لوثة السيف : -
من عظم الغباء والتخلف أن تصدر ممن ينظر له طائفة كبيرة من الناس – مهما كانت درجة تفكيرهم – على أنه مثقف ورجل علم، بل ووسيط عن الرب يبرئهم من خطاياهم ويتقربون لربهم من خلاله، ويمثل أعظم شخصية دينية لديهم؛ أن تصدر من هذا الكائن العجيب، أو السوبر مان، آراءً مبنية على عدم تعمق أو دراسة. من خلال كتب القوم المنتقدين نفسها، لا من خلال أساطير كتبها من هم على شاكلته من الغباء والتخلف العقلي وضحالة الثقافة وتأليف التاريخ وتشويهه.
والكنيسة الكاثوليكية إذ تفعل ذلك - تشويه سيرة سيدنا محمد - وعن قصد وتعمد، برغم أطنان الكتب والمخطوطات المثبتة عن سيد البشر أجمعين محمد رسول الله وخاتم النبيين، والتي تفوق في ثبوتيتها ثبوتية أناجيل الصليبيين الأربعة. وليست الكاثوليكية بغافلة عن ذلك ولا لديها دليل تشكيك واحد مقنع له. فالكنيسة إذ تفعل ذلك وتضلل الناس بهرطقات عبيطة عن رسول الحق، ومن خلال كتبها الكنيسية التي تعلمها للناس، تفعله بناء على خوفها وعدم قدرتها على قول الحق للناس، ثم تركهم لعقولهم يختارون بها ما يرونه نافعا لهم. وهنا دليل عظيم وجلي وساطع سطوع الشمس أن تلك الكنيسة لا تخضع لحكم العقل، بل وأكثر من ذلك فهي جبانة تعتمد على الطعن في الظهر ولا تقوى المواجهة، وتخشى إن قالت الحق- ومن خلال ما تدرسه لطلابها- أن يتركوا الكنيسة ويكفرون بها ويعتنقون الإسلام المبني كلية على العقل، والإعجاز العقلي، واللغوي وآيات الله في الكون، والأدلة التي لا يزال العلماء يكتشفونها حتى يومنا هذا. بخلاف سير يسوع بين المدن للتطبيب وحل أزمات وقتية لن تستفيد منها الأجيال التي ستعقب يسوع، بغية إقناع الموجودين في تلك الحقبة بنبوءته أو حتى ربانيته.
أذعنت الكنيسة الكاثوليكية وعبر عصور طويلة مظلمة بسببها، في الكذب والتدليس خلال سردها لزوايا شخصية سيد البشر أجمعين محمد ابن عبد الله النبي الأمي، الذي لو طاف عباد الصليب بكل تاريخيهم بحثا عن نسب يرتقي ولو لجزء بسيط من عراقة نسبه، وفضائل تشابه فضائل أخلاقه، لعادوا خائبين حتى ولو كان عن المسيح نفسه. وهذا الرأي أقوله ليس بناءً على التشويه الذي شوهوا به ربهم أو ابن ربهم أو روحه أو أي تصنيف آخر يتخبطون من خلاله كالعميان، ولا يعرفون لهم مستقرا؛ لم أقله بناء على ما جاء في كتبهم المقدسة والتي تجزع النفس عن تقبلها أو حتى فهمها، بل من خلال دراية وتأكد، جاءا من بحثي الطويل عن أنساب ذرية أبو الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام. فكذب وتدليس الكنيسة هذا ليس بالأمر الشاذ أو المستغرب، لأن عباد الصليب وأبناء عمومتهم اليهود، لم يتوفقوا من خلال كل كتبهم المقدسة، في تصوير لا رب، ولا نبي، ولا حتى ملك بصورة حيادية أو صادقة، أو حتى راقية.
بعد قرون طويلة من التشويه والكذب، أصدرت كاتدرائية الفاتيكان وثيقة المصالحة مع الإسلام، والتي اعترفت فيها أخيرا ببعض الذنوب التي اقترفها الصليب في حق الشعوب المسلمة من حدود الهند وحتى شواطئ المحيط الأطلسي. وبالطبع لم تقم أي دولة من دول الظلم الأوروبية بفعل أي شيء، ولم تقدم أي تعويض للشعوب التي قهرتها باسم الصليب وأبادت منها كل ما هو طيب، وهدمت وشوهت واغتصبت، ثم تخلت عن جرائمها بإعلانها العلمانية قبل تلك الوثيقة بأزمان، أي أنها قد أخلت مسؤوليتها من جرائم الصليب. فوق ذلك أعلنت أن المسلمون والصليبيون يعبدون ربا واحدا، ووفدي المسلمين من السعودية ومصر وافقوا ببلاهة على هذا الخطأ الجديد المرتكب في حق ديننا.
لا والله ربنا وربهم ليسا واحدا، ربنا لا يهبط للأرض ليكفر عن ذنوب البشر، ثم يصلب بإذعان وذل وضعف متناه، ربنا لا ينزل كتبا مشوهة مليئة بالأخطاء الوثائقية والعلمية، ولا يهرطق بأكاذيب حول تكوين الأرض وأنساب الأنبياء، ولا يظلم البشرية بأحكام دكتاتورية لا تدل على أبسط قدر من الرحمة، ولا يحث على استعباد البشر بعضهم لبعض، فيقول أن ذلك سيحررهم من ذنوبهم وأنه يحل العفو لا على المستعبد المعذب بل على من قام باستعباده وتعذيبه. ولا يظلم النساء بما جاء في التوراة من ظلم قاهر، ولا يهمش وجودها أصلا كما فعل الإنجيل بكل اختلافاته وطبعاته المنبوذة منها وحتى المحسنة. ونحن المسلمون لا نعبد ربا ونغير في كتابه المنزل كل فترة، ولا نشوه ربنا ونطلق عليه المسميات المذلة كالصلب وإراقة الدم.
ولن أستغرب الفعلة بالتأكيد فكلهم ثمرة زنا وحسب ما جاء في كتبهم المقدسة، والمحسنة. وكيف بالله بأبناء الزنا أن يكونوا على أبسط قدر من الصدق أو حتى الإنسانية، وقد زرع الشيطان في أجسادهم بذرة الضلال والدناءة، ليحاولوا بغباء أعظم أن يصوروا لأنفسهم قبل شعوبهم، أنهم شرفاء أنقياء بالترهب ونبذ العلاقة الإنسانية الشريفة بين المرأة والرجل. فالأمر إذا في الكنيسة الكاثوليكية واحد من صنفين، إما زنا أو عدم زنا (ترهب)، وليس في تحريم الزواج والطلاق تصوير أفضل لدي.
خرج على العالم بابا الفاتيكان إثر تلك اللوثة العقلية، الناتجة بالتأكيد عن عظيم الحرمان مما هو طبيعة آدمية وحيوانية وحتى نباتية، يهرطق بكلام لا يدل على أنه خاو للعقل فقط، بل جاهل بما هو منتظر منه كرجل دين يعتلي أعلى درجات العلم مستمدة من أعلى منصب ديني صليبي. ليقول عن رسول الرحمة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم:
" العقيدة المسيحية تقوم على المنطق، بينما الإرادة الإلهية في العقيدة الإسلامية لا تخضع لحكم العقل. ولذا انتشر الإسلام بالسيف لا بالاقتناع العقلي، والنبي محمد لم يأت إلا بما هو سيئ وغير إنساني"
فيبرهن عظم جهله ويؤكد على أن الصهيونية صارت تتحكم حتى بأعظم منصب صليبي، وقررت وضع من تريد به لتكمل مسيرتها الدموية، فاختارت جاهلا لا بالدين الإسلامي ولا تاريخ الأمم الأخرى فحسب، بل حتى بالإنجيل، والدين المسيحي نفسه الذي ورد في إصحاحه ما يثبت أنه دين معاد للسلام والحرية، وبث الخلاف بين أبناء الأسرة الواحدة. المشكلة أنه بعد أن قال عاد فكذب، مدعيا أنها زلة لسان، وكيف تكون زلة لسان وهو يكرر كلاما مثبتا في كتبهم؟ كيف تكون زلة لسان وكل ما يحدث منذ 2001 يثبت قيام حملتهم الصليبية التاسعة ضد الإسلام، والتي لن تقوم بدون موافقة ومباركة تلك الكنيسة؟
(34) لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُرْسِيَ سَلاَماً، بَلْ سَيْفاً(35) فَإِنِّي جِئْتُ لأَجْعَلَ الإِنْسَانَ عَلَى خِلاَفٍ مَعَ أَبِيهِ، وَالْبِنْتَ مَعَ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ مَعَ حَمَاتِهَا.(34) وَهَكَذَا يَصِيرُ أَعْدَاءَ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. 10- إنجيل متى
فَقَالَ(26) إِنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ مَنْ عِنْدَهُ يُعْطَى الْمَزِيدَ؛ وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ عِنْدَهُ، فَحَتَّى الَّذِي عِنْدَهُ يُنْتَزَعُ مِنْهُ.(27) وَأَمَّا أَعْدَائِي أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأَحْضِرُوهُمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي!» الإصحاح التاسع عشر- إنجيل لوقا
ليس هذا فحسب، بل أن الإنجيل بعهديه وردت فيه كلمة سيف 390 مرة في الترجمة العربية، و406 مرات في الترجمة الإنجليزية. الغريب جدا رغم زعم الكنيسة طوال 14 قرنا عن انتشار الإسلام بالسيف، أن كلمة سيف لم ترد في القرآن ولا مرة واحدة. الكذبة الأعظم كانت في تبرير الأمر من قبل البابا، حيث قال أنه كان يكرر مقتبسات من كتب العصور المظلمة. نعم بالتأكيد! وبالصدفة كان ذلك خلال إحياء حزن 11 سبتمبر، كما كان تجمع كل دول أوروبا للمشاركة في حملة بوش الصليبية التاسعة لحرب المسلمين، بنفس الشكل والأسلوب الذي تمت به سبعة من الحملات الصليبية ضد المسلمين.
فاة إلى بيته وإذا بابنته خارجة للقائه بدفوف ورقص وهي وحيدة لم يكن له ابن و لا ابنة غيرها(35) وكان لما رآهالباب الأول الفصل الرابع
الثلاثاء 19 أغسطس 2008 - 1:45