في ظلال آية ...

أحبتي في الله : تعالوا بنا نتفيأ ظلال آية كريمة من كتاب رب العالمين ،
ونشم فيها رائحة الجنة عسانا أن نكون إليها من العاملين ،
يقول فيها ربنا جل جلاله في سورة التوبة :
" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ..."
والمعنى أن الله تبارك وتعالى اشترى أموال المؤمنين وأنفسهم بالجنة ،
وهو تمثيل في ذروة البلاغة والبيان لأجر المجاهدين ،
مثٌل تعالى جزاءهم بالجنة على بذلهم الأموال والأنفس في سبيله ،
بصورة عقد فيه بيع وشراء ، قال الحسن :
بايعهم فأغلى لهم الثمن ، وانظروا إلى كرم الله ، أنفسا هو خلقها ،
وأموالا هو رزقها ، ثم وهبها لهم ، ثم اشتراها منهم بهذا الثمن الغالي ،
فإنها لصفقة رابحة ، ناهيك عن بيع البائع فيه المؤمن ، والمشتري : رب العزة ،
والثمن فيه : الجنة ، والصك فيه الكتب السماوية ،
والواسطة فيه : محمد عليه الصلاة والسلام ،
ثم يبشر سبحانه عباده المؤمنين بهذا البيع الرابح بقوله :
" فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم "
حقا إنه لفوز عظيم وربح كبير،
اأسأل الله أن يجعلنا من الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم وأعطى ثمنها الجنة ، آمين .

ما شاء الله عليك أخى

الفكرة طيبة , و عرض الموضوع أطيب

و القيمة عالية و غالية

و يكفى هذه السطور

((وانظروا إلى كرم الله ، أنفسا هو خلقها ،
وأموالا هو رزقها ، ثم وهبها لهم ، ثم اشتراها منهم بهذا الثمن الغالي ،
فإنها لصفقة رابحة ))

فقط اسمح لى باستفسار

هل شراء الأموال هنا لا يؤخذ على محمل الزكاة و الصدقة ؟

ولك وافر احترامى

شكرا لمروركم الطيب والعبق اخي الكريم عبد الله ،
أما استفساركم حول مفهوم الشراء الوارد في الآية الكريمة فأعتقد أن الشراء يحمل على محمل الزكاة والصدقة ، فمن أدى زكاته وأنفق في سبيل الله فقد استحق جنة ربه لأنه يدخل في زمرة المؤمنين المحافظين على حدود الله المبشرين بالجنة .ولذلك كثيرا مانجد قضية الإنفاق في سبيل الله تردف صفات المؤمنين الذين وعدهم الله بالجنة في أكثر من آية من القرآن الكريم والله ورسوله أعلم .

بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك اخى واستاذى ابو معاذ على سردك الرائع
وقد قال عكرمة (ابن ابى جهل )فى احدى المعارك
لطالما قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يهدينى الله للاسلام افافر من اعداء الله اليوم ثم يصيح قائلا
"من يبايع على الموت ؟ فيبايعه على الموت كوكبة من الابطال الذين انطلقوا معه فى ساحة الشرف حتى فازوا جميعا بالشهادة "
لك جزيل الشكر اخى الفاضل ابو معاذ لا حرمنا الله من مواضيعكم

الاستاذ / ابو معاذ

اسمح لي ان باضافه التفسير الكامل للايه كما ورد في تفسير الطبري وذلك لتعم الفائده

مسألة: الجزء الرابع عشر التحليل الموضوعي

القول في تأويل قوله :
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم )

(111 التوبة )

قال أبو جعفر :
يقول - تعالى ذكره - : إن الله ابتاع من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة ( وعدا عليه حقا ) يقول :
وعدهم الجنة - جل ثناؤه - وعدا عليه حقا أن يوفي لهم به ،
في كتبه المنزلة : التوراة والإنجيل والقرآن ، إذا هم وفوا بما عاهدوا الله ، فقاتلوا في سبيله ونصرة دينه أعداءه ، فقتلوا وقتلوا
( ومن أوفى بعهده من الله ) يقول - جل ثناؤه - : ومن أحسن وفاء بما ضمن وشرط من الله (
فاستبشروا ) يقول ذلك للمؤمنين : فاستبشروا - أيها المؤمنون الذين صدقوا الله فيما عاهدوا - ببيعكم أنفسكم وأموالكم بالذي بعتموها من ربكم به ، فإن ذلك هو الفوز العظيم كما : - [ ص: 499 ] 17266

- حدثنا ابن حميد قال :
حدثنا يعقوب ، عن حفص بن حميد ، عن شمر بن عطية قال :
ما من مسلم إلا ولله في عنقه بيعة ، وفى بها أو مات عليها ، في قول الله : ( إن الله اشترى من المؤمنين ) إلى قوله : ( وذلك هو الفوز العظيم ) ثم حلاهم فقال : ( التائبون العابدون ) إلى : ( وبشر المؤمنين ) .

17267 - حدثني المثنى قال :
حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) يعني بالجنة .

17268 - . . . . . . قال : حدثنا سويد قال :
أخبرنا ابن المبارك ، عن محمد بن يسار ، عن قتادة : أنه تلا هذه الآية :
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) قال : ثامنهم الله ، فأغلى لهم الثمن .

17269 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال :
حدثني منصور بن هارون ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي رجاء ، عن الحسن : أنه تلا هذه الآية :
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) قال : بايعهم فأغلى لهم الثمن .

17270 - حدثنا الحارث قال : حدثنا عبد العزيز قال : حدثنا أبو معشر ، عن محمد بن كعب القرظي وغيره قالوا : قال عبد الله بن رواحة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اشترط لربك ولنفسك ما شئت . قال : أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم . قالوا : فإذا فعلنا ذلك ، فماذا لنا ؟ قال : الجنة . قالوا : ربح البيع ، لا نقيل ولا نستقيل . فنزلت :
( إن الله اشترى من المؤمنين ) الآية .... [ ص: 500 ]

17271 - . . . . . . قال : حدثنا عبد العزيز قال :
حدثنا عبيد بن طفيل العبسي قال : سمعت الضحاك بن مزاحم ، وسأله رجل عن قوله : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ) الآية .
قال الرجل : ألا أحمل على المشركين فأقاتل حتى أقتل ؟
قال : ويلك ، أين الشرط ؟ ( التائبون العابدون ) .

وهذا رابط الموضوع

http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=50&surano=9&ayano=111

جزاك الله كل خير عنا ....وجعله في ميزان حسناتك

» في ظلال آية
» وعظ القلوب بكلام علام الغيوب
» كولكشن هايل لما يقال بعد سجن علاء وجمال
» الشاعر علاء جانب أمير الشعراء فى دورته الخامسة