ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم

كلما أهل علينا شهر ربيع الأول ، تذكر الناس مولد أعظم شخصية في الوجود،
وهي شخصية محمد الذي اصطفاه الله تعالى من خلقه ،
وصنعه على عينه ، وأرسله رحمة للعالمين .
وللناس في هذا الشهر أحوال في الاحتفاء أو الاحتفال بمولده
واحتفاؤنا واحتفالنا واهتمامنا بمولده ليس كما يصنع الجهال
والغافلون من الناس .
ليس بأن نقيم الزينات أو نرفع الرايات أو نوزع الحلوى ،
إنما احتفالنا به أن نتذكر هذا الرسول العظيم ، أن نعيش في ذكراه ،
أي أن نعيش في ذكرى سيرته وذكرى رسالته ،
إن هذا الرسول الكريم قد ترك لنا سيرة طاهرة عطرة ،
وترك لنا رسالة عامة خالدة ، صالحة مصلحة لكل زمان ومكان ،
والاحتفاء والاحتفال به : أن نتذكر هذه السيرة وتلك الرسالة ،
رسالة محمد وسيرته ، وهي من أنصع الأدلة على أن محمدا
مرسل من ربه ، لايمثل نفسه ، وإنما يمثل الإرادة العليا ـ إرادة الله عز وجل ـ
قال ربي جل جلاله : " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى "
من قرأ هذه السيرة عرف بصدق ويقين أن صاحبها لايمكن أن يكون دعيا ،
لايمكن أن يكون دجالا ، كمالايمكن أن يكون ملكا أو طالب ملك ،
ولايمكن أن يكون رجل دنيا .
أحبتي في الله : ماأحوجنا إلى أن ندرس هذه السيرة دراسة المتأمل البصير
لنعرف كيف نقتدي برسول الله ، وكيف نأخذالأسوة والقدوة ،
ونقتبس النور من هذه السيرة الجامعة لحياتنا ..لأنفسنا .. لبيوتنا ..
وأسرنا .. لأبنائنا وبناتنا ..لمجتمعاتنا .. لحكامنا ومحكومينا ..
نأخذ من هذه السيرة هديا محمديا ، وخير الهدى هدي محمد
إن شخصية محمد في حاجة إلى أن ندرسها ، إلى أن نعرفها ،
وما أكثر الجوانب التي يمكن أن نقف عندها لنعرف عظمة الشخصية المحمدية .
خذوا الجانب الرباني من سيرته وحياته ـ جانب التعبد لله عز وجل ،
إن من يقرأ في هذ الجانب ـ جانب العبادة ...الصلاة ... الصيام ... الذكر ...
التسبيح ... التهليل ... التكبير ... الدعاء ...الاستغفار ، يجد قلبا نابضا بحب الله تبارك وتعالى ،
يجدلسانا رطبا بذكر الله تعالى ، لاينساه على كل حال ، يذكر الله في كل أحواله ،
وعلى كل أحيانه .
صلى الله عليك وسلم يارسول الله ، وجعلنا الله من المهتدين بهديك المقتدين بسنتك ،
" لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا

"