بـــــــــحـــــــر الأمــــــــــــــــــــل
السلام عليكم و رحمة الله
كـل عام و أنـتـم بـخـيـر
هذا الصندوق ليس للإزعاج بل هو للترحيب بكم
فإن كان يزعجكم اضغط على ( إخفاء ) ـ
و إن كان يهمكم أمر المنتدى فيسعدنا انضمامكم
بالضغط على ( التسجيل ) تظهر بيانات التسجيل البسيطة
و ننتظر مشاركتكم

يا ضيفنا.. لو جئتنا .. لوجدتنا *** نحن الضيوف .. و أنت رب المنزل ِ
كما نرجو الاحتفاظ برابط المنتدى التالى بالمفضلةfavorites

http://alamal.montadarabi.com
فإن أعجبك المنتدى فلا تتردد فى المشاركة
بـــــــــحـــــــر الأمــــــــــــــــــــل
السلام عليكم و رحمة الله
كـل عام و أنـتـم بـخـيـر
هذا الصندوق ليس للإزعاج بل هو للترحيب بكم
فإن كان يزعجكم اضغط على ( إخفاء ) ـ
و إن كان يهمكم أمر المنتدى فيسعدنا انضمامكم
بالضغط على ( التسجيل ) تظهر بيانات التسجيل البسيطة
و ننتظر مشاركتكم

يا ضيفنا.. لو جئتنا .. لوجدتنا *** نحن الضيوف .. و أنت رب المنزل ِ
كما نرجو الاحتفاظ برابط المنتدى التالى بالمفضلةfavorites

http://alamal.montadarabi.com
فإن أعجبك المنتدى فلا تتردد فى المشاركة
بـــــــــحـــــــر الأمــــــــــــــــــــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بـيـن الإبـحـار فـى الـثـقـافـة و حـب الله و رسـوله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب صليب الدمار - الجزء السابع/ للكاتبة ليلى الهاشمي - بواسطة لؤي محمود ابوعمر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لؤي محمود ابوعمر
مبحر جديد
مبحر جديد
لؤي محمود ابوعمر


الساعة الآن :
عدد المساهمات : 11
درجة النشاط : 5751
تاريخ التسجيل : 19/08/2008

كتاب صليب الدمار - الجزء السابع/ للكاتبة ليلى الهاشمي - بواسطة لؤي محمود ابوعمر Empty
مُساهمةموضوع: كتاب صليب الدمار - الجزء السابع/ للكاتبة ليلى الهاشمي - بواسطة لؤي محمود ابوعمر   كتاب صليب الدمار - الجزء السابع/ للكاتبة ليلى الهاشمي - بواسطة لؤي محمود ابوعمر I_icon_minitimeالثلاثاء 19 أغسطس 2008 - 1:57


كتاب صليب الدمار - الجزء السابع/ للكاتبة ليلى الهاشمي - بواسطة لؤي محمود ابوعمر 665836

الزوجة : ( عند النصارى واليهود والمسلمين )

كرم الإسلام الزواج كرامة عليا، وخص أمور الزوجة بالكثير من الأحكام، مما يحتاج وحده لكتاب ليضم كل ما احتوى تلك العلاقة السامية والرابط المقدس. فقد وصفه رسولنا الكريم بأنه نصف الدين، وحث عليه وسهله ووسع مداخله. وأيضا شدد على عدم الاستهانة في إتمامه، فحكمه بشروط أساسية مهمة، جعل الإشهار من أولوياتها. وحرم زواج المتعة بكل أشكاله، ليس إلا حفظا لكرامة المرأة ومكانتها العظيمة في الإسلام، فلم تعد كما كانت قبله، وكما عند الأمم الأخرى، ممن اتخذت من النساء أخدان يطأنهن شهوة ثم يجحدنهن. فصور بذلك علو قيمة النساء، وحفظ أيضا أنساب المسلمين.
كان التطبيق العام عند كل البشرية- ولا يزال في بعض الأجناس- أن سن الزواج يحكم بالبلوغ. فمتى ما ظهر على الجنسين ما يدل على قدرتهما على الباءة ، فقد أصبحا في سن مناسب للزواج، بغض النظر عن العمر. فلانة من الناس ظهرت عليها مظاهر الأنوثة في سن الثامنة، أختها شقيقتها لم تظهر عليها مظاهر الأنوثة إلا في السادسة عشر. طبيعة لم يخترعها الإسلام، بل رب الإسلام والطبيعة معا، فذلك هو المقياس عند كل البشر في الماضي، وحتى القريب منه. المفارقة تبدو في إباحة بعض الأمم للزنا في أي سن تقريبا، وترجع ذلك لنشوء الرغبة الجنسية، ثم تمجد من تظل عذراء بعد تجاوز الخامسة عشر، لكنها تستغرب بشدة أن بعض بنات المسلمين كن يزوجن في سن التاسعة مثلا. آخذين بالرقم كعمر، لا بالحالة كبلوغ. الآن فقط وبعد قرابة الألفي عام صارت المرأة ذات أهمية، وبدأت الصليبية في الاستغراب من زواج المسلمين بالصغيرات. بعد أن عانى الجنس الأنثوي من الظلم والقهر والتحقير وعلى أيد كهان الديانتين – اليهودية والصليبية - ولن أتوسع كثيرا في شرح ضيق الأفق هذا، لكني سأذكر القارئ فقط ، إلى أن أشهر ملوك ومشاهير أوروبا وحتى وقت قريب، كانوا ينكحون صغيرات السن بناء على مقياس البلوغ وحتى وهم في سن الشيخوخة. كل ما في الأمر، أن معظم مثقفي الغرب، يقيسون الأمور حسب حالات فردية خاصة ربما بهم وداخل دائرة محددة، وقلما يعقدون مقارنات واسعة لعدة شرائح متعددة ولأزمنة مختلفة. هؤلاء أكتفي بأن أعتبر كلامهم غير موثق ولا مبني على دراسة كافية تستحق الاهتمام بها.
في الوقت الذي تثبت فيه الكنيسة وأمة يسوع المصلوب، أن الارتباط بالمرأة أمر مخجل، وتتبرأ منه في قدواتهم ابتداء من يسوع نفسه، ومرورا بغالبية بطاركة وباباوات المذاهب المختلفة. يضع رسول الحق نفسه مثالا لأشكال الزواج المباحة كلها . فهو يتزوج من هي أكبر منه بخمسة عشر عاما، وتنجب له، ولا يتزوج بغيرها حتى تموت، وتترك له أربعة بنات يتيمات. ثم يتزوج أخرى في سن اليأس، وكان بالمناسبة قادرا على اتخاذ مربية لبناته بأجر بسيط عوضا عن ذلك. ثم يتزوج من فقدت زوجها ليكون مثالا للمسلمين في زواج الأرامل مهما بلغ سنهن ولا نتبع اليهود في جحد الأرملة وتحويلها لقطعة أثاث، ولا تتحول شريحة كبيرة من المجتمع الإسلامي إلى شيء لم ينزل الله به من سلطان. ثم يتزوج بمطلقة ربيبه، ليحرم التبني، وأن المسلم يربي اليتيم لكن لا ينسب له ولا يعتبر والده، محرم عليه ما هو محرم على الأب تجاه محارم ابنه. ثم يتزوج بالسبية، ويقدم لها مهرا كالحرة يتناسب مع مكانتها عند أهلها. ويتزوج من تهب نفسها له، وأيضا يقدم لها مهرها مثلها مثل جميع زوجاته، فيبيح وبصورة واضحة وللمرة الثانية، أن المرأة في الإسلام تملك حق الخطبة لنفسها. بعكس ما يصوره الغرب من أننا مسلوبات الإرادة نباع ونشترى، وأن الإسلام قيدنا بقيود تسحق كرامتنا كنساء. ولا أدري بأي وجه يتحدثون عن المرأة في الإسلام ودينهم ساوى بينها وبين الحيوان، بل الحيوان أفضل مكانة من المرأة في كتابهم المقدس بعهديه.
ثم يتزوج الصغيرة، التي يعلم من أوحى له بزواجها، أنها ستعيش أكثر من أربعين سنة بعده. سيدة من سيدات هذه الأمة، أثبت رسولنا، ورسولنا فقط، للبشرية كاملة أن من تلته في تعليم الناس أحكام هذا الدين خاصها وعامها امرأة، هي أعظم رواة الحديث وأهم وأبرز علماء الإسلام، أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها. يكفيها نقاء سريرة وصدق مع الذات أنها قالت: "كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله" ذلك الذي وصف بأنه شيخ مسن تزوج بطفلة، حسنا تلك الطفلة التي توفى عنها وهي الثامنة عشر كانت تعشقه وتغار عليه، حتى من زوجته المتوفاة السيدة خديجة. يكفي أنه لا يحتقر النساء فلا يرى أنه ينجس نفسه بالزواج بهن، علاوة طبعا على أن من عاش من ذريته كلهن بنات، ومن نسل البنات كانت ذرية رسول الله. ونحن على عكس اليهود والنصارى، ممن يرون عدم إنجاب ذكور للرجل يدل على انقطاع نسله واسمه في الدنيا. هذه في حد ذاتها تكريم عظيم للمرأة لكن مستوى التفكير البابوي منخفض لتحت الصفر، ربما بسبب برودة الجو، خذ كأسا أيها البابا لتشعر بالدفء فيزول الجليد عن عقلك.
تزوج رسولنا عددا من النساء نعم، وحسب الشرع لم يخالفه، ورسولنا رجل كامل لا هو خصي ولا ضعيف ولا ناقص. وأعداؤه الذين يقدحون في زواجه عدة مرات، لا يرون أن كل الأنبياء من قبله فعلوا ذلك، ولا يرون أن سليمان الذي يشارك العالم الصليبي كله اليهود لبناء هيكله، قد تزوج عددا لا يحصى من النساء، حتى أنهم لا يذكرون ذلك بكلمة ( تزوج) بل يقولون حرفيا (وأحب الملك سليمان سيدات أجنبيات كثيرات) (1) وأحبَ المَلِكُ سُليمانُ فَضلاً عَنِ اَبنَةِ فِرعَونَ نِساءً غريباتٍ مِنَ الموآبيِّينَ والعَمُّونيِّينَ والأدوميِّينَ والصَّيدونيِّينَ والحِثِّيِّينَ (2) ومِنَ الأُمَمِ التي عناها الرّبُّ في قولِهِ لِبَني إِسرائيلَ: «لا تختَلِطوا بِهِم، ولا يختَلِطوا بِكُم. فهُم يَميلونَ بِقُلوبِكُم إلى آلِهتِهِم». فتَعَلَّقَ بِهِنَّ سُليمانُ حُبُا. (3) وكانَ لَه سَبْعُ مئةِ زَوجةٍ مِنَ الأميراتِ وثَلاثُ مئةِ جاريةٍ، فأزاغَت نِساؤُهُ قلبَهُ.11سفر الملوك الأول.
• فهل نبذ اليهود ملة سليمان؟
• أم المطلوب منا أن نتبع الصليبيين كالإمعات في كل شيء؟
• حسنا إذا اتبعوهم حتى في تحقير المرأة أيها المسلمون حتى يرضون عنكم أو بعبارة أصح عنكن.

أمر الزواج في الإسلام لا ينتهي عند هذه الناحية منه كاقتداء ومثل عليا. فالزواج في الإسلام يتضمن زوايا كثيرة ومختلفة تحفظ في المقام الأول مكانة المرأة وتعزها، فلا يكون الزنا بأي وجهة وشكل أبدا لا أسهل، ولا أفضل، ولا حتى أسرع. فمن ناحية اتفاق الطرفين، أو الميل لشخص محدد يتمنى الفرد مثلا الاقتران به، نجد أن رسول الله كان القدوة الأولى في ذلك، فقد تزوج هو نفسه أول زيجاته، بناء على ميل أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها له وبغير امتهان أو تذلل أو تغاض لمكانتها. ورسولنا لم يستحل من المحرمات شيئا قبل الإسلام، لم يكن فحاشا ولا كذابا ولا سكيرا ولا زانيا، ودين الإسلام لم يحرم أبدا الحب والميل وتتويج ذلك بالزواج. كذلك كان أمر ابنته زينب رضي الله عنها تزوجت من مالت له، وبارك عليه الصلاة والسلام ذلك الزواج، ورفع من شأن ما يخصها رضي الله عنها من إحساس الحب مرتين. وكذلك كان زواج سفير الإسلام الأول الشهيد مصعب ابن عمير رضي الله عنه بسكينة بنت جحش ابنة عمة الرسول، والتي جاءها نبأ استشهاده وهي حبلى، فبكت حبها ويتم وليدها.

وليس أعظم من مثال لرحمة الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث مغيث وبريرة. فهو مثال لأمور ثلاث، 1 - أن رحمته لا نظير لها 2 - أنه يلغي الفوارق بين الأحرار والعبيد 3- أنه رغم ذلك لا يجبر امرأة على الزواج بمن لا تريد. " عن العباس رضي الله عنه قال: أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عباس ألا تعجب من حب مغيث ببريرة، ومن بغض بريرة مغيثا؟) فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: لو راجعتيه. فقالت: يا رسول الله أتأمرني؟ قال: إنما أنا شافع، قالت: لا حاجة لي فيه" رواه البخاري.

قصص الحب في الإسلام كثيرة جدا، ومؤثرة أيضا، ولن يسعها بحثي هذا. فنحن سكان الجزيرة العربية من أكثر الأمم عطفا وتأثرا، إن لم نكن أكثرهم على الإطلاق. يكفي أن أعظم قصة حب حقيقية في التاريخ كان منبعها قلب جزيرة العرب – قيس ابن الملوح وليلى العمرية – وهي أيضا من القصص التي حدثت بعد الدعوة الإسلامية، وكان بطلاها مسلمان. لكن الشاهد هنا هو أن رسولنا رسول الرحمة، كان من رحمته عليه الصلاة والسلام، أنه اهتم حتى بالمتحابين، وعمل ومن خلفوه حكم المسلمين، على مساعدة المتحابين في أن يتوجوا الحب بالزواج. فهو صلى الله عليه وسلم يقول: " لم يـُر للمتحابين مثل النكاح" رواه ابن ماجة.

ذلك كله لا يعني أن الزواج في الإسلام مبني فقط على الميل والحب، لأن الإسلام الذي جاء للبشر كافة، يراعي دوما كل الاختلافات والطبقات والعادات. فزواج التوافق مأخوذ به حتى يومنا هذا في كل بقاع الأرض، والذي بدأت بعض المؤسسات الاجتماعية الغربية تـُـرغب فيه، بعد بحثها عن الوسائل التي تجعل الزواج أطول عمرا، وتثبت فعلا رجاحة كفته في النجاح. فنجد أن الإسلام وضع لذلك مداخلا واسعة كثيرة، منها على سبيل المثال، الرؤية الشرعية، ولشعوب عرفت وأقرت غطاء الوجه للمرأة منذ عصور قديمة، وجدتها مثبتة في التوراة، فاليهود هم بدو الساميين، وغطاء الوجه عادة بدوية، لم يحرمها الإسلام إلا في الصلاة والحج أو العمرة، وحتى تحريمها من الدرجة الثانية حيث يكتمل الحج بذبح فداء نظير ذلك.
ونمضي في أمر الزواج والمتزوجين، فعقد الزواج لم يكن هو أهم ما في أمر الزواج، بل إكمال تلك المسيرة لتكوين أسرة إسلامية صالحة. فهذا القرآن يصفه بقوله تعالى: " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم- القرآن الكريم

على الرغم من أن الإسلام لم يتنافى مع ما هو من العادات والتقاليد علاوة على أنه من أسس تعاليم الزواج عند اليهود والنصارى من أمر طاعة الزوج، إلا أنه أضاف أمورا أخرى، تثبت مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات. فكما أن عليها طاعته فهو ملزم بكل ما تحتاجه من نفقات مختلفة، وهو ملزم بحميتها وصيانة عرضها، وهو ملزم بمعاشرتها وعدم النشوز عنها، وهو ملزم بالعدل بينها وبين زوجاته الأخريات لو كان له غيرها، وهو ملزم إلزام تام برعاية أبنائه ذكورا أو إناثا وبعدل في النفقة والحب. وهو ملزم بتوفير السكن ومحرم عليه تحريما غليظا معاشرتها إلا كما أحل الله. كما أنه محرم عليه هجرانها إلا في حال تأديبها وخوفا من نشوزها، كما لا يحل له السفر عنها لفترة حددها الفقهاء تجعلها في حل من رباط الزواج. وكثير كثير يقع على عاتق الزوج كله حدده الإسلام ولم تهمش أي من أمور الزوجات كما هو الحال عند النصارى.

وعلى النقيض من اليهودية والنصرانية، يضع الإسلام رمزا لبذل الرجل ما يؤكد له هو أولا أنه لا يأخذها ليضمها ويطعمها ويكسيها، وحتى لا يصبح الزواج مع تحليل التعدد لعبة في يد من لا يقدر قيمة المرأة. فوضع شرط المهر، يحدده وليها إن كانت قاصرا، وتحدده هي إن كانت ثيبا. وهو ليس بالضرورة مال أو ذهب، بل قد يكون في أي شكل يثبت للمرأة أنه يقدمه رغبة في العطاء لها. فكم من مسلمات تزوجن بآيات من القرآن أو حفظه كاملا. وفي صدر الإسلام وجدت أمثلة كثيرة لمهور بهيئة دخول في الإسلام، تعبيرا عن صدق وقوة الرغبة. المهم ألا نتغاضى وننسى أمر الله الواضح بأحقية العروس بمهرها، فلا هو لأبيها ولا أي من أفراد أسرتها، إلا أن تتنازل هي عن شيء من ذلك برغبتها، ولا يحق لها التنازل عن جزء كبير منه " وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً (4)النساء
أيضا الإسلام لا يلزم المرأة بخدمة الرجل في بيت الزوجية، وحسب المذاهب الأربعة. ولذلك اختلافات في المقاييس حسب حالة الزوجين المادية، وهي إذ تتنازل عن ذلك الحق، تستحق منه اعترافا بالجميل لصبرها على عدم قدرته، لكنها تظل تحت حكم الشرع غير ملزمة بالخدمة في بيتها، إلا أن يفرض لها أجرا نظير ذلك لو أرادت. وفي أمر الرضاع، لا تعتبر المطلقة ملزمة بإرضاع أطفاله، ولها كل الحق في المطالبة بأجر لذلك. وفي الزينة يتوجب على الزوج التزين والتعطر لها، وإزالة أي أمر قد تكرهه منه، كما يتوجب عليها هي أيضا ذلك. كما لا يحق للرجل الدخول لبيته ليلا في حال العودة من سفر أو جهاد، فالإسلام هنا يحفظ للمرأة خصوصية أن قد تكون غير مستعدة بالطعام أو الزينة، أو مرهقة من متابعة الأبناء طوال النهار، أو أي أمر آخر، كوجود أختها أو أمها عندها لتسلية وحدتها لغياب زوجها. المهم أن الإسلام كره دخول الرجل بيته ليلا بعد غياب. لكل ما سبق أدلة من السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين، لا مجال هنا لجمع كل تلك الأدلة، وعلى من يريد التوسع البحث.

ولننظر مرة أخرى في أمر التعدد الذي أزعجنا به كل من يبحث عما يظنه أخطاء وهفوات يريد بها فقط الطعن في الإسلام. أولا التعدد أمر وجد قبل الإسلام، الإسلام فقط هو الذي حدد للرجل أربع نساء بعد أن كان يتزوج دون عدد محدد، كما أنه الوحيد الذي حدده بواحدة في حال عدم القدرة على العدل ومن خلال نص قرآني لا يوجد له مثيل في الكتاب المقدس الذي يعتبر متبعوه التعدد جريمة ولا يملكون ما يحدد ذلك بواحدة في أي من عهديه. الإسلام أيضا لا يحرم أمرا أقره لنبي الله ورسوله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ولا أعلم كيف يحرم النصارى التعدد وقد أقر لهم المسيح بالأخذ بأوامر الأنبياء قبله. ومن سيدنا إبراهيم كان التعدد مباحا عند اليهود، أما النصارى فعدم الزواج هو الأصل من الأساس، مع التجاهل للأهمية القصوى للتعدد. وفي صدر الإسلام والفتوحات، كانت النساء تخطبن لأزواجهن ممن لم يكتب لهم الشهادة، وذلك لحفظ الأرامل واليتامى. حيث أن التكافل الاجتماعي هو أبرز ما وجد في الإسلام، والأسرة المسلمة تهتم بالجار وصلة الأرحام وتكون المدينة أو القرية كلها كأسرة واحدة. لكن الإسلام رغم ذلك وضع قيودا للتعدد، فحرم التلذذ ، وعدم العدل مع جميع الزوجات، في كل الأمور مادية كانت أو حسية، عدا المحبة حيث لا حكم للإنسان على قلبه. ومع التحليل وفي نفس الآية يضع التحريم في حال اختلال مقياس العدل. وأنا كامرأة، ومتزوجة وعايشت ثقافات الغرب، ورأيت قبح العلاقة الزوجية هناك؛ أرى أن يتزوج علي زوجي وأتخذ من زوجته أختا وصديقة هو بالتأكيد أفضل ألف مرة من أن يزني ويأتيني بأمراض وخبائث، يستحيل أن يتجنبها مهما وسع الغرب لذلك المنافذ والأشكال.

• هل الرجل اليهودي الأمريكي والأوروبي حاليا عندما يحرم عليه التعدد ويسكت عن ذلك، هل يعتبر يهوديا متدينا؟
• فإذا كان اليهود قد نبذوا تعاليم دينهم وتركوا معظمها، فلمن تقام هذه الدولة في فلسطين أرض العرب بكل الأدلة؟
• ولمن يقام هيكل سليمان؟
• السؤال الأهم هل حددت اليهودية أو الصليبية عدد الزوجات؟ لا لم تحدد.
• فهل حصرته بواحدة؟ لا لم تفعل، الإسلام فقط الذي حدد الاثنتين.

وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ (3)النساء- القرآن

الطلاق:

( 31 ) وَقِيلَ أَيْضاً: مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ، فَلْيُعْطِهَا وَثِيقَةَ طَلاَقٍ.(32) أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ لِغَيْرِ عِلَّةِ الزِّنَى، فَهُوَ يَجْعَلُهَا تَرْتَكِبُ الزِّنَى. وَمَنْ تَزَوَّجَ بِمُطَلَّقَةٍ، فَهُوَ يَرْتَكِبُ الزِّنَى . الإصحاح الخامس – إنجيل متى

وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَـقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكُيم (228) البقرة – القرآن الكريم
الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحق لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئا .... (229) البقرة – القرآن الكريم

أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى(6)الطلاق– القرآن

بعد أن أراحت النصرانية رأسها من كل مشاكل الطلاق بتحريمه، عادت فأحلته بعض المذاهب، فتاهت لأزمنة لوضع قوانين الأحوال الشخصية. ديننا لم يهضم حق الزوجين في الطلاق، وقرآننا مع كونه معجزة لغوية، وعلمية، فهو أيضا تشريع وتقنين لكل العلاقات الإنسانية. مع ملاحظة أنه تعامل مع النساء كبشر، لا كبهيمة كما هو الحال عند الديانتين. فوضع الإسلام للطلاق حدودا ومقاييسا ومحظورات. فلا يحق له إخراجها من بيتها حتى تتم عدتها، ويلزمه بالنفقة عليها بنفس المقدار الذي ينفق به على نفسه. كما يحلل لها المخالعة في حال أتضح لها أنه مثلا مريض، أو قاس، أو يقوم بأي أمر محرم، أو يضربها، أو يرتكب أي معصية شرعية كترك الصلاة مثلا، أو يتعاطي الخمر أو المخدرات. ولا يحق له استرجاع ما أعطاها من مهر. كما أن المرأة التي تطلق ثلاث مرات ولم تعد تحل له إلا بزواج غيره ثم الطلاق منه، هذه لها كل ما ألفت عليه في بيت زوجيتها، البيت والأثاث والأبناء مع النفقة والخدم إن وجدوا، ولا يحق له أن يخرجها من ذلك البيت، ولا أن يضايقها بإحضار امرأة أخرى فيه. بل تظل حياتها كما كانت قبل تطليقها لمرات ثلاث.

بقيت نقطة مهمة، لم يبق خائب سواء مسلم أو غير مسلم إلا ورددها على مسامعنا، وهي أن هناك آية في القرآن تحلل ضرب الزوجات. وعلى الرغم من أن ذلك الضرب أحكم بشكل لا ضرر فيه، إلا أن الآية الكريمة نصت وبوضوح أن الأمر يخص المرآة التي يخشى من نشوزها، أي رفضها للمعاشرة الزوجية، مع الأخذ بعين الاعتبار كل ما سبق من حقوق على الزوج أن يستوفيها قبل أن يفكر مجرد التفكير في مسألة الضرب. لكن ما طرأ على الأحكام الشرعية من فقهاء ما بعد وخلال العهد العثماني كان الغرض الرئيسي منه هو تشويه الإسلام، وكل متمسك به لا يخدم سوى أعداء الإسلام بغباء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب صليب الدمار - الجزء السابع/ للكاتبة ليلى الهاشمي - بواسطة لؤي محمود ابوعمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بـــــــــحـــــــر الأمــــــــــــــــــــل :: نــســائــم ا لإ ســــلام-
انتقل الى: