يا قاصدًا غزّةً بلّغْ ملامتَنــا/// قبلَ التحيةِ للإخوانِ و اقتضِبِ
أخشى عليكَ سهامَ الجهلِ من يدِهمْ /// فالرّميُ حادَ عن الأهدافِ و الأربِ
و اسألَ(حماساً)و(فتحاً) أين فخركُما/// في نحرِ إخوانِكم في سَوْرةِ الغضبِ؟
فلترحموا الشهداءَ الغرَّ مَن سبقوا /// ليفتدوا الأرضَ بالأرواحِ في رغَبِ
و إخوةً في سجونِ البغيِ كم أمِلوا/// أن تكشفوا عنهمُ القضبانَ بالقُضُبِ
و دمعةُ الحزنِ في أحداقِ صِبْيتِكمْ/// خوفَ الردى مثلَ أفراخِ القطا الزُّغُبِ
ما بالُكمْ هل أضاعَ الرُّشدَ قادتُكمْ/// و الصورةُ انقلبتْ رأسًا على عَقِبِ
قد أبهجَ الخصمَ ما أهدته فتنتكُمْ/// إذْ أدركَ الثأْرَ منكم دونما تعبِ
و الأمهاتُ بكتًْ أكبادُهنَّ دماً /// خَوفاً عليكمْ و منكمْ، ْسحَّ كالسُّحُبِ
أضحى احترابُكمُ عارًا يدثّرُنا /// بينَ الأنامِ ، و غطى سوءةَ العَرَبِ
كُنّا نطالبُهمْ دومًا بِنُصرتِنا/// ضدَّ العدوِّ و لم نخجلْ و لم نَهَبِ
فلو عَتِبْنا لقالوا : مَن نناصرُهُ ؟/// و ضدَّ مَن ؟ فلتكفّوا اللجَّ في الطلب
كنّا نواسي الذي تغتالُ والدَهُ/// أيدي اليهودِ : مضى للخُلدِ فاحتسِبِ
أبوكَ حَيٌّ، شهيدٌ ،طابَ منزلُه،/// جارٌ لحمزةَ لم يبرحْ ولم يغِبِ
فهل نقولُ و قد أرداهُ إخوتُهُ:/// أبوك أمسى له جاراً أبو لهبِ
إني أرى بعضَكم للسلمِ قد جنحوا/// مع الذئابِ و غذّوا السيرَ في خَبَبِ
تلقى سيوفُهمُ الأعداءَ ناعمـةً/// أو كالعصيِّ، وفيها نبوةُ الخشبِ
ما بالُها في قِراعِ الأهل ِ لاهبةً/// تعطي جهنمَ منها فائضَ اللهبِ ؟
أقولُ هذا و في التلفازِ أُبصِرُها/// كيومِ (صِفّينَ)، و التفريقُ في اللقبِ
حربُ الأخوّةِ إنْ طاشتْ فصائبةٌ//// و إن تُصِبْ أهلكتْ كالنارِ في الحطبِ
و ليسَ أشْأمَ من حربٍ كتلكَ سوى/// ذبحِ الرضيعِ، أمامَ (البيتِ)،في رجبِ
منّا القتيلُ خسْرنا ، ثُم ّ قاتلُه /// لمّا ثَأرْنا خسِرْنا اثنيْنِ واعجبي
ما أعذبَ الموتَ إنْ أعداؤُنا بطشوا /// لكنّهُ علقمٌ إنْ غالني ابنُ أبــي
هذا الدمُ الطاهرُ المسفوحُ بينكمُ /// ما كان أرخصَهُ لو سالَ في النقبِ
او كان في ساحةِ الأقصى لشرّفنا/// و صار موقعُنا يعلو على الشهب
أما و قد قاضَ في حاراتِ غزتِنا/// فقد غدتْ هامُنا تندسُّ في الُّترَبِ
قد قالها ياسرٌ من قبلِ غَيبتِهِ/// و مُغرِياتُ العدى للحربِ في دأب:ِ
لا أرتضي انْ يكونَ السّيْفُ مُحتَكَما /// إليهِ ، ما بيننا ، لو مِتُّّ من سَغَبِ
و قالَها أحمدُ الياسينِ ناصعةً:/// لو نالَني ظلمُ اخْواني بلا سبب ..ِ
لسوفَ أصبرُ للآلامِ محتمِلاً /// و أجعلُ الثأرَ من خصمي ومُغتصِِبي
كذاكَ قالَ ابنُ عيّاشٍ عبارتَهِ: /// اني أحرّمُ ناري عن ذوي نسَبِ
لكنّها لعلوجِ الخصمِ قد وُقِفَتْ /// حتى نلقّنَهمُ درسًا من الأدبِ
***
و الآنَ يا إخوتي و الحزنُ ينهشُنا /// فقد أُصِبْنا بجُرحٍ جدِّ ملتهبِ
أتذكرونَ و قد ولّى العدى فَزَعًا /// وإذْ رأَوْا غُنْمَهمْ في الفرِّ والهرَبِ
كنتمْ أسودَ الوغى والخصمُ ُ يعرفُكمْ //// وكم جفا النومَ مِن خوفٍ و مِن رَهَبِ
كنتمْ رموزَ الفدا حينَ انتفاضتِكمْ //// و الكونُ يشهقُ مأخوذًا من الَعجبِ
دعوا اختلافَ الرؤىكالزهر،منظرُه //// يزيّنُ الروضَ بالآلوانِ ، لم يَعِبِ
خلّوا التفاوضَ عند الخُلفِِ سُنّتَكمْ //// و مَن يشاورْ اخاً في الأمرِ لم يخبِ
فكلُّكمْ من أب ٍحُـرٍّ و والــدةٍ //// كريمةٍ ، يرقبانِ الفجـرَ عن كثبِ
عودوا بغزّة حالاً للذي اشتُهِرَتْ //// بهِ بسحقِ العدى في سالفِ الحِقبِ
و الله َ نسألُ أنْ تُشفى جراحُكمُ //// و أنْ نظلَّ يداً في حُلكةِ الُّنوَبِ
كي نُرجعَ الدارَ و الغربانَ ندحرُها //// و القدسُ تخطرُ في أثوابِها الُقشِبِ
***
لا تنكري يا فلسطينَ الهوى ألمي //// لما جُنِنتِ، و إن أفرطتُ في عتبي
فأنتِ ليلاي لن أرضى بها بدلاً //// عن حبِّكِ القلبُ مهما نال لم يتبِ
..........................................................شعرعبد الرزاق مصطفى دعسان..........