالياء كما في القراءة الأولي و قد أُجيب عليها
بأوجه و هي كما يلي :
الأولي :
أنَّ لغة بلحارث بن كعب و خثعم و زبيد و كنانة و آخرين استعمال المثني
بالألف دائما تقول : جاء الزيدان و زأيت الزيدان و مررت بالزيدان .
قال شاعرهم :
تزود منا بين
أذناه طعنة دعته إلي هابي التراب عقيم
و قال الآخر :
إنَّ أباها و أبا
أباها قد بلغا في المجد غايتاها
فقد استخدم أذناه و أباها بالرفع و هما في موضع جر.
الثانية : أنَّ (إنَّ) بمعني( نعم) و مثلها فيما حكي أنَّ رجلا سأل ابن الزبير شيئا فلم يعطه
فقال : لعن الله ناقة حملتني إليك فقال :
إنَّ وراكبها أي (نعم) ولعن الله
راكبها.و(إنَّ) التي بمعني نعم لا تعمل شيئا كذلك في الآيه الشريفة فـ إنَّ بمعني نعم و
( هذان ) مبتدأ و( ساحران ) خبر لمبتدأ محذوف أي لهما ساحران و الجملة خبر لـ هذان و لا
يكون(لساحران) هو الخبر لأن لام الإبتداء لا تدخل علي خبر المبتدأ.
الثالث :
أنَّ الأصل (إنَّه هذان لهما ساحران) فالهاء ضمير الشأن و هو اسم إنَّ
و هذان مبتدأ و لهما ساحران جملة أسمية مكونة من مبتدأ و خبر و الجملة خبر (هذان) و جملة
هذان لهما ساحران خبر إنَّ ثم حذف المبتدأ و هو كثير و حذف ضمير الشأن كما حذف من قوله
صلي الله عليه و سلم:"إنَّ من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون "
الرابع : أنَّه لما ثني (هذا) اجتمع ألفان : ألف هذا و ألف التثنية فوجب حذف واحدة
منما لإلتقاء الساكنين فمن قدر المحذوفة ألف هذا و الباقية ألف التثنية قلبها في الجر و النصب ياء
و من قدر العكس لم يغير الألف عن لفظها علي هذا فإنَّ الألف في (هذان) ألف المفرد(هذا).
الخامس : أنَّه لما كان الإعراب لا يظهر في الواحد - و هو هذا - جعل كذلك في التثنية ؛
ليكون المثني كالمفرد؛ لأنه فرعٌ عليه فهذان في الآية الكريمة لا يظهر عليها لإعراب علي هذا
القول .