لغة الضاد ومتعة الأضداد
قال المبرد في كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه
من كلام العرب اختلاف اللفظين لإختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد
واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين
فأما اختلاف اللفظين لإختلاف المعنيين فقولك:ذهب وجاء وقام وقعد ورجل وفرس ويد ورجل
وأما اختلاف اللفظين والمعنى واحد فقولك:ظننت وحسبت وقعدت وجلست
وذراع وساعد وأنف ومرسن
وأما اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين فقولك: وجدت شيئاً إذا أردت وجدان الضالة
ووجدت على الرجل من الموجدة
ووجدت زيداً كريماً أي علمت
وكذلك ضربت زيداً وضربت مثلاً وضربت في الأرض إذا أبعدت
وكذلك العين عين المال والعين التي يبصر بها وعين الماء
والعين من السحاب الذي يأتي من قبل القبلة وعين الشيء إذا أردت حقيقة وعين الميزان
وهذا الضرب كثير جداً ومنه ما يقع على شيئين متضادين كقولهم :
جلل للكبير والصغير وللعظيم أيضاً والجون للأسود والأبيض
وهو في الأسود أكثر والقوي للقوي والضعيف والرجاء للرغبة والخوف وهو أيضاً كثير
وقال ابن فارس في فقه اللغة باب أجناس الكلام في الإتفاق والإفتراق :
يكون ذلك على وجوه فمنه اختلاف اللفظ والمعنى وهو الأكثر والأشهر مثل:
رجل وفرس وسيف ورمح
ومنه اختلاف اللفظ واتفاق المعنى كقولنا :
سيف وعضب وليث وأسد على مذهبنا في أن كل واحد منها فيه ما ليس في الآخر
من معنى وفائدة
ومنه اتفاق اللفظ واختلاف المعنى كقولنا : عين الماء وعين المال وعين الركبة وعين الميزان
ومنه قضى بمعنى حتم وقضى بمعنى أمر وقضى بمعنى أعلم وقضى بمعنى صنع وقضى بمعنى
فرغ
وهذه وإن اختلفت ألفاظها فالأصل واحد
ومنه اتفاق اللفظين وتضاد المعنى وقد مضى الكلام عليه
ومنه تقارب اللفظين والمعنيين كالحزم والحزن فالحزم من الأرض أرفع من الحزن
وكالخضم وهو بالفم كله والقضم وهو بأطراف الأسنان
ومنه اختلاف اللفظين وتقارب المعنيين كقولنا مدحه إذا كان حياً وأبنه إذا كان ميتاً
ومنه تقارب اللفظين واختلاف المعنيين وذلك قولنا حرج إذا وقع في الحرج وتحرج إذا تباعد من الحرج
وكذلك أثم وتأثم وفزع إذا أتاه الفزع وفزع عن قلبه إذا نحي عنه الفزع
وقال أبو عبيد في الغريب المصنف باب الأضداد :
سمعت أبا زيد سعيد بن أوس الأنصاري يقول : الناهل في كلام العرب العطشان
والناهل الذي قد شرب حتى روي
والسدفة في لغة تميم الظلمة والسدفة في لغة قيس الضوء
وبعضهم يجعل السدفة اختلاط الضوء والظلمة معاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى الإسفار
وقال أبو زيد:
طلعت على القوم أطلع طلوعاً إذا غبت عنهم حتى لا يروك
وطلعت عليهم إذا أقبلت عليهم حتى يروك
وقال: لمقت الشيء ألمقه لمقاً إذا كتبته في لغة بني عقيل
وسائر قيس يقولون: لمقته محوته
وقال: اجلعب الرجل إذا اضطجع ساقطاً واجلعبت الإبل إذا مضت حادة
وبعت الشيء إذا بعته غيرك وبعته اشتريته
وشريت بعت واشتريت
وشعبت الشيء أصلحته وشعبته شققته وشعوب منه وهي المنية لأنها تفرق
والهاجد المصلي بالليل والهاجد النائم
وقال الأصمعي: الجون الأسود والجون الأبيض
والمشيح الجاد والمشيح الحذر والجلل الشيء الصغير والجلل العظيم
والصارخ المستغيث والصارخ المغيث
والإهماد السرعة في السير والإهماد الإقامة
وقال أبو عبيد: التلاع مجاري الماء من أعالي الوادي والتلاع ما انهبط من الأرض
وأخلفت الرجل في موعده وأخلفته وافقت منه خلفاً
والصريم الصبح والصريم الليل
وعطاء بثر كثير والبثر القليل أيضاً
والظن يقين وشك
والرهوة الارتفاع والرهوة الإنحدار
ووراء تكون خلف وقدام وكذلك دون فيهما
وفرع الرجل في الجبل صعد وفرع انحدر
ورتوت الشيء شددته وأرخيته
وقال الكسائي: أفدت المال أعطيته غيري وأفدته استفدته
وأودعته مالاً إذا دفعته إليه يكون وديعة عنده وأودعته إذا سألك أن تقبل وديعته فقبلتها
وغبيت الكلام وغبي عني
وقال الأموي: ليلة غاضية شديدة الظلمة ونار غاضية عظيمة
وقال غير واحد الحي خلو غيب والخلوف المتخلفون
وقال أبو عمرو: الماثل القائم والماثل اللاطىء بالأرض
وقال الأحمر أشكيت الرجل أتيت إليه ما يشكوني فيه وأشكيته إذا رجعت له من شكايته
إلى ما يحب
وسواء الشيء غيره وسواؤه نفسه ووسطه
وأطلبت الرجل أعطيته ما طلب وأطلبته ألجأته إلى أن يطلب
وأسررت الشيء أخفيته وأعلنته
و به فسر قوله تعالى ( وأسروا الندامة لما رأوا العذاب) أي أظهروها
والخشيب السيف الذي لم يحكم عمله والخشيب الصقيل
وتهيبت الشيءوتهيبني سواء
والأقراء والحيض والأقراء الأطهار
والخناذيذ الخصيان والفحولة
وأخفيت الشيء أظهرته وكتمته
وشمت السيف أغمدته وسللته
قال: والغابر الماضي والغابر الباقي
هكذا قال بعض أهل اللغة وكأنه عندهم من الأضداد
قال: والنبه من الأضداد يقال للضائع : نبه وللموجود نبه
وقال أبو زيد في نوادرهك البسل الحرام والبسل أيضاً الحلال وهذا الحرف من الأضداد
وفي ديوان الأدب للفارابي: المغلب المغلوب كثيراً والمغلب المرمي بالغلبة
وهذا الحرف من الأضداد
وناء نهض في ثقل وناء سقط من الأضداد وولى إذا أقبل وولى إذا أدبر من الأضداد
والبضين القطع والبين القطع والبين الوصل من الأضداد
وأكرى زاد وأكرى نقص من الأضداد
والمعبد المذلل والمعبد المكرم من الأضداد
ويقال: عز علي أن تفعل كذا أي اشتد وعز أي ضعف من الأضداد
والضمد رطب الشجر ويابسه والضمد صالحة الغنم وطالحتها
والنبل الكبار والنبل الصغار من الأضداد
والصريخ صوت المستصرخ والصريخ المغيث وهو من الأضداد
والشف الربح والشف أيضاً النقصان من الأضداد
ونصل الخضاب من اللحية سقط منها ونصل السهم فيه ثبت فلم يخرج, من الأضداد
وغرض القربة ملؤها وكذا غرض الحوض والغرض أيضاً النقصان عن الملء من الأضداد
وأفزعت القوم أنزلت بهم فزعاً
وأفزعتهم إذا نزلوا إليك فأغثتهم من الأضداد
وفي القاموس : الحوز السوق اللين والشديد ضد
وفي الصحاح: الرس الإصلاح بين الناس والإفساد أيضاً من الأضداد
وعسعس الليل إذا أقبل بظلامه وعسعس أدبر
وتقول: أمرست الحبل إذا أعدته إلى مجراه وأمرسته إذا أنشبته
بين البكرة والقعو وهو من الأضداد
والأشراط الأرذال والأشراط أيضاً الأشراف من الأضداد