غزوة بدر الكبرى /درس وعبرة

لم يكن شهر رمضان المبارك شهرا ينقطع فيه المسلمون للصيام والذكر وتلاوة القرآن وصلاة التراويح ، بل كان إضافة إلى هذا كله شهرا للبذل والعطاء والإنفاق والجهاد في سبيل الله ، وتسجيل البطولات الرائعة في ساحة المعارك وقتال الأعداء ونشر الإسلام وإشاعة مبادئه في الآفاق وتحرير ثغوره من رجس الغزاة المنحرفين المعتدين .
وهكذا سجل تاريخ الإسلام المجيد في هذا الشهر المبارك ــ شهر رمضان ــ انتصارات عظيمة وبطولات رائعة لصالح
الإسلام والمسلمين ، تعد شامات مضيئة في سجل هذا التاريخ الطويل ، منها تتزود الأجيال بشحنات الإقدام ونفحات الشوق للبذل والعطاء في سبيل نصرة هذا الدين في كل زمان وحين .
أحبتي في الله : إذا وقفنا عند بعض المحطات التاريخية نجدها قد سجلت انتصارات عظيمة للمسلمين في هذا الشهر العظيم ، من هذه الانتصارات الكبرى ، والتي أحق أن نحتفل بها :
" غزوة بدر الكبرى " التي كانت فرقانا بين الحق والباطل فرق الله به بين عهد الذل والاستضعاف ، وبين عهد العزة والتمكين للرسول وللمؤمنين الذين عزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ، تلكم كانت معركة حاسمة رفرفت فيها راية "لاإله إلا الله وسقط فيها لواء الشرك والإلحاد .
وهكذا كلما حل السابع عشر من رمضان من كل عام تذكر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها هذا الحدث العظيم الذي انتصر فيه المسلون وانهزم فيه المشركون .
وتعلمون إخوتي كم كان عدد المسلمين يومئذ وكم كانت عدتهم ، لقد كان عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ،أكثرهم من الأنصار، وكان معهم سبعون جملا وفرسان . في حين كانت عدة المشركين ستمائة رجل ومائة فرس وسبعمائة بعير ، إضافة إلى الأسلحة والعتاد .
وإذا سألنا عن أسباب هذا الانتصار وهذا العون والمدد من الله ــ نجد أن عامل الإيمان والثقة في الله عز وجل هما العنصران الأساسيان لكل معسكر تمسك بالله وجاهد من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا .
كما نستنتج أن الكثرة ليست من عوامل الانتصار ، كما ان القلة ليست من عوامل الانهزام ، ولذلك يقول ربي جل جلاله : " ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين " إذن يبقى عامل الإيمان هو المنتصر ، ويقول سبحانه : " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ."
وانظروا معي ماذا كان يفعله الجيشان قبل المعركة ، فقد حرص المشركون قبل المعركة على شرب الخمر والرقص والغناء وإيقادالنيران لتسمع العرب بما فعلوا فتهابهم وتخافهم ، وكانوا يظنون ذلك سبيلا إلى النصر.
بينما كان المسلون قبل المعركة يتجهون إلى الله بقلوب خاشعة يسألونه النصر والعون والمدد ويرجونه الشهادة ويخرالرسول صلى الله عليه وسلم ساجدا مبتهلا إلى الله أن ينصر هذه الطائفة المؤمنة المجاهدة ، فكانت النتيجة أن انتصر الأتقياء الخاشعون الراكعون الساجدون ، وانهزم اللاّهون العابثون المنحرفون ،وصدق ربي جل جلاله إذ يقول :
" إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون " ويقول : " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " وذلك قوله تعالى في موطن آخر : " ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون " " والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون " .

نعم أخى
فرمضان شهر الخير كله
و على مر التاريخ الاسلامى هو شهر بطولات و انتصارات
و لنا أن نأخذ العبرة فعلا
فاليوم نجد التكاسل و التراخى و ضعف الجهد بحجة الصيام
و الحكمة بعكس ذلك فرمضان كله اجتهاد
وفقنا الله جميعا لشحن طاقتنا الايمانية برمضان
ولك خالص التقدير أخى

» غزوة الابواء او غزوة ودان
» قصة وعبرة
» حكاية وعبرة
» دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل
» غزوة بواط