حكم الإسلام في تعزية الكافر

تربط بعض المسلمين علاقات دنيوية بغيرهم من اليهود والنصارى في شتى المجالات كالطب والتجارة والصناعة ، وغير ذلك مما لاعلاقة له بالدين والعقيدة طبعا ، وأحيانا تنزل مصيبة الموت بغير المسلم فكيف يتعامل المسلم مع غيره في مثل هذه المناسبة ؟ وبعبارة واضحة : ماهي الصيغة التي يعزّي بها المسلم الكافر ؟
أحببت أن أطرح هذا السؤال على الإخوة لعلي أجد جوابا شافيا ، وتعم به الفائدة أيضا لنكون على بينة من هذا الأمر .

اخي الفاضل واستاذي المحترم هذا هو الجواب عن سؤالكم ارجو ان يكون كافيا لمطلبكم ، اتابكم الله ، وفقنا واياكم لما يحبه ويرضاه
تعزية المسلم للكافر،

اختلف العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ في تعزية الكافر. فذهب الأئمّة: كالشّافعي، وأبو حنيفة في رواية عنه: إلى أنّه يعزّى المسلم بالكافر، وبالعكس، والكافر غير الحربي.

قال الإمام ابن قدامة(ت620هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ: ( وتوقف أحمد عن تعزية أهل الذمة وهي تُخرَّج على عيادتهم وفيها روايتان إحداهما: لا نعودهم؛ فكذلك لا نعزيهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تبدؤوهم بالسلام"، وهذا في معناه؛ والثانية: نعودهم لما ورد من حديث أنس رضي الله عنه .قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ،فمرض فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له:" أسلم"، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم فأسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول:"الحمد لله الذي أنقذه من النار" فعلى هذا نعزيهم).

قال الإمام النووي(ت676هـ) ـ رحمه الله تعالى ـ:(ويجوز للمسلم أن يعزي الذمي بقريبه الذمي، فيقول أخلف الله عليك ولا نقص عددك).
والذي يظهر أنه يجوز تعزيتهم عند الوفاة، وعيادتهم عند المرض، ومواساتهم عند المصيبة. والدليل حديث أنس بن مالك رضي الله عنه السابق.

وينبّه على أن المسلم إذا فعل ذلك فعليه أن ينوي بذلك دعوتهم، وتأليف قلوبهم على الإسلام، ويدعوهم بالطريقة المناسبة في الوقت المناسب.

كما ينبّه أيضاً على أنه في حالة التعزية لا يُدعى لميّتهم بالمغفرة والرحمة أو الجنة، لقوله تعالى:{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }. وإنما يدعو لهم بما يناسب حالهم بحثهم على الصبر، ومواساتهم، وتذكيرهم بأن هذه سنّة الله في خلقه.