سيدنا ايوب وزوجته

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى له وسلم

:521:

ان افضل الخلق عند الله هم الانبياء واحبهم اليه واقربهم منزلة ولذا كانوا اشد الناس ابتلاءا حتى لاتبقى على احد حجة فى قلة صبره وعدم رضاه بقضاء الله

ولقد كنت اقرا فى قصة سيدنا ايوب عليه السلام كما اوردها سيدى عبد الحليم محمود ولم اتمالك نفسى من هول ما قرات فقلت سبحان مثبت القلوب



وارجو من كل الاعضاء بعد قراءة هذه القصة ان يخبر عن واقعها على نفسه وما حصيلة استفادته منها فكلا منا يرى الاشياء بواقع مختلف وستكون فى النهاية مجموعة كبيرة من الدروس المستفادة التى نحن فى امس الحاجة اليها وخصوصا هذه الايام

وصلى اللهم على سيدنا ومولانا محمد وعلى اله وسلم



يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ابن ابى حاتم
"ان نبى الله ايوب لبث بلائه ثمانى عشر عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد الا رجلين من اخوانه كانا من اخلص اخوانه كانا يغدوان اليه ويروحان فقال احدهما لصاحبه
تعلم والله لقد اذنب ايوب ذنبا ما اذنبه احد من الصالحين
فقال صاحبه وما ذاك
قال منذ ثنمانى عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف ما به فلما اتى اليه لم يصبر الرجل على ذكر ذلك له
فقال ايوب " لا ادرى ما تقول غير ان الله عزوجل يعلم انى ما كنت امر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فارجع الى بيتى فاكفر عنهما كراهية ان يذكر الا فى حق"
وقد لازمته زوجته الكريمة ملاززمة تامة وكانت الوحيدة التى حنت عليه طيلة ابتلاه فقد كانت تقدر حق الزوجية كا التقدير وتقوم بواجبها خير قيام انها تذوقت معه السعادة ايام نعمته

وترددت على الاثرياء بعد ان كان قصرها يزدحم بالمترددين عليه وكان الناس يشقفون عليها فيستخدمونها حتى ولم يكونو فى حاجة الى الخدمة من اجل ان يعطوها القليل الذى يسد جوعهم
ومع ذلك لم ينتهى القضاء عند هذا فقد ترددت اشاعة انه من يستخدم امراءة ايوب ربما ناله من بلائه وترددت على الابواب فلم تفتح لها وباتا جائعين

حتى انها اضطرت الى بيع شعرها وكان طويلا
يقول الامام ابن كثير " فلما لم تجد من يستخدمها عمدت فباعت لبعض بنات الاشراف احدى ضفيرتهيا بطعام فاتت ايوب به فقال " من اين لك هذا ؟ وانكره
فقالت خدمت به اناسا فلما كان الغد لم تجد احدا فباعت الضفيرة الاخرى بطعام فاتت به فانكر ايضا فكشفت عن راسها وخمارها فلما راى راسها محلوقا قال فى دعائه
" ربى انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين "
ولعل سيدنا ايوب عليه السلام لم يقلها من اجل نفسه وانما قالها من اجل زوجته من اجل وفائها من اجل اخلاصها
واستجاب الله له ولبى النداء
وهو الذى يجيب المضطر اذا دعاه
ويروى انه حينما دعا بدعائه اوحى الله اليه " قد رددت عليك اهلك ومالك ومثلهم فاغتسل بهذا الماء فان فيه شفاءك وقرب عن صحابتك قربانا واستغفر لهم فانهم قد عصونى فيك "
لا اله الا الله