بـــــــــحـــــــر الأمــــــــــــــــــــل
السلام عليكم و رحمة الله
كـل عام و أنـتـم بـخـيـر
هذا الصندوق ليس للإزعاج بل هو للترحيب بكم
فإن كان يزعجكم اضغط على ( إخفاء ) ـ
و إن كان يهمكم أمر المنتدى فيسعدنا انضمامكم
بالضغط على ( التسجيل ) تظهر بيانات التسجيل البسيطة
و ننتظر مشاركتكم

يا ضيفنا.. لو جئتنا .. لوجدتنا *** نحن الضيوف .. و أنت رب المنزل ِ
كما نرجو الاحتفاظ برابط المنتدى التالى بالمفضلةfavorites

http://alamal.montadarabi.com
فإن أعجبك المنتدى فلا تتردد فى المشاركة
بـــــــــحـــــــر الأمــــــــــــــــــــل
السلام عليكم و رحمة الله
كـل عام و أنـتـم بـخـيـر
هذا الصندوق ليس للإزعاج بل هو للترحيب بكم
فإن كان يزعجكم اضغط على ( إخفاء ) ـ
و إن كان يهمكم أمر المنتدى فيسعدنا انضمامكم
بالضغط على ( التسجيل ) تظهر بيانات التسجيل البسيطة
و ننتظر مشاركتكم

يا ضيفنا.. لو جئتنا .. لوجدتنا *** نحن الضيوف .. و أنت رب المنزل ِ
كما نرجو الاحتفاظ برابط المنتدى التالى بالمفضلةfavorites

http://alamal.montadarabi.com
فإن أعجبك المنتدى فلا تتردد فى المشاركة
بـــــــــحـــــــر الأمــــــــــــــــــــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بـيـن الإبـحـار فـى الـثـقـافـة و حـب الله و رسـوله
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
هبة الله
نــائـبـة الـمـديـر سابقا
هبة الله


الساعة الآن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 2285
درجة النشاط : 6099
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
تعاليق : نائبة المدير سابقا

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام Empty
مُساهمةموضوع: معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام   معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام I_icon_minitimeالثلاثاء 1 أبريل 2008 - 2:51


معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 357801834

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 357801834

عندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبابع الأنصار بيعة العقبة الثانية. كان يجلس بين السبعين الذين يتكوّن منهم وفدهم، شاب مشرق الوجه، رائع النظرة، برّاق الثنايا.. يبهر الأبصار بهوئه وسمته. فاذا تحدّث ازدادت الأبصار انبهارا..!!

ذلك كان معاذ بن جبل رضي الله عنه..

هو اذن رجل من الأنصار، بايع يوم العقبة الثانية، فصار من السابقين الأولين.

ورجل له مثل اسبقيته، ومثل ايمانه ويقينه، لا يتخلف عن رسول الله في مشهد ولا في غزاة. وهكذا صنع معاذ..

على أن آلق مزاياه، وأعظم خصائصه، كان فقهه..
بلغ من الفقه والعلم المدى الذي جعله أهلا لقول الرسول عنه:

" أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل"..

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 357801834

وكان شبيه عمر بن الخطاب في استنارة عقله، وشجاعة ذكائه. سألأه الرسول حين وجهه الى اليمن:

" بما تقضي يا معاذ؟"

فأجابه قائلا: " بكتاب الله"..

قال الرسول: " فان لم تجد في كتاب الله"..؟

"أقضي بسنة رسوله"..

قال الرسول: " فان لم تجد في سنة رسوله"..؟

قال معاذ:" أجتهد رأيي، ولا آلوا"..

فتهلل وجه الرسول وقال:

" الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله".
فولاء معاذ لكتاب الله، ولسنة رسوله لا يحجب عقله عن متابعة رؤاه، ولا يحجب عن عقله تلك الحقائق الهائلة المتسرّة، التي تنتظر من يكتشفها ويواجهها.

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 357801834

ولعل هذه القدرة على الاجتهاد، والشجاعة في استعمال الذكاء والعقل، هما اللتان مكنتا معاذا من ثرائه الفقهي الذي فاق به أقرانه واخوانه، صار كما وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام " أعلم الناس بالحلال والحرام".

وان الروايات التاريخية لتصوره العقل المضيء الحازم الذي يحسن الفصل في الأمور..

فهذا عائذ الله بن عبدالله يحدثنا انه دخل المسجد يوما مع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في أول خلافة عمر..قال:

" فجلست مجلسا فيه بضع وثلاثون، كلهم يذكرون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحلقة شاب شديد الأدمة، حلو المنطق، وضيء، وهو أشبّ القوم سنا، فاذا اشتبه عليهم من الحديث شيء ردّوه اليه فأفتاهم، ولا يحدثهم الا حين يسألونه، ولما قضي مجلسهم دنوت منه وسالته: من أنت يا عبد الله؟ قال: أنا معاذ بن جبل".

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 357801834

وهذا أبو مسلم الخولاني يقول:

" دخلت مسجد حمص فاذا جماعة من الكهول يتوسطهم شاب برّاق الثنايا، صامت لا يتكلم.ز فاذا امترى القوم في شيء توجهوا اليه يسألونه.ز فقلت لجليس لي: من هذا..؟ قال: معاذ بن جبل.. فوقع في نفسي حبه".

وهذا شهر بن حوشب يقول:

" كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل، نظروا اليه هيبة له"..

ولقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يستثيره كثيرا..

وكان يقول في بض المواطن التي يستعين بها برأي معاذ وفقهه:

" لولا معاذ بن جبل لهلك عكر"..
ويبدو أن معاذ كان يمتلك عقلا أحسن تدريبه، ومنطقا آسرا مقنعا، ينساب في هدوء واحاطة..
فحيثما نلتقي به من خلال الروايات التاريخية عنه، نجده كما أسلفنا واسط العقد..

فهو دائما جالس والناس حوله.. وهو صموت، لا يتحدث الا على شوق الجالسين الى حديثه..

واذا اختلف الجالسون في أمر، أعادوه الى معاذ لبفصل فيه..

فاذا تكلم، كان كما وصفه أحد معاصريه:

" كأنما يخرج من فمه نور ولؤلؤ"..

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 357801834

ولقد بلغ كل هذه المنزلة في علمه، وفي اجلال المسلمين له، أيام الرسول وبعد مماته، وهو شاب.. فلقد مات معاذ في خلافة عمر ولم يجاوز من العمر ثلاثا وثلاثين سنة..!!

وكان معاذ سمح اليد، والنفس، والخلق..

فلا يسأل عن شيء الا أعطاه جزلان مغتبطا..ولقد ذهب جوده وسخاؤه بكل ماله.

ومات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعاذ باليمن منذ وجهه النبي اليها يعلم المسلمين ويفقههم في الدين..
وفي خلافة أبي بكر رجع معاذ من اليمن، وكان عمر قد علم أن معاذا أثرى.. فاقترح على الخليفة أبي بكر أن يشاطره ثروته وماله..!

ولم ينتظر عمر، بل نهض مسرعا الى دار معاذ وألقى عليه مقالته..

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 357801834

كان معاذ ظاهر الكف، طاهر الذمة، ولئن كان قد أثري، فانه لم يكتسب اثما، ولم يقترف شبهة، ومن ثم فقد رفض عرض عمر، وناقشه رأيه..

وتركه عمر وانصرف..

وفي الغداة، كان معاذ يطوي الأرض حثيثا شطر دار عمر..

ولا يكاد يلقاه.. حتى يعنقه ودموعه تسبق كلماته وتقول:

" لقد رأيت الليلة في منامي أني أخوض حومة ماء، أخشى على نفسي الغرق.. حتى جئت وخلصتني يا عمر"..

وذهبا معا الى أبي بكر.. وطلب اليه معاذ أن يشاطره ماله، فقال أبو بكر:" لا آخذ منك شيئا"..

فنظر عمر الى معاذ وقال:" الآن حلّ وطاب"..

ما كان أبو بكر الورع ليترك لمعاذ درهما واحدا، لو علم أنه أخذه بغير حق..

وما كان عمر متجنيا على معاذ بتهمة أو ظن..

وانما هو عصر المثل كان يزخر بقوم يتسابقون الى ذرى الكمال الميسور، فمنهم الطائر المحلق، ومنهم المهرول، ومنهم المقتصد.. ولكنهم جميعا في قافلة الخير سائرون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسكوتة
مشرفة أقسام حوا و آدم
بسكوتة


الساعة الآن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 219
درجة النشاط : 6169
تاريخ التسجيل : 13/04/2008

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام Empty
مُساهمةموضوع: رد: معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام   معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام I_icon_minitimeالسبت 3 مايو 2008 - 21:22

رضي الله عنه وأرضاه

جزاكِ الله خيراً حبيبتي هبة

جعلهُ الله فى ميزان حسناتك إن شاء رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة الله
نــائـبـة الـمـديـر سابقا
هبة الله


الساعة الآن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 2285
درجة النشاط : 6099
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
تعاليق : نائبة المدير سابقا

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام Empty
مُساهمةموضوع: رد: معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام   معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام I_icon_minitimeالسبت 3 مايو 2008 - 23:28

بسكوتة كتب:
رضي الله عنه وأرضاه

جزاكِ الله خيراً حبيبتي هبة

جعلهُ الله فى ميزان حسناتك إن شاء رب العالمين

السلام عليكم

اهلا بعودته عزيزتي بسكوتة

ونسال الله ان يجعل العمل في ميزان حسنات الجميع

تقبلي ارق التحايا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس أبو غريب
مبحر فعال
مبحر فعال
فارس أبو غريب


الساعة الآن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 175
درجة النشاط : 5903
تاريخ التسجيل : 29/12/2008
العمر : 35

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام Empty
مُساهمةموضوع: اليوم حبيت انقل لكم سيرة صحابي والله العظيم اعجبت به وبشبابه وسيرته الا وهو الصحابي الجليل((معاذ بن جبل))رضي الله عنه .........   معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام I_icon_minitimeالخميس 26 فبراير 2009 - 22:05

السلام عليكم
معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 857950
هناك أمر عجيب جدا أن هذا الصحابي الكبير مع مابلغ من العلم والفقه والفتيا إلا أنه توفي ولم يبلغ من العمر أربعة وثلاثين عاماً فانظروا يا رعاكم الله ماذا قدم للأمة من علم وكم نقل لها من حديث وأثر ، وكم فقه وكم علم وكم أدب وكم أفتى ، فماذا قدمنا لديننا ، بل ماذا قدمنا لأنفسنا لنرضي ربنا ..
فإليكم طرفاً يسيراً من سيرته رضي الله عنه قيل في المشهور من كلام العرب ( ليس الشأن أن تُحِب ولكن الشأن أن تُحَب ) ، وهذا الكلام يُقال خاصة إذا كان المحب لك أجل منك وأعظم قدراً ، وهذا هو ما حصل وما كان ، فالذي أظهر الحب هو اجل قدراً وأعظم شأناً من المحبوب ،
كيف وإن قلت لكم أن هذا المحب – من أظهر الحب – هو إمام المرسلين وخاتم النبين ورسول رب العالمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بل ويقسم صلى الله عليه وسلم على حبه لهذا الرجل .. كأن نفوسكم تاقت – وحُق لها – أن تعرف الرجل الذي أقسم النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحبه ..
إذن اسمعوا اخرج الإمام الحاكم في مستدركه بسنده عن الصنابحي عن معاذ بن جبل أنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيدي يوما ثم قال يا معاذ والله إني لأحبك فقال معاذ بأبي وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا والله أحبك فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك قال وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى الصنابحي أبا عبد الرحمن الحبلى وأوصى أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم ،
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، والحديث رواه أبو داود والنسائي . إذن ففارسنا هو معاذ بن جبل رضي الله عنه ،
فمن هو معاذ ، وما هي سيرته ، وكيف وصل إلى مثل هذه المنزلة العلية ، ويكفي أن نقول تعريفاً بمعاذ رضي الله عنه ، أنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . اسمه معاذ بن جبل بن عمرو السيد الإمام أبو عبد الرحمن الأنصاري الخزرجي المدني البدري .
لإسلامه قصة طريفة عجيبة ، فقد كان عبد الله بن رواحة رضي الله عنه أخاً له في الجاهلية وكان لمعاذ بن جبل صنم فأتى عبد الله منزل معاذ ومعاذ غائب ففلذ صنمه فلذاً – أي قطعه تقطيعاً - فلما رجع معاذ وجد امرأته تبكي فقال ما وراءك فأخبرته بصنيع ابن رواحة بإلهه فتفكر معاذ في نفسه وقال لو كان عند هذا طائل لامتنع – لو كانت عنده القدرة لدافع هذا الإله المزعوم عن نفسه - ثم جاء إلى عبد الله بن رواحة وقال انطلق بنا إلى رسول الله فانطلق به فأسلم .

رضي الله عنك ياعبد الله بن رواحة ورضي الله عنك يامعاذ ، عقل وحكمة بعد توفيق الله وهدايته قادته إلى الهدى والنور والحق واليقين ، وهكذا ياأُخي يارعاك الله تدبر في جميع شؤونك وأحوالك ، هل أنت على الحق والهدى ، على أنت على الطريق المستقيم ، هل تحتاج حياتك إلى مراجعة أو مراجعات قف مع نفسك وقفة بل وقفات وخاطبها على أعمالي هل أقوالي تقودني إلى الجنة ، هل هي خالصة لله عز وجل .. .
أما معاذ بن جبل فقد اتضح له الحق لما وقف تلك الوقفة الصادقة فلو كان الذي يعبده يُغني عن نفسه شيئاً قد يكفي غيره كيف والحال أن إلهه المزعوم قد قُطع قطعاً ...
ففاق معاذ رضي الله عنه من سباته وانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موحداً ومسلماً . وهناك لازم النبي صلى الله عليه وسلم وتعلم منه وتفقه على يديه ، فقرأ القرآن وأقرأه ، حتى أصبح من أعلم الأمة بالحلال والحرام ، ذكر الإمام الذهبي في سيره بسنده : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استخلف عليها عتاب بن أسيد يصلي بهم وخلف معاذا يقرئهم ويفقههم . وخطب عمر رضي الله عنه الناس بالجابية فقال من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل ، بل ثبت أنه يُفتي الناس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليفقه اهل اليمن بدينهم ، فنفع الله به نفعاً كثيراً ، ردفه النبي صلى الله عليه وسلم على حماره وعلمه جملة من العلوم وفي ذلك مكانة ظاهرة لمعاذ في اختصاصه رضي الله عنه .
كان معاذ رضي الله عنه عابداً صالحاً قانتاً لله ، فقد كان أصحابه رضوان الله عليهم ينعتنونه بما نُعت به إبراهيم عليه السلام بأنه كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين . وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، انطلق معاذ رضي الله عنه يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فاستقر به الأمر في بلاد الشام وتحديداً في دمشق ، يسبق قوله فعله ، وعمله علمه ،
أخرج الإمام أحمد وغيره : عن أبي إدريس الخولاني التابعي الكبير رحمه الله قال دخلت مسجد دمشق الشام فإذا أنا بفتى براق الثنايا وإذا الناس حوله إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل فلما كان الغد هجرت – أي بكرت - فوجدت قد سبقني بالهجير وقال إسحاق بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى إذا قضى صلاته جئته من قبل وجهه فسلمت عليه فقلت له والله إنى لأحبك لله عز وجل فقال آلله فقلت آلله فقال آلله فقلت آلله فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه وقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عز وجل وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين في .
لقد كان هذا الإمام العظيم والعالم الكبير رضي الله عنه يتمثل الحكمة في قوله وفعله ، وإليكم معاشر المسلمين قطوفاً دانية من كلامه رضي الله عنه تكون لنا اضاءات منيرة في طريقنا إلى الله ، فهي وصايا خرجت من طالب نجيب تربى في مدرسة النبوة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ،
أولها وصيته رضي الله عنه لإبنه – وأهمس هنا في أذن كل أب أبناؤك رعيتك كما حرصت على دنياهم فاحرص وفقك الله على دينهم – وصى معاذ بن جبل رضي الله عنه ابنه : يا بني إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع لا تظن انك تعود إليها أبدا واعلم يا بني إن المؤمن يموت بين حسنتين حسنة قدمها وحسنة أخرها . إنها وصية المشفق على ولده الذي له خيري الدنيا والآخرة ، يعلم معاذ رضي الله عنه أن الصلاة عمود الدين وأساسه وإذا صلحت صلح العمل كله فيصف لولده العلاج الناجع للصلاة الخاشعة فعندما يصلي صلاة يتوقع أنه لن يصلي بعدها لإن الموت سبقه عن الصلاة الأخرى فستكون صلاته خاشعة خاضعة لله عز وجل .
أتى رجل إلى معاذ رضي الله عنه وطلب منه أن يوصيه وقال: علمني فقال معاذ رضي الله عنه : وهل أنت مطيعي قال إني على طاعتك لحريص قال صم وافطر وصل ونم واكتسب ولا تأثم ولا تموتن إلا وأنت مسلم وإياك ودعوة المظلوم . إنه المنهج الوسط الذي تعلمه من رسوله صلى الله عليه وسلم ، منهج متوازن يراعي حاجات الجسد والعقل .
ثم اسمعوا إلى معاذ رضي الله عنه وهو يقدم لكم هدية عظيمة جميلة يقول رضي الله عنه : ما من شيء انجى لابن ادم من عذاب الله من ذكر الله قالوا ولا السيف في سبيل الله ثلاث مرات – يعنون الجهاد في سبيل الله - قال ولا أن يضرب بسيفه في سبيل الله عز وجل حتى ينقطع .
وكأنه رضي الله عنه ينقل لأصحابه رحمهم الله حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي جاء في نفس هذا المعنى ، فقد أخرج الترمذي وابن ماجة بسند صحيح سنن ابن ماجه : عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأرضاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا وماذاك يا رسول الله قال ذكر الله .
معاذ بن جبل رضي الله عنه حاز على مناقب كبرى هي تاج للعلماء والفقهاء والمفتين ، رفعته الصحبة ورفعه العلم ورفعه العمل ورفعه القرآن ورفعته السنة ، جاء في كتاب الزهد للإمام أحمد أن معاذ رضي الله عنه لما حضرته الوفاة كانت من جملة ما قال : اللهم إني قد كنت أخافك فانا اليوم أرجوك اللهم إن كنت تعلم انى لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار ولا لغرس الشجر ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر .
عن الحارث بن عميرة قال : إني لجالس عند معاذ وهو يموت وهو يغمى عليه ويفيق فقال اخنق خنقك – يخاطب ربه جل جلاله - فوعزتك إني لأحبك . قال سعيد بن المسيب رحمه الله قال : قبض معاذ وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة . رضي الله عنه معاذ بن جبل وعن أصحاب معاذ رضي الله عنهم جميعاً وصل الله وسلم على من علمهم ودلهم .... .

آرجـوا انني افـدتكم بهذه السيره

][سبحانك اللهم وبحمدك لاإله إلا انت سبحانك استغفر وأتوب إليك ][
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس أبو غريب
مبحر فعال
مبحر فعال
فارس أبو غريب


الساعة الآن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 175
درجة النشاط : 5903
تاريخ التسجيل : 29/12/2008
العمر : 35

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام Empty
مُساهمةموضوع: الصحابي الجليل معاذ رضي الله عنه وارضاه   معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام I_icon_minitimeالخميس 26 فبراير 2009 - 22:20

بسم الله الرحمن الرح عندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يبابع الأنصار بيعة العقبة الثانية. كان يجلس بين السبعين الذين يتكوّن منهم وفدهم، شاب مشرق الوجه، رائع النظرة، برّاق الثنايا.. يبهر الأبصار بهوئه وسمته. فاذا تحدّث ازدادت الأبصار انبهارا..!!

ذلك كان معاذ بن جبل رضي الله عنه..

هو اذن رجل من الأنصار، بايع يوم العقبة الثانية، فصار من السابقين الأولين.

ورجل له مثل اسبقيته، ومثل ايمانه ويقينه، لا يتخلف عن رسول الله في مشهد ولا في غزاة. وهكذا صنع معاذ..

على أن آلق مزاياه، وأعظم خصائصه، كان فقهه..
بلغ من الفقه والعلم المدى الذي جعله أهلا لقول الرسول عنه:

" أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل"..

وكان شبيه عمر بن الخطاب في استنارة عقله، وشجاعة ذكائه. سألأه الرسول حين وجهه الى اليمن:

" بما تقضي يا معاذ؟"

فأجابه قائلا: " بكتاب الله"..

قال الرسول: " فان لم تجد في كتاب الله"..؟

"أقضي بسنة رسوله"..

قال الرسول: " فان لم تجد في سنة رسوله"..؟

قال معاذ:" أجتهد رأيي، ولا آلوا"..

فتهلل وجه الرسول وقال:

" الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله"

فولاء معاذ لكتاب الله، ولسنة رسوله لا يحجب عقله عن متابعة رؤاه، ولا يحجب عن عقله تلك الحقائق الهائلة المتسرّة، التي تنتظر من يكتشفها ويواجهها.

ولعل هذه القدرة على الاجتهاد، والشجاعة في استعمال الذكاء والعقل، هما اللتان مكنتا معاذا من ثرائه الفقهي الذي فاق به أقرانه واخوانه، صار كما وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام " أعلم الناس بالحلال والحرام".

وان الروايات التاريخية لتصوره العقل المضيء الحازم الذي يحسن الفصل في الأمور..

فهذا عائذ الله بن عبدالله يحدثنا انه دخل المسجد يوما مع أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في أول خلافة عمر..قال:

" فجلست مجلسا فيه بضع وثلاثون، كلهم يذكرون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الحلقة شاب شديد الأدمة، حلو المنطق، وضيء، وهو أشبّ القوم سنا، فاذا اشتبه عليهم من الحديث شيء ردّوه اليه فأفتاهم، ولا يحدثهم الا حين يسألونه، ولما قضي مجلسهم دنوت منه وسالته: من أنت يا عبد الله؟ قال: أنا معاذ بن جبل".

وهذا أبو مسلم الخولاني يقول:

" دخلت مسجد حمص فاذا جماعة من الكهول يتوسطهم شاب برّاق الثنايا، صامت لا يتكلم.ز فاذا امترى القوم في شيء توجهوا اليه يسألونه.ز فقلت لجليس لي: من هذا..؟ قال: معاذ بن جبل.. فوقع في نفسي حبه".

وهذا شهر بن حوشب يقول:

" كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل، نظروا اليه هيبة له"..

ولقد كان أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه يستثيره كثيرا..

وكان يقول في بض المواطن التي يستعين بها برأي معاذ وفقهه:

" لولا معاذ بن جبل لهلك عكر"..


ويبدو أن معاذ كان يمتلك عقلا أحسن تدريبه، ومنطقا آسرا مقنعا، ينساب في هدوء واحاطة..


فحيثما نلتقي به من خلال الروايات التاريخية عنه، نجده كما أسلفنا واسط العقد..

فهو دائما جالس والناس حوله.. وهو صموت، لا يتحدث الا على شوق الجالسين الى حديثه..

واذا اختلف الجالسون في أمر، أعادوه الى معاذ لبفصل فيه..

فاذا تكلم، كان كما وصفه أحد معاصريه:

" كأنما يخرج من فمه نور ولؤلؤ"..

ولقد بلغ كل هذه المنزلة في علمه، وفي اجلال المسلمين له، أيام الرسول وبعد مماته، وهو شاب.. فلقد مات معاذ في خلافة عمر ولم يجاوز من العمر ثلاثا وثلاثين سنة..!!

وكان معاذ سمح اليد، والنفس، والخلق..

فلا يسأل عن شيء الا أعطاه جزلان مغتبطا..ولقد ذهب جوده وسخاؤه بكل ماله.

ومات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعاذ باليمن منذ وجهه النبي اليها يعلم المسلمين ويفقههم في الدين..

وفي خلافة أبي بكر رجع معاذ من اليمن، وكان عمر قد علم أن معاذا أثرى.. فاقترح على الخليفة أبي بكر أن يشاطره ثروته وماله..!

ولم ينتظر عمر، بل نهض مسرعا الى دار معاذ وألقى عليه مقالته..


كان معاذ ظاهر الكف، طاهر الذمة، ولئن كان قد أثري، فانه لم يكتسب اثما، ولم يقترف شبهة، ومن ثم فقد رفض عرض عمر، وناقشه رأيه..

وتركه عمر وانصرف..

وفي الغداة، كان معاذ يطوي الأرض حثيثا شطر دار عمر..

ولا يكاد يلقاه.. حتى يعنقه ودموعه تسبق كلماته وتقول:

" لقد رأيت الليلة في منامي أني أخوض حومة ماء، أخشى على نفسي الغرق.. حتى جئت وخلصتني يا عمر"..

وذهبا معا الى أبي بكر.. وطلب اليه معاذ أن يشاطره ماله، فقال أبو بكر:" لا آخذ منك شيئا"..

فنظر عمر الى معاذ وقال:" الآن حلّ وطاب"..

ما كان أبو بكر الورع ليترك لمعاذ درهما واحدا، لو علم أنه أخذه بغير حق..

وما كان عمر متجنيا على معاذ بتهمة أو ظن..

وانما هو عصر المثل كان يزخر بقوم يتسابقون الى ذرى الكمال الميسور، فمنهم الطائر المحلق، ومنهم المهرول، ومنهم المقتصد.. ولكنهم جميعا في قافلة الخير سائرون.

**

ويهاجر معاذ الى الشام، حيث يعيش بين أهلها والوافدين عليها معلما وفقيها، فاذا مات أميرها أبو عبيدة الذي كان الصديق الحميم لمعاذ، استخلفه أمير المؤمنين عمر على الشام، ولا يمضي عليه في الامارة سوى بضعة أشهر حتى يلقى ربه مخبتا منيبا..

وكان عمر رضي الله عنه يقول:

" لو استخلفت معاذ بن جبل، فسألني ربي: لماذا استخلفته؟ لقلت: سمعن نبيك يقول: ان العلماء اذا حضروا ربهم عز وجل ، كان معاذ بين أيديهم"..

والاستخلاف الذي يعنيه عمر هنا، هو الاستخلاف على المسلمين جميعا، لا على بلد أو ولاية..

فلقد سئل عمر قبل موته: لو عهدت الينا..؟ أي اختر خليفتك بنفسك وبايعناك عليه..

لإاجاب قائلا:

" لو كان معاذ بن جبل حيا، ووليته ثم قدمت على ربي عز وجل، فسألني: من ولّيت على أمة محمد، لقلت: ولّيت عليهم معاذ بن جبل، بعد أن سمعت النبي يقول: معاذ بن جبل امام العلماء يوم القيامة".

**

قال الرسول صلى الله عليه وسلم يوما:

" يا معاذ.. والله اني لأحبك فلا تنس أن تقول في عقب كل صلاة: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"..

أجل اللهم أعنّي.. فقد كان الرسول دائب الالحاح بهذا المعنى العظيم الذي يدرك الناس به أنه لا حول لهم ولا قوة، ولا سند ولا عون الا بالله، ومن الله العلي العظيم..

ولقد حذق معاذ لدرس وأجاد تطبيقه..

لقيه الرسول ذات صباح فسأله:

"كيف أصبحت يامعاذ"..؟؟

قال:

" أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله".

قال النبي:

:ان لكل حق حقيقة، فما حقيقة ايمانك"..؟؟

قال معاذ:

" ما أصبحت قط، الا ظننت أني لا أمسي.. ولا أمسيت مساء الا ظننت أني لا أصبح..

ولا خطوت خطوة الا ظننت أني لا أتبعها غيرها..

وكأني أنظر الى كل امة جاثية تدعى الى كتابها..

وكأني أرى أهل الجنة في الجنة ينعمون..

وأهل النار في النار يعذبون.."

فقال له الرسول:

" عرفت فالزم"..

أجل لقد أسلم معاذ كل نفسه وكل مصيره لله، فلم يعد يبصر شيئا سواه..


ولقد أجاد ابن مسعود وصفه حين قال:

"ان معاذا كان أمّة، قانتا لله حنيفا، ولقد كنا نشبّه معاذا بابراهيم عليه السلام"..

*

وكان معاذ دائب الدعوة الى العلم، والى ذكر الله..

وكان يدعو الناس الى التماس العلم الصحيح النافع ويقول:

" احذروا زيغ الحكيم.. وارفوا الحق بالحق، فان الحق نورا"..!!

وكان يرى العبادة قصدا، وعدلا..

قال له يوما أحد المسلمين: علمني.

قال معاذ: وهل أنت مطيعي اذا علمتك..؟

قال الرجل: اني على طاعتك لحريص..

فقال له معاذ:

" صم وافطر..

وصلّ ونم..

واكتسب ولا تأثم.

ولا تموتنّ الا مسلما..

واياك ودعوة المظلوم"..

وكان يرى العلم معرفة، وعملا فيقول:

" تعلموا ما شئتم أن تتعلموا، فلن ينفعكم الله بالعلم جتى تعملوا"..

وكان يرى الايمان بالله وذكره، استحضارا دائما لعظمته، ومراجعة دائمة لسلوك النفس.

يقول الأسود بن هلال:

" كنا نمشي مع معاذ، فقال لنا: اجلسوا بنا نؤمن ساعة"..

ولعل سبب صمته الكثير كان راجعا الى عملية التأمل والتفكر التي لا تهدأ ولا تكف داخل نفسه.. هذا الذي كان كما قال للرسول: لا يخطو خطوة، ويظن أنه سيتبعها بأخرى.. وذلك من فرط استغراقه في ذكره ربه، واستغراقه في محاسبته نفسه..
**

وحان أجل معاذ، ودعي للقاء الله...

وفي سكرات الموت تنطلق عن اللاشعور حقيقة كل حي، وتجري على لسانه ،ان استكاع الحديث، كلمات تلخص أمره وحياته..

وفي تلك اللحظات قال معاذ كلمات عظيمة تكشف عن مؤمن عظيم.

فقد كان يحدق في السماء ويقول مناجيا ربه الرحيم:

" الهم اني كنت أخافك، لكنني اليوم أرجوك، اللهم انك تعلم أني لم أكن أحبّ الدنيا لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار.. ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات، ونيل المزيد من العلم والايمان والطاعة"..

وبسط يمينه كأنه يصافح الموت، وراح في غيبوبته يقول:

" مرحبا بالموت..

حبيب جاء على فاقه"..
وسافر معاذ الى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارس أبو غريب
مبحر فعال
مبحر فعال
فارس أبو غريب


الساعة الآن :
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 175
درجة النشاط : 5903
تاريخ التسجيل : 29/12/2008
العمر : 35

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام Empty
مُساهمةموضوع: ..|| الصحابي الجليل معاذ بن جبل ||.. رضي الله عنه   معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام I_icon_minitimeالإثنين 16 مارس 2009 - 21:37

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 665836

..|| الصحابي الجليل معاذ بن جبل ||..

إمام العلماء

هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس، يكنى أبا عبد الرحمن، وأسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وشهد العقبة مع السبعين وبدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله، وأردفه رسول الله وراءه، وبعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك وشيعه ماشيًا في مخرجه وهو راكب، وكان له من الولد عبد الرحمن وأم عبد الله وولد آخر لم يذكر اسمه.

line3

صفته رضي الله عنه

عن أبي بحرية يزيد بن قطيب السكونى قال: دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس، جعد قطط، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ، فقلت من هذا قالوا معاذ بن جبل.

وعن أبي مسلم الخولاني قال: أتيت مسجد دمشق فإذا حلقة فيها كهول من أصحاب محمد وإذا شاب فيهم أكحل العين براق الثنايا كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى قال: قلت لجليس لي من هذا؟ قالوا هذا معاذ بن جبل.

وعن الواقدي عن أشياخ له قالوا: كان معاذ رجلا طَوَالا أبيض حسن الشعر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدا قططا.

line3

ثناء رسول الله على معاذ

عن أنس قال: قال رسول الله: [أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل] رواه الإمام أحمد.

وعن عاصم بن حميد عن معاذ بن جبل قال: لما بعثه رسول الله إلى اليمن خرج معه رسول الله يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: يا معاذ، إنك عسى ألا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي هذا وقبري، فبكى معاذ خشعًا لفراق رسول الله، ثم التفت فأقبل بوجهه نحو المدينة فقال: إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا.

line3

ثناء الصحابة عليه

عن الشعبي قال: حدثني فروة بن نوفل الأشجعي قال: قال ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقيل إن إبراهيم كان أمةً قانتًا لله حنيفًا، فقال ما نسيت هل تدري ما الأمة؟ وما القانت فقلت: الله أعلم، فقال: الأمة الذي يعلم الخير، والقانت المطيع لله عز وجل وللرسول، وكان معاذ بن جبل يعلم الناس الخير وكان مطيعًا لله عز وجل ورسوله.

وعن شهر بن حوشب قال: كان أصحاب محمد إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبة له.

line3

نبذة من زهده


عن مالك الداري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة فقال للغلام اذهب بها إلى عبيدة بن الجراح ثم تَلَهَّ ساعةً في البيت حتى تنظر ما يصنع، فذهب الغلام قال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، قال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان حتى أنفذها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل فقال: اذهب بها إلى معاذ بن جبل وتَلَهَّ في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه، قال: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأته فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران فدحا (فدفع) بهما إليها، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره بذلك فقال: إنهم إخوة بعضهم من بعض.

line3

نبذة من ورعه

عن يحيى بن سعيد قال: كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يشرب في بيت الأخرى الماء.

وعن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي بالشام والناس في شغل فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر.

line3

نبذة من تعبده واجتهاده


عن ثور بن يزيد قال: كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم: اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.

line3

جوده وكرمه


عن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شابًّا جميلا سمحًا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى أدان دينا أغلق ماله فكلم رسول الله أن يكلم غرماءه أن يضعوا له شيئا ففعل فلم يضعوا له شيئا، فدعاه النبي فلم يبرح حتى باع ماله فقسمه بين غرمائه فقام معاذ لا مال له قال الشيخ رحمه الله: كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئًا.


line3

نبذة من مواعظه وكلامه

عن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل قال إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورًا، قالوا: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون.

وعن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني، قال وهل أنت مطيعي قال: إني على طاعتك لحريص قال: صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم.

وعن معاوية بن قرة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني، إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدًا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدمها وحسنة أخرها. وعن أبي إدريس الخولاني قال: قال معاذ: إنك تجالس قومًا لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات. رواهما الإمام أحمد.

وعن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفِظْتَ إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت.

وعن الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ فقال: اجلسوا بنا نؤمن ساعة.

وعن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد.

line3

مرضه ووفاته

عن طارق بن عبد الرحمن قال: وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء، فبلغ معاذ بن جبل فقام خطيبًا فقال: إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان.

وعن عبد الله بن رافع قال لما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز فقال إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيء منها، قالوا وما هن قال يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل والله لا أدري علام أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة، ويعطى الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة، فطعن ابناه فقال: كيف تجدانكما؟ قالا: يا أبانا {الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} قال: وأنا ستجداني إن شاء الله من الصابرين، ثم طعنت امرأتاه فهلكتا وطعن هو في إبهامه فجعل يمسها بفيه ويقول: اللهم إنها صغيرة فبارك فيها فإنك تبارك في الصغيرة حتى هلك.
واتفق أهل التاريخ أن معاذًا ـ رضي الله عنه ـ مات في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة، واختلفوا في عمره على قولين: أحدهما: ثمان وثلاثون سنة، والثاني: ثلاث وثلاثون.

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 600141
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هبة الله
نــائـبـة الـمـديـر سابقا
هبة الله


الساعة الآن :
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 2285
درجة النشاط : 6099
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
تعاليق : نائبة المدير سابقا

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام Empty
مُساهمةموضوع: رد: معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام   معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام I_icon_minitimeالإثنين 16 مارس 2009 - 23:35

معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام 665836

بوركت وبروكت مواضيعك اخي
جزيل الشكر ونسال الله ان يجعل كل اعمالك بالمنتدى في ميزان حسناتك
دمت بالف خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معاذ بن جبل - أعلمهم بالحلال والحرام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لنتكلم معاً
» ترحيب بابي معاذ
» سعد بن معاذ رضي الله عنه وارضاه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بـــــــــحـــــــر الأمــــــــــــــــــــل :: محمد رسول الله و الذين معه-
انتقل الى: