هى قدوه النساء العربيات هى المرأه العربيه الفذه هى التى اذا ذكرت انحنت لشخصيتها العظيمه الرؤوس اكبارا واجلالا هى شاعره الرثاء التى تميزت به دون سائر الشعراء
هى (تماضر بنت عمر السلمى )
الخنساء .. لقبت بذلك تشبيها لها بالظباء لخنس فى انفها وهو تأخر الانف عن الوجه قليلا مع ارتفاع
قليل فى الارنبه وهى صفه مستحبه من سيمات الجمال
نشات الخنساء فى قبيلتها من (بنى سليم )نشأه عربيه خالصه تقول الشعر معتزه بمجد قبيلتها وحسبها
ونسبها مما رفع شان القبيله وأخذت تفتخر بالخنساء
وفى بدايه حياتها رفضت ان تتزوج من غير بنى عمومتها اعتزازا بقيبلتها وفى ذلك قالت لابيها ..
(أترانى تاركه بنى عمى مثل عوالى الرماح وناكحه شيخ بنى جسم ) وفعلا تزوجت من ابن عمها رواحه
بن عبد العزيز السلمى وانجبت منه عبدالله ثم طلقت وتزوجت ثانيه من ابن عمها (مرداس بن ابى عامر
السلمى ) وانجبت منه ثلاثه ابناء هم (يزيد - معاويه - حرب )وانجبت بنت يقال لها عمره ثم مات عنها
زوجها وترملت بعد ذلك وكرست حياتها لتربيه ابنائها وكان يعينها على حياتها هذه اخواها (معاويه -
صخر ) ثم فجعها الدهر بمصرع اخيها معاويه وبعد عامين فجعت بموت اخيها صخر وكان صخر هو
العائل الوحيد لها وكان يغمرها وبنيها بالحنان لهذا ظلت تنعى اخاها وترثيه بقصائد رائعه هى قمه
الشعر فى الرثاء لا زالت وستظل مصدر للادب الرفيع فى التعبير عن مشاعر الحزن واحنان والاعتراف
بالجميل
ولم تكتف الخنساء بتجميد ملكتها الشعريه ووقفها على رثاء اخيها صخر فقط طول حياتها بل ظلت
متشحه بالسواد نحو نصف قرن بعد اخيها صخر حتى وفاتها فهى التى قالت..
ولولا كثره الباكين حولى
على اخوانهم لقتلت نفسى
فلا والل لا انساك ابداحتى
افارق مهجتى ويشق رمسى
فيا لهفى عليه ولهف نفسى
أيصبح فى الضريح وفيه يمسى
هذه هى الخنساء فى اعلى مراتب الوفاء لا خيها
وفى العام الثامن للهجره عند فتح مكه المكرمه حضرت الخنساء مع وفد قبيلتها من بنى سليم وأسلمت
معهم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم واستنشدها الرسول بعضا من قصائدها فى رثاء اخيها
فألقت بين يديه كثيرا من ذلك
وأشرق قلبها بنور الاسلام وظلت الخنساء موضع الاحترام والاكبار من كبار الصحابه فى عهد امير
المؤمنين (أبو بكر الصديق ) (عمر بن الخطاب ) رضى الله عنهما ولم يثنها اسلامها عن استمرار
قولها الشعر
الخنساء .. الام .. المسلمه
مثل كل المؤمنات فى صدر الاسلام أحسنت الخنساء تربيه بنيها على العزه والشجاعه والفداء
فقد بعثت بأبنائها الاربعه فى جيش المسلمين فى عهد (عمر بن الخطاب ) رضى الله عنه لقتال الفرس
فى موقعه القادسيه وقالت لهم ترغيبا فى الجهاد فى سبيل الحق والاسلام ......
(يا بنى انكم اسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين وانكم بنو أب وأم واحده ما خنت اباكم ولا فضحت
أخوالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله تعالى للمؤمنين من الثواب الجزيل
فى حرب الكافرين واعلموا ان الدار الاخره خير من الدار الفانيه بقوله عز وجل ...
(يا أيها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )
فاذا رايتم الحرب قد شمرت عن ساقيها فتيمموا وطيسها وجالدوا رميسها تظفروا بالغنى والكرامه
فى دار الخلد والمقامه )
وحارب جيش المسلمين رغم قله العدد والعده ولكنها قلوب عامره بالاسلام لا تهاب الموت وانتصروا
على عدوهم وفتحوا بلاد فارس ورفعوا لواء الاسلام واستشهد فى موقعه الشرف هذه أولاد الخنساء
الاربعه ولما علمت بخبر وفاتهم قالت بنفس راضيه بقضاء الله وقدره ...
(الحمد لله الذى شرفنى بقتلهم وارجو من ربى أن يجمعنى بهم فى مستقر الرحمه )
بهذه الكلمات عبرت الخنساء عما فى قلبها فطبيعه الام لاتتحمل قتل احد ابنائها دون ان تفرج عن
نفسها بالبكاء ولو ان الامر عندها باستشهاد أحد ابنائها وبقى احد يعولها بعد ان فقدت بصرها ولكن
الامر فاق الحد وجل الخطب الاربعه جميعا فى وقت واحد فأى عين لاتدمع واى قلب لا يحزن واى
نفس لا تجزع فما بال تلك الام
ولكنها (الخنساء ) الام ... المسلمه... التى تغلب عليها ايمانها وطرح عنها عاطفه الامومه مخالفه
بذلك سنه الطبيعه فأخذت تحرض اولادها على الاستشهاد فى سبيل الحق ونشر الاسلام
هذه هى الخنساء بين الرضا......... الصبر.......... . الوفاء