ألقاب

لا يمر يوم السادس من أكتوبر كل عام كيوم ٍ عادى ..
يقشعر الجلد.. و تتنهد الروح ...
و تدمع العين و يجهش القلب بالبكاء
على رجال عرضوا أرواحهم للخطر ..
فمنهم من عاد منتصرا و منهم من أصيب و منهم من استشهد
و إليهم جميعا أهدى كلماتى :

ألقاب

فى قلب الزحام...
وسط معترك الواقع.. كان يبحث عن لقب ٍ ( رغم جلاء عهد الألقاب ) .
فأسعد لحظاته عندما يقول له الجيران ( أستاذ سعيد ) .. مع أنه ما زال ( طالبا) فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب .
فيها يلقبونه ( سيبويه ) ...
كان اللقب يشعره بالنشوى و أنه ( ملك ) على عرش اللغة .
لذلك عمد على أن يشغل أوقاته فى محاورات ٍ و مجادلاتٍ فى فروع اللغة
و عندما يخلو بنفسه فإنه يسبح فى بحور الشعر و يغوص بها ..
و فى العام النهائى زادت ألقابه لقبًا ... ( الطالب المثالى ) .
دوام الحال ِ محال ٌٌ .. هذا المثالى لم يعد مثاليا
فما بعد التمام إلا النقص .. فالشمس تغرب بعد الزوال
و القمر يمحق بعد التمام .
أفسدته جلسة البيت بلا عمل و تساوى مع أبيه الذىتجاوز الستين من عمره.
كان أخوه _ الأصغر _ يعمل بالبناء و المقاولات أما هو صاحب الألقاب يحصل على مطالبه من غيره .. من أناس بلا ألقاب من وجهة نظره .
هداه التفكير لأن يدخل فى قلب الأحداث و ليصبح صاحب قلم ٍ و عمود مخصوص !!
ظن الأمر يسيرا ... أن يكتب فينشر ..
و من ذا الذى يرفض كلمات صاحب الألقاب ؟؟
قام بمراسلة بعض الصحف و المجلات المشهورة لتنشر مقالاته و أشعاره
و الحقيقة أنه لم يكن هذه المرة يبحث عن لقب ( أديب ) فقط , بل المال مأربه الأول حتى يصارع حياته .

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ... لم يحصل على هذا أو ذاك ..!
فالمكتبات امتلأت بالكتب التى لا تجد من يقرأ عناوينها لانشغال الناس بلقمة العيش.
اهتزت فى نظره كل الألقاب و كل الناس.
و إن بقى عنده بصيص من نور و شعاع من أمل
سارت به قدماه إلى المدن الجديدة
حيث لا مكان ( لخطيب ) .. حيث لا صوت يعلو فوق صوت الآلات .
و فى خطوة ضعف صار مدخنا .. بحجة امتصاص توتر أعصابه و هو مدرك ٌ لمدى الخطأ و معارضة هذه الأراء .. أيام المثالية !!
مع كل دخان يتصاعد من سيجارته كأنه من مداخن مصنع ليخرج هاربا من نار السيجارة يحمل معه آلام نفسه _ كما يظن _
عاد إلى منزله .. بل أقصى غرفات المنزل عازلا نفسه عن كل حياة ٍ
بعد أن اطمأن إلى أنه زوَّد العاطلين ( عاطلا ).

و هكذا غالبا لا تناسب الألقاب أصحابها فماذا يستفيد هذا البائس صاحب الألقاب من اسمه ( سعيد )؟
و هل تغنى الألقاب أصحابها عند الحاجة؟
أو تفيد الأسماء عند التعاسة ؟
أغلق حجرته .. لا جرائد .. لا أصحاب .. لا ... لا ..
فقط لقيمات و سجائر من كــدِّ أخيه
و لم تنفع محاولات الوالد فى فك أسره و فض عزلته
فى حياة كل إنسان لحظات يركن فيها إلى نفسه لكن إلى حدّ ٍ معقول
لكن طالت اللحظات و الأيام و طالت
حتى كان اليوم الذى طـُلب فيه لأداء الخدمة الوطنية .

هناك أحداث تغير مجرى الحياة
هذه الأحداث نقاط تحول ..
تحمل الإنسان من النوم لليقظة و من الخمر للأمر .
و طلب سعيد للتجنيد كان هذا الحدث هو نقطة التحول .
لم يفكر لحظة واحدة .. و فى ميعاده تقدم للكشف الطبى .
بعدها كان رمزا للشرف و النجم الساطع .. هذا هو ( الجندى)
و لعله لقب ٌ آخر ..
و ما أحلاه من لقبٍِ!
و فى الجندية كانت دنياه الجديدة
عاد إليه مجد الألقاب بلا ألقاب
نبضت فيه عروق الدم .. دبت الحياة فى شرايينه
و باتت جلساته مع رفاق السلاح عادةًٌ اعتاد عليها الجميع
كان ذلك كفيل أن يحقق له السعادة , و سعادته وضحت فى إقلاعه عن التدخين
فقد كان التدخين كشوكةٍ نـُزعت فأراحت جسده .
و رغم زيادة التدريبات و شدة إرهاقه إلا أنه كان سعيدا حقا ؛
ينثر أشعاره فوق رماد الميدان
فقد تحولت التدريبات إلى مناورات
كان أحد معالمها .. تفوق فيها .. فلم يكن يبحث عن مال ٍ أو لقب ٍ.
إلى أن صدر قرار الحـــــــرب
و فى الحرب تنزع ( الرتب) .. تنزع الألقاب
و جاءت لحظات الانتقام .. لوطنه .... و ألقابه !
جعل العدو كل ظالم
كل من حرمه من العمل
كل من دفعه للتدخين
كل من عارض نشر كتاباته ..
كان فى طلائع المشاة .. و انتقم سعيد من كل أعدائه
( كان ) نموذجا للجندى الباسل والوطنى الحق
و بدون أن يُــقــَدِّر مـُـنح أعظم الألقاب
فقد أصبح ( سعيد ) ..
( شهيدًا) .

وافر تقديرى لأسرهم ...و كل من يسير على دربهم

:(&2:

قصة مؤثـــــــــــرة.....كيف أن سعيد الرجل الذي حصل على الكثير من الألقاب...

لم يلقى وظيفة....وكيف أصبح
جندي باسل....دافع عن وطنه.عن أرضه .......ثم رزقه الله بالشهادة

سلمت يمناك أستاذي الفاضـــــــــــــــــــــل......
قصة رائــــــــــــــــــــــعة....
ألقاب 903291

قصة رائعة ...سعيد التعيس بالدنيا اصبح سعيدا باخرته بنوله الشهادة...اعلى المراتب

بارك الله لك ولكل من يخطو خطى سعيد

ماذا عساي أن اقول بعد التحية والأجلال لأرواح شهدانا الأبرار

غير

وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

[آل عمران : 169]

والقول المشهور :للقائد الخالد حافظ الأسد

الشهداء أنبل من في الدنيا وأكرم بني البشر

قصة جميلة وأتمنى من الله تعالى أن يعطينا الشهادة في سبيله

بارك الله فيك أستاذي الكريم عبد الله على الموضوع الجميل والتذكير بذكرى حرب أكتوبر

جميل ماكتبت أناملك أستاذ

عبدالله

قصه قريبه من الواقع جداااااا

و هكذا غالبا لا تناسب الألقاب أصحابها فماذا يستفيد هذا البائس صاحب الألقاب من اسمه ( سعيد )؟
و هل تغنى الألقاب أصحابها عند الحاجة؟

تحياتي

أشكر كل من مر على الموضوع

و اعتذر عن تأخير الرد

لكنى فتشت اليوم عن الموضوع فى رحاب احتفالات أكتوبر

رحم الله شهدائنا و حرر أرضنا

و أحسن خواتيمنا

line3