شق الصدر

شق الصدر

إن خبر شق صدره صلى الله عليه وسلم كما روته حليمة السعدية كالتالي :
قالت حليمة : كان صلى الله علي وسلم وأخوه يقوم برعي بهم لحليمة خلف البيوت ، إذ اقبل أخوه فزعا فقال لي ولأبيه ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض ، فأضجعاه فشقا بطنه فهما يسوطانه .
قالت فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائما منتقعا وجهه ، فالتزمته و التزمه أبوه فقلنا له :
مالك يابني؟
قال :
(( جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو ؟ )).
قالت : فرجعنا إلى خبائنا،
وقال لي أبوه : يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به فاحتملناه فقدمنا به إلى أمه.
فقالت : ما أقدمك به ياظئر ـ والظئر الناقة التي تعطف على ولد غيرها فتدر عليه ، فسميت المرأة التي ترضع ولد غيرها ظئرا بذلك ـ. وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك فقلت : قد بلغ اله يا بني وقضيت الذي علي وتخوفت الأحداث عليه فأديته عليك كما تحبين .
قالت ما هذا شأنك فأصدقنيي خبرك .
قالت . افتخوفت عليه الشيطان ؟ قلت نعم .
قالت : كلا والله ما للشيطان عليه من سبيل وإن لبني لشأنا أفلا أخبرك خبره؟
قلت : بلى .
قالت : رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي به قصور بصرى ، من أرض الشام، ثم حملت به فو الله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه ، ووقع حين ولدته وأنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء. دعيه عندك وانطلقي راشدة .
كان أول ما شق صدره عليه الصلاة والسلام في السنة الثالثة من عمره وقي في الرابعة وذلك لتطهيره وإخراج حظ الشيطان منه . صلى الله عليه وسلم هذه نبذة موجزة من شق الصدر ، اردت ايرادها بهذا الايجاز لتسهل استيعابه للقارئ.