لأول الجزء الثالث والرابع من كتاب صليب الدمار
الباب السلالات :-
هل سألت نفسك يوما لماذا لا يستطيع أي كان الدخول في اليهودية؟
لماذا ترى أوروبا أن الصليبية دينهم على الرغم من كونها دين أتاهم من المشرق ككل دياناتهم الأخرى؟
هل سمعت عن الأسر الملكية الأوروبية التي تم اختيارها من الرب؟
لماذا أباد هتلر الملايين لأنهم ليسوا من الجنس الآري؟
لماذا لا يزال السود أو الأفارقة يعانون من عنصرية الرجل الأبيض؟
كلها بسبب العنصرية العرقية. المضحك في الأمر أن كل هؤلاء لا يستطيعون إثبات نقاء سلالاتهم وأعراقهم، ولا شخص واحد منهم يستطيع إثبات أن الرجل الذي يقول له دادي هو والده بالفعل. تاريخ وأدب أوروبا وأمريكا وروسيا يحفل بملايين القصص عن ذلك، ولكن لم البحث هناك لنلق نظرة على الكتاب المقدس:
وكان في ذلك الوقت يهوذا انفرد عن إخوته فنزل برجل عدلامي يقال له حيرة(1) ورأى يهوذا هناك بنت رجل كنعاني اسمه شوع فتزوجها ودخل بها(2) فحملت وولدت ابنا فسماه عيرا(3) ثم حملت أيضا وولدت فسمته أونان(4) وعادت أيضا فولدت ابنا وسمته شيلة وكان في كازيب حين ولدته(5) واتخذ يهوذا زوجة لعير بكرا اسمها ثامار(6) وكان بكر يهوذا شريرا في عيني الرب فأماته الرب(7) فقال يهوذا لاونان ادخل بامرأة أخيك فتزوجها وأقم نسلا لأخيك(8) وعلم أونان أن النسل لا يكون له فكان إذا دخل على امرأة أخيه أفسد على الأرض لئلا يجعل نسلا لأخيه(9) فقبح ما فعله في عيني الرب فأماته أيضا(10) أقيمي أرملة في بيت أبيك حتى يكبر شيلة ابني لأنه قال لعله يموت هو أيضا كأخويه فمضت ثامار وأقامت في بيت أبيها(11) ولما طالت المدة ماتت ابنة أشوع امرأة يهوذا وسلا يهوذا بعدها وصعد إلى جزاز غنمه في تمنة هو وحيرة صاحبه العدلامني (12) الآن وقد انتهى من إحدى نسائنا فقد انطلق مع صديقه الوفي ليسكر مع آخرين ربما سيجد أخرى لكي تصبح زوجة له انه سيجد نساء كثيرات في تمنة(13) فخلعت ثياب أرمالها وتغطت بالخمار وتنقبت وجلست في مآتي العينين على طريق تمنة إذ رأت شيلة قد كبر ولم تزوج به(14) فرآها يهوذا فحسبها بغيا لأنها كانت مغطية وجهها(15) فمال إليها إلى الطريق وقال هلم أدخل عليك لأنه لم يعلم أنها كنته فقالت وماذا تعطيني حتى تدخل علي(16) قال ابعث بجدي معز من الماشية فقالت اعطني رهنا إلى أن تبعث قال ما الرهن الذي أعطيكيه(17) قالت خاتمك وعمامتك وعصاك التي بيدك فأعطاها ودخل عليها فعلقت منه(18) ثم قامت فمضت ونزعت خمارها ولبست ثياب أرمالها(19) وبعث يهوذا بجدي معز مع صاحبه العدلامني ليفتك الرهن من يد المرأة فلم يجدها(20) فسأل أهل موضعها وقال أين البغي التي كانت عند العينين على الطريق قالوا ما كانت ههنا بغي(21) فرجع إلى يهوذا وقال لم أجدها وأهل الموضع أيضا قالوا ما كانت ههنا قط بغي(22) فقال يهوذا لتذهب بما عندها لئلا يلحقنا خزي فإني أرسلت الجدي وأنت لم تجدها(23) بعد مضي أشهر أخبر يهوذا وقيل له قد باغت ثامار كنتك وهاهي حامل من البغاء فقال يهوذا أخرجوها فتحرق(24) فبينما هي مخرجة بعثت إلى حميها فقالت من الرجل الذي هذه الأشياء له أنا حامل وقالت أثبت لمن هذا الخاتم والعمامة والعصا(25) فأثبتها يهوذا وقال هي أبر مني لأني لم أزوجها لشيلة ابني ولم يعد أيضا يعرفها(26) . 38 سفر التكوين - التوراة
وولدت ثامار ولدين توأمين بيريز وزيرا ولاحظت التوراة أن بيريز كان سلف خط طويل من الأشخاص المبجلين ومن ضمنهم داوود وسليمان وهكذا فإن ثامار الشابة العنيدة التي مثلت دور العاهرة بغية إغراء حماها بالذات هي جدة الملوك والأنبياء ويسوع. ونعم النسب، لم نشوهكم تشوهون أنفسكم بكتبكم المقدسة.
(1) َذَا سِجِلُّ نَسَبِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ ابْنِ إِبْرَاهِيمَ(2)إِبْرَاهِيمُ أَنْجَبَ إِسْحقَ. وَإِسْحقُ أَنْجَبَ يَعْقُوبَ. وَيَعْقُوبُ أَنْجَبَ يَهُوذَا وَإِخْوَتَهُ.(3) وَيَهُوذَا أَنْجَبَ فَارِصَ وَزَارَحَ مِنْ ثَامَارَ. وَفَارِصُ أَنْجَبَ حَصْرُونَ. وَحَصْرُونُ أَنْجَبَ أَرَامَ.... (16) وَيَعْقُوبُ أَنْجَبَ يُوسُفَ رَجُلَ مَرْيَمَ الَّتِي وُلِدَ مِنْهَا يَسُوعُ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ.(17) فَجُمْلَةُ الأَجْيَالِ مِنْ إِبْرَاهِيمَ إِلَى دَاوُدَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً؛ وَمِنْ دَاوُدَ إِلَى السَّبْيِ الْبَابِلِيِّ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً؛ وَمِنَ السَّبْيِ الْبَابِلِيِّ إِلَى الْمَسِيحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جِيلاً. الإصحاح الأول – إنجيل متى
لم يطعن المسلمون في عيسى هم من شوهوه بهذه الطريقة، يعظمه الإسلام ويقول كلمة الله ومعجزته، فيؤكد الإنجيل أنه ابن يوسف. وأن مريم ليست بعذراء بل امرأة متزوجة، بل ويقول في مواضع أخرى أنه كان له أخوة. بل وأكثر من ذلك، كل الأنبياء كانوا ثمرة زنا بل يصورهم جميعا كزناة. لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم يقال لنا كتب مقدسة. كانت كتبا مقدسة ولم يثبت وجود أي من النسخ الأصلية لا للتوراة ولا للإنجيل.
(2) وَعِنْدَ الْفَجْرِ عَادَ إِلَى الْهَيْكَلِ، فَاجْتَمَعَ حَوْلَهُ جُمْهُورُ الشَّعْبِ، فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. (3)وَأَحْضَرَ إِلَيْهِ مُعَلِّمُو الشَّرِيعَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً ضُبِطَتْ تَزْنِي، وَأَوْقَفُوهَا فِي الْوَسَطِ، (4) وَقَالُوا لَهُ «يَامُعَلِّمُ، هَذِهِ الْمَرْأَةُ ضُبِطَتْ وَهِيَ تَزْنِي(5) وَقَدْ أَوْصَانَا مُوسَى فِي شَرِيعَتِهِ بِإِعْدَامِ أَمْثَالِهَا رَجْماً بِالْحِجَارَةِ، فَمَا قَوْلُكَ أَنْتَ؟» (6) سَأَلُوهُ ذَلِكَ لِكَيْ يُحْرِجُوهُ فَيَجِدُوا تُهْمَةً يُحَاكِمُونَهُ بِهَا. أَمَّا هُوَ فَانْحَنَى وَبَدَأَ يَكْتُبُ بِإِصْبَعِهِ عَلَى الأَرْضِ.(7)وَلكِنَّهُمْ أَلَحُّوا عَلَيْهِ بِالسُّؤَالِ، فَاعْتَدَلَ وَقَالَ لَهُمْ «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيئَةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» الإصحاح الثامن – إنجيل يوحنا
يخشى الرب من تهمة قد يحاكم بها فيتغاضى عن جريمة الزنا حماية لنفسه، مهزلة.
(31) وَقِيلَ أَيْضاً مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ، فَلْيُعْطِهَا وَثِيقَةَ طَلاَقٍ (32)أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ طَلَّقَ زَوْجَتَهُ لِغَيْر ِعِلَّةِ الزِّنَى، فَهُوَ يَجْعَلُهَا تَرْتَكِبُ الزِّنَى. وَمَنْ تَزَوَّجَ بِمُطَلَّقَةٍ، فَهُوَ يَرْتَكِبُ الزِّنَى. الإصحاح الخامس – إنجيل متى
الطلاق محرم والزنا "من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" مع أن الزنا محرم أيضا. ما الرسالة هنا إذاً؟ هل معناها أن الطلاق حرام، وبناء على عدم التشديد في عقاب الزاني فهو مكروه فقط؟ أهو ترميز لدفع الناس للزنا؟ بطبيعة الحال من زوجت لرجل كريه أو اكتشفت مثلا أنه لا يقوى على معاشرتها، أو لا ينجب مثلا، لن تجد سوى هذا الباب المفتوح لممارسة الرذيلة، بعد تحريم الطلاق. نحن في النهاية بشر ولسنا ملائكة، والجنس من عمق طبيعتنا الإنسانية. حتى الزهور في الحقل تتزاوج وتتكاثر، والحيوانات ترضي غرائزها، فضلنا نحن عنهم بالزواج، بالرباط المقدس، باحترام آدميتنا وحفظ أنسابنا من الحرام، وبذر الشر في أطفالنا بيد الشيطان. لكن واضح أن المسألة مختلفة ولا تقوم على منطق أو إدراك عقلي. وعلى الجانب الآخر، سنجد أن الكنيسة تتكفل بأبناء العلاقات المشبوهة، بل وتعلمهم وتجعل منهم في النهاية قديسين يتوسطون للناس عند الرب، ويقبلون توبتهم، فجدة الأنبياء في الثقافة الإنجيلية كانت بغي حملت من والد زوجها. قمة العقل والمنطق أيها البابا.
ما انفك الدين الإسلامي الذي يحارب همزات الشياطين بكل أشكالها ويحرم الزنا، والعلاقات الغير بريئة، ويحث على الزواج ويمهد له السبل. حتى أظهر العلماء كثيرا ما يترتب على فعل الفاحشة واختلاط العلاقات من عواقب صحية مؤذية. أما دين بابا الفاتيكان "جوزيف راتسينجر" فكان ولا يزال يروج ويحث على ارتكاب تلك الفاحشة المدمرة للصحة والمجتمع، منافيا للعقل والمنطق بكل ما تحمل الجملة من معنى. وكتبهم اللاهوتية مليئة بالأدلة، ويكفينا كدليل سكوته وتغاضيه ومن سبقه عما نشاهده ونقرأه ونسمع عنه في أدب الصليبيين واليهود في كل وسائل الإعلام. فما يزال الصليبيون - وعلى رأسهم أمريكا وزعيمها جورج بوش صاحب الحملة الصليبية التاسعة، الذي استمرت دولته في الترويج بكافة وسائلها الإعلامية للزنا- يصادقون ويتقلبون من فراش لآخر حتى يعلنون رغبتهم في الزواج، وقلما يفي الفرد منهم رجلا كان أو امرأة بقسم الزواج، فيستمر حتى الوفاة دون أن يقيم علاقات جنسية مختلفة. "ومن بلا خطيئة فليرمهم بحجر".
(9) وَلاَ تَدْعُوا أَحَداً عَلَى الأَرْضِ أَباً لَكُمْ: لأَنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، وَهُوَ الآبُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. الإصحاح الثالث والعشرون – إنجيل متى
حل للقضية، وتبرير منطقي - حسب منطقية بابا الفاتيكان ودينه - وحل للمعضلة، إذ لم يكن في ذلك الوقت تحليل للحمض النووي، والأنساب كلها مختلطة. ولا يجب أن نستغرب إذاً أن دول أوروبا وأمريكا وربما غيرها قد سمحت بأن يسمى الطفل لأمه. فإن لم يعرف له أم أيضاً، فستأخذه الكنيسة وتجعل القسيس أباه، ثم يصبح قسيسا وتسلمه أمر الناس يعفو عنهم ويبرئهم من خطاياهم. ثم يقولون وبوقاحة أنهم أبناء الرب وأنهم جنس مختلف وشعب مختار، أثبتوا أولا أنسابكم ثم أزعجوا العالم بجنسكم المميز المختار هذا. علما بأن جدتهم ثامار لا تنتمي هي وغيرها كثير من الشخصيات المميزة للجنس المختار المميز هذا.
عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم وخير الفريقين، ثم تخير القبائل فجعلني من خير القبيلة، ثم تخيرت البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا وخيرهم بيتا" رواه الترمذي- باب ما جاء في فضل النبي 2 \ 201
عن وائلة ابن الأسقع قال: قال رسول الله: "إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، وأصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" رواه الترمذي.
الملاحظة المهمة هنا، أن ذكر نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم ينزل كوحي في كتابنا المقدس القرآن، بل هو على هيئة أحاديث شريفة. ذلك أن أهمية الكتاب المقدس الذي جاء بالعلم والمعجزات والتوحيد، ليس مكانا للسيرة الذاتية للنبي. وهو فرق عظيم وجلي يوضح الفرق بين الوحي والتأليف، فهذا كتاب يعد نصفه سير ذاتية للأنبياء – التوراة – وآخر كله سيرة ذاتية لنسب وأعمال وتجول نبيه - الإنجيل -.
ليس بالأمر الغريب أبدا أن يؤثر حرمان النفس البشرية من ممارسة ما هو طبيعي، وحيوي، وعادي، على عقل ذلك المحروم باسم العقيدة. فكما هو مؤثر بالتأكيد على عقل الإنسان بعد تشويه وإمراض باقي أعضائه أن يمنع من التبول مثلا، يؤثر بالتأكيد حرمانه من ممارسة الجنس بدعوى التقرب من الرب على عقله، فتخرج لنا تلك البؤرة الضالة - الكنيسة - نماذج مختلفة من الغباء والعاهات العقلية. ومن يلم محروم من نعمة من نعم الله، تدركها النفس البشرية خلال سنواتها الأولى في الحياة، من أن يتصرف صاحبها برعونة أو يطلق أحكاما غبية، أو لا يكلف نفسه عناء البحث والدراسة قبل أن يتفوه لسانه القذر بما أوحى له عقله المريض الذي أثر عليه جسده المحروم، والذي فقد نشوة الحياة ظنا منه أنه يرضي ربه، الغني بالتأكيد عن تعذيب النفس، والمتعال عن أن يفكر بهذه الطريقة الشاذة. لكن ماذا نقول فدين يصدق متبعوه أن ربهم تحول لإنسان، يأكل ويتغوط بالتأكيد، ثم يصلب فداءً لهم، ويصرخ طلبا للعون لثلاثة أيام على الصليب، ثم صار يخرج بشكل ملاك، علينا أن نتغاضى عن خزعبلات قساوسته تماما كما يجب أن نتغاضى عن آراء وأوهام سكان المصحات العقلية. هنا أجدني أتساءل ألا يمكن أن يكون ربهم قد تحول لتيس مثلا، أو ثور، أو ثعبان، أو ذبابة، ليغفر ويكفر عن ذنوب هؤلاء أيضا؟
أليسوا مخلوقاته كما البشر وكل ما في الوجود؟
ربما ولم الاستغراب؟
كل شيء في عالم الصليب جائز ومحتمل.
الثلاثاء 19 أغسطس 2008 - 1:42