تعدد الزوجات للرجال لا للنساء .... لماذا؟
يتساءل بعض الناس : لماذا أباح الله للرجال تعدد الزوجات ، ولم يبح للمرأة تعدد الأزواج ؟
الجواب : إن الله سبحانه وتعالى حين لم يعط المرأة حق التعدد في الصنف المقابل لها ، إنما ه تكريم وإعزاز للمرأة ، لأنه لم يجعلها نهبا لكل فحل يريد أن يطأها.
إننا في هذه الدنيا نجد في النساء من تسمو نفوسهن ويأبى حياء الواحدة منهن أن تتزوج بعد وفا زوجها رعاية لأولادها وحتى لا ينكشف عليها رجل آخر ولو بما أحل الله لها .
إذن فقول هذا الكلام من أهل الإستشراق إنما هو محاولة لزراعة نوع من الشهوة الهلوك في كيان المرأة ويريدون أن يدخلوا في روعها أن الله قد حرمها ذلك ، ونسوا أن الله سبحانه وتعالى قد كرم المرأة كرامة تشهد
لها بأنها عفية وعزيزة ولا تحب أن يتعدد عليها الرجال .
وقد أباح الله للرجل أن يعد بشروط العدالة التي منها كفالة المرأة و رعايتها وحفظ كرامتها .... إلخ .
ما اشترط الشرع عليه من العدل بين الزوجات ، ولم يبح الإسلام التعدد للمرأة لأن فيه مهانة لها وأمراض لا نهاية لها تصيب المجتمع .يقول الحق سبحانه وتعالى : (( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3))). سورة النساء الآية 3
المتأمل لشرع الله تعالى يجد بعض الأحكام بشرعها سبحانه إما حلالا ، وإما حراما أو مسكوتا عنه وفي هذه الآية الله سبحانه وتعالى لم يفرض على الرجل التعدد ، ولكنه أحله له فمن شاء اقتصر على واحدة ، وكل حسب قدرته ورغبته ، وتحليل الله تالى للتعدد له شروط وضوابط عرضها القرآن الكريم حتى لا يكون الأمر فوضى تختل به موازين الأسرة ، هناك فرق بين أن يلزمك الله أن تفعل أو لا تفعل ، ما المرجع في فعلك ؟ إنه رغبتك وهكذا يظن البعض ، ولكن ا لحقيقة هي : إنك إذا أخذت الحكم ، فخذ الحكم من كل جوانبه فلا تأخذ الحكم بالتعدد ثم تتغاضى عن الحكم بالعالة . إذا حدث هذا فسينشأ الفساد في الأرض، وأول هذا الفساد هو تشكك الناس في دين الله. لماذا؟ لأنك أخذت التعدد وتركت العدالة . فأنت تكون قد أخذت شقا من الحكم ولم تأخذ الشق الآخر وهو العدل.
و الناس تجنح أمام التعدد لماذا؟ لأن الناس شقوا كثيرا بالتعدد، أخذوا حكم الله في التعدد . وتركوا حكم الله في العدالة . والمنهج الإلهي يجب أن يأخذ كله .
لماذا تكره الزوجة أن يعدد الزوج؟ لأنها وجدت أن الزوج إذا ما تزوج واحدة عليها التفت الزوج عنها كلية بخيره ، وببسمته ، وبحنانه إلى الزوجة الجديدة ، حينئد لابد للمرأة أن تكره زواج الرجل عليها بامرأة أخرى .
إذن . الصراخ الذي نسمعه هذه الأيام إنما نشأ من أن البعض الذي أخذ بالتعدد عن العدالة، والعدالة إنما تكون في الأمور لتي للرجل فيها خيار أما الأمور التي لا خيار فيها للرجل فلم يطالبه الله .
والكارهون للتعدد الذين في قلوبهم مرض يقولون : إن الله قال : اعدلوا. ثم حكم أننا لا نستطيع العدل !!
لهؤلاء نقول : هذا من سوء فهمكم للآية الكريمة فالآية أحلت التعدد بشرط العدالة ، ومن لا يستطيع العدالة فلا حق له في التعدد ، فهؤلاء أخذوا قوله سبحانه وتعالى ((وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ )).
النساء 129. وتركوا قوله سبحانه وتعالى : (( فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 129)). النساء 129.
الله سبحانه وتعالى قد ألمح على عدم الاستطاعة في العدل المطلق عند البعض ولكنه سبحانه قد أبقى الحكم ولم يلغه، لأن هناك من يستطيع أن يعدل.
ولنا أسوة حسنة في الرعيل الأول من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم عددوا وعدلوا، ولا تزال طائفة من هذه الأمة على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وحكم الله تعالى قائم وباق إلى يوم القيامة .
قال تعالى : ((فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ)) .النساء 3
وأما تكملة الآية في قوله تعالى : ((فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3))) .النساء 3
فشرط مرجعه شخص المكلف ، بمعنى أنه إذا خاف ألا يعدل غفعليه أن يقتصر على زوجة واحدة ، وإن استطاع العدل بينهم بالسوية كما اشرنا سابقا ، فقد أحل الله له التعدد .
قلنا إن المؤمن يجب ألا يجعل منج الله في حركة حياته عضين ، بمعنى أنه يأخذ حكما في صالحه ويترك حكما عليه. والعدل المراد في العدد : هو القسمة السوية في المكان، أي أن لكل واحدة من المتعددات مكانا يساوي مكان الأخر ، وفي الزمان ، أي يقسم بينهن في المبيت ، ويعطي كل واحدة حقها من الوقت . وفي متاع المكان ، وفيما يخص الرجل من متاع نفسه . حتى إن بعض المسلمين الأوائل كان يساوي بينهن في النعال التي يلبسها في بيته ،
ومعنى قوله تعالى: ((وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (129) )) . النساء 129
هناك أشياء\ لا تدخل في قدرتك ولا تدخل في اختيارك ، مثال ذلك كأن تتاح نفسيا عند واحدة ولا تتاح نفسيا عند الآخرى ، لكن الأمر الظاهر للكل يجب أن تكون فيه القسمة بالسوية حتى لا تفضل واحدة على الأخرى وحتى لا تعطي الكارهين لدينالله ثغرة ينفذون منها إلى شرع الله تعالى .