أخي المصلي
إليك هذه النماذج من صلاة السلف، وقد تتعجب من حالهم ، ولكن لا عجب ، فلأنهم عرفوا ربهم وعظموا خالقهم، كانت هذه حالتهم.
لا تعرضن بذكرنا عند ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
نعم ، أين أمثالهم، أين أشباههم، لا نراهم.
لا شك ولا ريب أن أولهم وأعبدهم لربه هو رسولنا صلى الله عليه وسلم حتى قالت عائشة : ( وآيكم يطيق ما كان صلى الله عليه وسلم يطيق ) فلقد قام الليل حتى تفطرت قدماه ، وكان يصوم حتى يقال لا يفطر،وكان يذكر الله على كل أحيانه، صلى معه عبد الله بن مسعود في أحد الليالي فأطال في الصلاة،حتى قال ابن مسعود : فهممت بأمر سوء ، هممت أن أجلس وأدعه.
يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالكافرين المظاجع
أما سير الأخيار والعباد فتأمل:
قال عدي بن حاتم : ما دخل وقت الصلاة حتى اشتاق إليها.
*وقع حريق في بيت علي بن الحسين وهو ساجد ، فقالوا له : أما شعرت به ؟ فقال: ألهتني عنه النار الأخرى.
*كان منصور بن المعتمر كثير العبادة ، حتى كانت أمه تقول له : إن لعينيك عليك حقا ، ولجسمك عليك حقا ، فكان يقول لها : دعيني يا أماه ، فإن بين النفختين نوما طويلا.
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى وأبصرت يوم الحشر من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثلـه وأنك لـم ترصد كما كان ارصدا
•سفيان بن عيينة صلى بالناس فقرأ الفاتحة، فلما وصل : (إياك نعبد) بكى حتى انقطعت قراءته فما استطاع أن يكملها.
الأوزاعي ، كان كثير الصلاة حتى إن من رآه يظن أنه أعمى من الخشوع وكانت أمه تتفقد
موضع مصلاه من الليل ، فتراه مبتلا من كثرة البكاء.
بكى الباكون للرحـمن ليلا وباتوا دمعهم لا يسـأمونا
بقاع الأرض من شوق إليهم تحن متى عليها يسجدونا
أما من أضاع الصلاة وتركها أو ترك فرضا واحدا عمدا بدون عذر فقد وقع في الشرك الأكبر الذي من مات عليه فهو من المخلدين في النار ، وبئس المصير.
(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) مريم (59)
(فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون) الماعون (4-5) إن تارك الصلاة كافر، وله أحكام الكفار ، فلا يزوج، ومن كانت زوجته لا تصلي فهي كافرة أو كان زوجها لا يصلي فهو كافر يجب عند ذلك الطلاق، وتارك الصلاة لا يسلم عليه ، ولا يزار؟ ولا تؤكل ذبيحته، ولا يصلي عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين
ومن مات وهو تارك للصلاة فليبشر بعذاب الله ، وليبشر بجهنم وسقر
(قالوا ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين) المدثر ( 42-43)
أحد الأموات لما وضعوه في القبر باتجاه القبلة انحرف عنها فردوه للقبلة فانحرف عنها، فدفن وهو على غير القبلة، فلما سألوا عنه قالوا لم يكن يصلي.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الصلاة ومن المحافظين عليها في جميع الأوقات.
والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين