ابي هو الافضل

أستاذي الملائكي ، لقد شغلتني بالرد ، حتى لم يبق إلي وقت لإضافة مواضيع جديدة ، لكون جميع مواضيعكم تشدني وتعود بي

إلى مناقشات كنت قد اثرتها واصدقاء قدامى كنا نتجادب اطراف الحديث فيها وكل يدلو بدلوه فتخمرت لدينا فكر، من خلال مناقشات

هادفة ، أخي إن فضل الآب على الأبن لايحصى ، ومسؤوليته عظيمة لكونه هو الموجه ، والمربي، والمنفق ، والساهر على الصحة

والتعليم، وهذه الاعمال شاقة وعويصة ، ولكن ما كل ألاباء يفقهون ما هو مناط بهم ، والمسؤولية التي يتحملونها تجاه أبنائهم ، إلا من

رحم ربك ، وما نشاهده ونلاحظه ونعايشه عكس الواقع. فالآباء تملصوا من مسؤولياتهم، وحملوا كل المسؤولية للشارع ، والمدرسة

والدولة ، غير آبهين بما حملوا من اوزار تجاه ابنائهم ، وهل الشرع أو الدولة أو المدرسة وحدهم ستحملون وزر تربية الابناء إن هم

غير اسوياء من البداية. مسؤولية الأب تبدأ من اختيار الزوجة الصالحة ذات الدين ، مرورا بحسن تسمية ألإبن ، وانتهاء بتعليمه

شيئا من القرآن . وهنا استحضرتني قصة امير المومنين عمر بن الخطاب لما وجد احد الابناء يضرب اباه ، والقصة بالمعنى

فسأله عمر لما ذا يضرب اباه وهذا عقوق، لكن الإبن بادر عمر بالسؤال ، ما حق الإبن على الأب : قال عمر : أن يختارأمه

قال الابن إن أبي لم يختر أمي حيث أنها من قبيلة كذا وكذا ، قال الإبن ثم ماذا ؟ قال عمر أن يحسن اسمه . قال الابن وهذه ايضا

حيث أن اسمي جعل ، قال الإبن ثم ماذا ؟ قال عمر أن يعلمه شئا من القرآن . قال الابن : انه لم يعلمني ولو حرفا من القرآن

فقال عمر اضربه فقد عقك قبل ان تعقه . وهذه شروط ما احوج آباء هذا العصر لنصائح عمر رضي الله عنه .